اغتصاب جماعي لقاصر يتحول إلى قضية رأي عام بالمغرب

اغتصاب جماعي لقاصر يتحول إلى قضية رأي عام في المغرب: "كلنا خديجة"

27 اغسطس 2018
شعار حملة دعم القاصر المغربية خديجة (تويتر)
+ الخط -
حالة من التضامن الاجتماعي الواسع في المغرب رافقت ضحية الاغتصاب الجماعي، القاصر خديجة (17 عاماً)، التي تعرّضت للاعتداء في قرية أولاد عياد بضواحي مدينة الفقيه بنصالح، وسط البلاد، من قبل 10 شبان تركوا في مختلف مناطق جسدها رسوماً ووشوماً غريبة.

وعلم "العربي الجديد" أن وزارة الصحة المغربية تعتزم التكفل بعملية إزالة الوشوم التي تركها المغتصبون في مناطق حساسة من جسد خديجة، فضلا عن آثار الكي بالسجائر، من خلال توفير العلاجات المناسبة لها، وهذا ما ينتظره والد الضحية، رغم تقديم العديد من الأطباء خدماتهم المجانية لها.

وكشف محمد قرو، والد خديجة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن عدداً من أطباء التجميل والتقويم من داخل وخارج البلاد اتصلوا به لتقديم المساعدة في إزالة الوشوم التي شكلت عقدة نفسية لابنته، تكاد توازي صدمتها النفسية بعد حادثة الاغتصاب.

وأبدى الأب تفاؤله بشأن إزالة الوشوم والرسوم الغريبة التي تركها المغتصبون على جسد ابنته، موضحاً أنه سمع من الأطباء أن من السهل إخفاء تلك الوشوم ما دامت حديثة العهد.

وتظهر على جسد خديجة رسوم موشومة أشكالها غريبة، منها صليب معقوف مقلوب، ورسم قلب، وبعض أسماء مغتصبيها أيضا، مثل عز الدين مكتوب بالحروف الفرنسية، الأمر الذي زاد معاناة القاصر التي تذكّرها في كل لحظة بما تعرضت له.


ويعود الأب المكلوم ليقول إن ابنته تجاوزت بنسبة كبيرة الآثار النفسية السيئة لاغتصابها، كونها قاومت أولئك الوحوش بكل ما أوتيت من قوة، طول فترة اختطافها بعيدا عن أعين أسرتها.


وبخصوص عدم تبليغه عمّا وقع لابنته عندما عادت إلى بيته وعلم أنها تعرضت للاغتصاب  والعبث بجسدها بتلك الرسوم والوشوم، عزا الأب ذلك إلى كونه كان مريضا وعاجزا عن التحرك رفقة ابنته نحو مصالح الدرك الملكي، لكن إصرار الضحية على القيام بذلك جعله يقبل بأن تقدم ابنته شكوى رفقة أمها، لتتفجر القضية وتصبح قضية رأي عام في البلاد.

ويقول أحد نشطاء المجتمع المدني بالفقيه بنصالح، لـ"العربي الجديد"، إن الأب رغم أنه سوغ عدم شكايته بالمرض وكونه طريح الفراش، فإن السبب الحقيقي غالبا هو خشيته من "العار" و"الفضيحة"، فهو في مجتمع قروي يعتبر تعرّض فتاة للاغتصاب أمرا مشينا، حتى لو كانت الفتاة مجرد ضحية لا حول لها ولا قوة.

وأمام قلة ذات يد والد خديجة، فإن العديد من الجمعيات والناشطات أطلقت دعوة لتقديم يد العون لخديجة من أجل تطبيبها ودعمها نفسيا، وأيضا إزالة تلك الوشوم بعمليات تجميل مناسبة، كما طالبوا بتنمية المنطقة ومحاربة أوكار الجريمة والمخدرات التي كانت أحد أسباب إقدام الوحوش الآدميين على اغتصاب خديجة.


ودعت حملة افتراضية جديدة، تحت شعار "كلنا خديجة"، إلى التدخل لإنقاذ الفتاة المتدهورة نفسيا، والبحث في القضية لمعاقبة الجناة، خصوصا أن الحالة المادية للأب ضعيفة ولا تسمح له بضمان التطبيب اللازم لابنته بالشكل المناسب، والقاضي بمحو آثار التعذيب عن جسدها، وعودتها إلى حياتها الطبيعية وإلى مقاعد الدراسة مثل جميع قريناتها.

وفي الوقت الذي تم فيه اعتقال 3 مشتبه بهم من بين المتهمين، وتحديد جلسة محاكمة في السادس من سبتمبر/أيلول المقبل، طالبت شبكة "إنجاد ضد عنف النوع"، رئيس النيابة العامة بالتدخل الفوري لإيقاف من تبقى من المجرمين ومعاقبتهم جميعا، إنصافا للضحية، وإعمالا للقانون.

وأفادت الشبكة النسائية بأن "هذا الاغتصاب الوحشي يسائل وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، ووزارة الداخلية، وباقي الأجهزة والقطاعات المعنية، عن مدى اضطلاعها بمسؤوليتها من أجل توفير الحماية والأمن للمواطنات والمواطنين، على حد سواء".

كذلك، حذّرت حركة "قادمون وقادرون" الحقوقية من "الأوضاع المزرية في المنطقة التي تنتج مثل هذه الظواهر الوحشية، القائمة على العنف والاغتصاب والإرهاب والاتجار بالمخدرات"، داعية إلى فتح نقاش عمومي حول الاغتصاب، باعتباره أشد جرائم الاعتداء جسامة.

المساهمون