مناشدات لوقف استهداف المدنيين في حماة وإدلب

مناشدات لوقف استهداف المدنيين في حماة وإدلب

24 فبراير 2019
آثار القصف والدمار بمعرة النعمان في إدلب (براء الرازوق/الأناضول)
+ الخط -


يواصل فريق "منسقو استجابة سوريا" مناشدته المجتمع الدولي للتدخل، وإيقاف القصف على المنطقة المنزوعة السلاح التي يواصل النظام السوري استهدافها، وعلى وجه الخصوص بلدات ومدن ريف إدلب الجنوبي، ومناطق ريف حماة الشمالي.

وسلط الفريق الضوء في بيان أصدره اليوم الأحد، على حجم المعاناة التي يعيشها أهالي المناطق التي تتعرض للقصف اليومي، وعلى أعداد النازحين من تلك المناطق باتجاه المدن والبلدات الآمنة نسبياً في إدلب أو المخيمات، موثقاً نزوح أكثر من 8314 عائلة من المنطقة المنزوعة السلاح في أرياف حماة وإدلب وحلب موزعين على أكثر من 86 قرية وبلدة ومخيماً. ولفت إلى متابعته إحصاء النازحين الوافدين إلى مختلف المناطق، والوقوف على أبرز الحاجات الإنسانية والعاجلة لهم.

وبحسب البيان، فإن حركة النزوح تزامنت مع سقوط العديد من الضحايا والإصابات في صفوف السكان المدنيين، إذ قتل منذ بداية الحملة العسكرية لقوات النظام على المنطقة 62 مدنياً بينهم 27 طفلاً، أي 43.55 في المائة من مجموع الضحايا المدنيين.

ولفت الفريق في بيانه، إلى أن عمليات الاستجابة من المنظمات والهيئات الإنسانية تشهد ضعفاً واضحاً، ما يسبب زيادة في معاناة المدنيين النازحين من جراء القصف.

وطالب الفريق الجهات الدولية بالضغط على النظام وحلفائه، لإيقاف الحملة العسكرية على المنطقة المنزوعة السلاح، مناشداً جميع الجهات المحلية العمل على مساعدة النازحين الوافدين حديثاً إلى القرى والبلدات الآمنة نسبياً. كما طالب المنظمات والهيئات الإنسانية بالاستجابة الفورية والعاجلة لحاجات النازحين الجدد، والمساهمة في تخفيف معاناتهم.

وأشار الفريق إلى عمله على تحديد أبرز حاجات النازحين الإنسانية، لمساعدة المنظمات والهيئات الإنسانية في إتمام إيصال المساعدات الأساسية للنازحين.

وتستهدف قوات النظام السوري بشكل مركز مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان في ريف إدلب، إضافة لبلدات التمانعة وجرجناز والتح والخوين في الريف الجنوبي الشرقي، تزامناً مع قصف على بلدات ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي.

وعبّر النازح حسان أبو أحمد (41 عاماً) عن مشاعر الحزن التي تتملكه، وقال لـ"العربي الجديد": "تسبب القصف بدمار بيتي في بلدة التح بالكامل، وأنا الآن نازح ومقيم في منطقة أطمة، مع أفراد عائلتي وابني مصاب".

وأضاف أبو أحمد: "أحزن لأنني خسرت كل شيء، وبعد تعب أعوام أخسر منزلي بكل بساطة وأصبح مشرداً، وابني مصاب وأنا في حالة ضياع، النظام مجرم وهو يريد لنا الموت بكل تأكيد، يريد أن يسلبنا كل ما لدينا، نعيش الخوف دائماً وذكرياتنا الأليمة لأقارب فقدناهم خلال السنوات الماضية".

وتابع: "الأمل موجود لديّ، لكن أظن أنه يصعب عليّ الخروج من هذه المحنة بسهولة، فالحياة هنا قاسية وصعبة، والإنسان بلا بيته وأرضه التي ألف ترابها كأنه بلا وطن".

أما النازح صبحي بكور، فوصف لـ"العربي الجديد" ما مرّ به من تجارب نزوح، وخاصة بعد مغادرته مدينة معرة النعمان، قائلاً: "عادت بي الذكريات للحظات مغادرتي ريف حمص الشمالي قبل سنوات، متجهاً للشمال السوري. كنت أتمنى حينها أن أجد الأمن لأطفالي الصغار، أن أبعدهم قليلاً عن رعب القصف والخوف من الإصابة، لأن الإصابة كانت أشد قسوة من الموت، خرجنا بشاحنة حينها بعد الفجر متجهين نحو المجهول، وها أنا اليوم أعيش التجربة ذاتها، بعدما ألفت المعيشة في مدينة معرة النعمان التي أغادرها مضطراً، فلا خيار أمامي".

وأضاف بكور: "نرجو أن يتوقف القصف ونستقر من جديد، فالحياة لم تعد تطاق بهذا الوضع الراهن، فإلى متى سنستمر بالنزوح؟ أما الخروج إلى تركيا بالنسبة لي فخيار صعب".

وعلى صعيد متصل، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان له اليوم، أن "المدنيين هم الطرف الخاسر من كل هذه المعادلات العدمية، ومن تبادل الأدوار ما بين جملة من الأطراف الإرهابية ذات المصالح المتشابكة، النظام وداعموه من جهة وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى.

وأضاف: "نحن لا نطالب المجتمع الدولي بما لا يمكنه فعله. هناك توافق على حلّ سياسي في سورية، هذا هو المسار الذي يجب أن يتم دعمه وإيصاله إلى نهايته دون تأخير، وهو مسار مضبوط بالقرار الدولي 2254، هذا هو المسار الوحيد القادر على إنقاذ سورية والمنطقة من إرهاب النظام وإرهاب جميع التنظيمات والمليشيات الأخرى".