مرضى الفشل الكلوي أمام خيارات محدودة في الرقة السورية

مرضى الفشل الكلوي أمام خيارات محدودة في الرقة السورية

03 أكتوبر 2018
يكابدون أوضاعا صحية صعبة (Getty)
+ الخط -


رحلة شاقة تضاعف آلام خديجة ومعاناتها في كل مرة تذهب فيها إلى مدينة حلب لإجراء عملية غسل الكلى، الأمر الذي أصبح مفروضا عليها كل يومين ولا مفر منه.

وأخبرت خديجة المحمد (46 عاما) ابنة مدينة الطبقة بريف الرقة، "العربي الجديد" أن الرحلة التي كانت تضطر لقطعها كل يومين إلى مدينة حلب ثم العودة للطبقة توقفت عنها، حيث تقيم حاليا في مدينة حلب كي تتمكن من الاستمرار بعمليات الغسل المتكررة.

وقالت خديجة: "في الرقة برمتها لا يوجد جهاز غسل كلى، فالمدينة شبه مدمرة بالكامل، وكانت خياراتي محدودة إما بالتوجه إلى مدينة حماة وإما حلب وإما الذهاب للعاصمة دمشق، لكن فضلت التوجه إلى حلب لأن لدي أقرباء هناك. أنا اليوم بعيدة عن عائلتي وعن أهلي، وهذا الأمر خارج عن إرادتي، كنت أتمنى البقاء في الطبقة معهم لكن ما باليد حيلة".

وانتقد نادر العموري (46 عاما) "غياب أجهزة غسل الكلى عن مدينة مثل الطبقة يقطنها قرابة مليون نسمة، ومليشيا قسد والتحالف الدولي يتغنيان دائماً بتوفير مطالب الأهالي بمناطق سيطرة المليشيا، متجاهلين أكثر الأمور حاجة وحساسية". ويسأل: "فماذا يفعل المصابون بالفشل الكلوي وأين يذهبون؟ وهل هم مضطرون لترك عوائلهم وتكلف أعباء ومشاق السفر والمعيشة بمدن أخرى؟".

وأشار العموري لـ "العربي الجديد" إلى أن شقيقه يقيم حاليا في تركيا بمدينة تبعد عن مدينة غازي عينتاب قرابة 40 كيلومترا، وهذا كان خياره الأمثل لكون الظروف لم تسمح له بالبقاء في سورية وتلقي العلاج، لأن ذهابه لمشفى في مناطق سيطرة النظام يعني اعتقاله مباشرة، وكذلك الأمر بشأن بقائه بمناطق سيطرة "قسد" حيث يوجد جهاز غسل كلى في مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي. وقال: "حاولنا التبرع له بكلية لكن الأمر لم ينجح لاختلاف زمرة الدم بيني وبينه وبين أخي الثالث، والآن وضعه مستقر نوعا ما ويخضع لجلسات الغسل دورياً".

وبخصوص أجهزة غسل الكلى وإمكان تزويد مدينة الطبقة بجهازين لتأمين حياة مرضى الفشل الكلوي، قال تاجر الأدوات الطبية سراج أبو أحمد (52 عاما) لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن مليشيا قسد أو التحالف الدولي قادران بسهولة على تأمين جهازين أو ثلاثة أجهزة لغسل الكلى، فأفضل الأجهزة الموجودة بالسوق في منطقتنا وأوروبا يتراوح سعرها بين 15 و20 ألف دولار أميركي، وهو مبلغ ليس بالكبير على "قسد" والداعمين لها، كما أن الجهاز ليس بحاجة لتجهيزات ضخمة أو مبانٍ مخصصة. كما يمكن لاختصاصي تمريض العمل عليه بسهولة، وكذلك الأمر بالنسبة للمواد والمعدات الإضافية المطلوبة". ورأى أن بإمكان التحالف الدولي تزويد المشافي بها أو حتى المنظمات الأممية.

واقترح سراج على أهالي مدينة الطبقة أن يجمعوا مبلغاً لشراء جهاز غسل كلى لاستخدامه في المدينة، وعلاج مصابي الفشل الكلوي. وأوضح أنه من الممكن الحصول على جهاز مستعمل بسعر مناسب، لكنه أبدى تخوفه من رفض مليشيا قسد إدخال الجهاز أو مصادرته، لذلك قال إن على الأهالي السعي الحثيث لإيجاد حل حقيقي يقي مرضى الفشل الكلوي المعاناة والمآسي.

دلالات

المساهمون