أين تذهب الدهون التي نخسرها؟

أين تذهب الدهون التي نخسرها؟

23 مارس 2018
تختار ما تحتاج إليه (روبرت نيكلسبورغ/ Getty)
+ الخط -
يبدو العالم اليوم مهووساً باتباع نظام غذائي وفقدان الوزن، لكن قلّة منّا تعرف أين تذهب هذه الدهون التي نخسرها. وتبيّن أن أطباء ومتخصّصين في مجال التغذية يجهلون هذه المعلومة، بعد مشاركة 150 منهم في الإجابة عن هذا السؤال بهدف محو الأمية الصحية. الاعتقاد الخاطئ أو الأكثر شيوعاً هو التفكير أنّ الدهون تتحوّل إلى طاقة.

بعض المشاركين قالوا إن الدهون تتحوّل إلى عضلات، فيما أشار آخرون إلى أنها تخرج عبر القولون. ثلاثة فقط قدّموا إجابة صحيحة، ما يعني أن 98 في المائة من العاملين في مجال الصحّة عجزوا عن تفسير عملية فقدان الوزن. أين تذهب الدهون؟ الجواب هو أنها تتحوّل إلى ثاني أوكسيد الكربون ومياه.

تواصلت جريدة "العربي الجديد" مع روبن ميرمان، العالم الذي عمل على إعداد بحث حول فقدان الوزن، وقال إنّ علماء الأحياء يعتبرون أن أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP) يعمل على تخزين الطاقة التي نحتاجها للقيام بكل شيء، وينتج عن زائد الفوسفات (ADP)، من خلال استخدام الطاقة المخزنة في الغذاء. أمّا الدهون في الجسم، فهي ببساطة فائض الطعام. ويمكن تحويل كلّ من الكربوهيدرات والبروتين الزائد إلى دهون، كما يمكن تخزين الدهون في الخلايا الدهنية من دون أن تتحوّل إلى أي شيء.

وفي حال خسر شخص 10 كيلوغرامات من الدهون، فإنّ 8.4 كيلوغرامات تخرج من الرئتين عبر الزفير، ويتحوّل 1.6 كيلوغراماً إلى مياه. ربّما تبدو هذه الحقيقة مفاجئة لكثيرين، لكن كل ما نتناوله يخرج من خلال الرئتين، وتحول كل الكربوهيدرات ومعظم الدهون إلى ثاني أوكسيد الكربون ومياه. وينطبق الأمر ذاته على البروتينات باستثناء الأجزاء الصغيرة منها، التي تتحوّل إلى مواد صلبة أخرى وتذهب في البول.

أمّا الطعام الوحيد الذي يصل إلى القولون من دون أن يهضم، فهو الألياف الغذائية. وحين نتناول 3.5 كيلوغرامات من الطعام والمياه، إضافة إلى 600 غرام من الأوكسجين، ينبغي إخراج 4.1 كيلوغرامات منها أو أكثر لخسارة الوزن. كيف يمكن لهذا أن يحدث؟




يزفر الإنسان 200 غرام من ثاني أكسيد الكربون أثناء النوم، أي أنه يحقّق ربع هدفه قبل النهوض من السرير. ويبقى السؤال، هل يمكن ببساطة أن تتنفّس أكثر حتى نخسر الوزن؟
لسوء الحظ لا يمكن ذلك، لأنّ الشهيق والزفير أكثر من الحاجة يصيبنا بالدوار. والطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها زيادة كمية ثاني أوكسيد الكربون هو من خلال تحريك عضلاتنا. والتخلّص من 100 غرام من الدهون، يستهلك 290 غراماً من الأوكسجين وينتج 280 غراماً من ثاني أوكسيد الكربون، إضافة إلى 110 غرامات من المياه. ولا يمكن للطعام الذي نأكله تغيير هذه الأرقام. لذلك، أي نظام غذائي يوفّر طعاماً أقل مما نحرقه، يؤدي إلى خسارة الوزن.

دلالات

المساهمون