نزوح وخوف في عدن

نزوح وخوف في عدن

31 يناير 2018
تشتد المعارك في عدن (صالح العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -
نزحت عشرات الأسر اليمنية من مناطق الاشتباكات في عدن إلى أخرى آمنة، بعد اشتداد المعارك خلال اليومين الماضيين. وتعطّلت مظاهر الحياة في المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة بين قوات الحكومة الشرعية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي وبين قوات المجلس الانتقالي الداعي إلى انفصال الجنوب، فانقطع التيار الكهربائي وأغلقت المتاجر والمصارف أبوابها.

يقول المواطن شجاع يحيى إنّ بعض العائلات القاطنة في منطقة كريتر في عدن حوصرت في منازلها من جرّاء اشتداد المعارك في المدينة، مشيراً إلى أنّ "الأسعار بدأت ترتفع منذ أيام، مع بروز المؤشرات الأولى للحرب". لكنّه يوضح لـ "العربي الجديد" أنّ "المواد الغذائية متوفرة والأسواق مفتوحة في المناطق التي لم تشهد اشتباكات مسلحة، مثل مديرية المنصورة والشيخ عثمان والبريقة وإنماء والشعب والدار، التي تشهد هدوءاً نسبياً". يضيف أنّ "الاشتباكات تتركز في المعلا وخور مكسر وكريتر، وقد تعطلت الحياة فيها بعد إغلاق 80 في المائة من مؤسساتها ومحالها، علماً أنّها ذات كثافة سكانية".

من جهته، غادر سلطان مقبل منزله يوم الإثنين الماضي، بعد اشتداد المواجهات بالقرب من الحيّ الذي يسكنه، متوجهاً إلى منطقة "إنما" التي لا تشهد مواجهات، ليسكن في منزل أحد أقاربه. يخبر "العربي الجديد" أنّ "الوضع الإنساني صعب، وقد توقّف الأطفال عن الذهاب إلى المدارس، في وقت تعجز النساء عن الخروج من المنازل". يضيف أنّ "المواد الغذائية في المنزل لا تكفي لأكثر من يومين، الأمر الذي اضطرنا إلى المغادرة".

يخشى السكان نفاد المواد الغذائية وارتفاع أسعارها وانقطاع المياه والكهرباء، والعجز عن تأمينها. ويؤكّد المواطن عمران المقطري أنّ "خزانات المياه في المنطقة التي يسكنها تضررت بفعل القصف الذي استمر طوال يوم أول من أمس، مشيراً إلى أنّ "انعدام المياه والغذاء أسوأ ما يمكن أن يواجهه الناس في حال استمرت المعارك". يضيف المقطري لـ "العربي الجديد" أنّه "غير قادر على ترك منزلي والنزوح إلى مكان آخر لعدم توفّر مكان بديل. كذلك فأنا لا أملك المال لاستئجار بيت في منطقة آمنة". ويلفت إلى أنه يسعى إلى توفير مواد غذائية تكفي أسرته حتى تتوقف المواجهات المسلحة.



وقد شوهدت طوابير أمام محطات تعبئة الوقود، في وقت أغلقت محال كثيرة أبوابها ليضطر عدد كبير من المواطنين إلى البقاء في منازلهم. ويصف المواطن إبراهيم العولقي وهو من سكان منطقة المعلا ورب أسرة، الأوضاع بـ "المزرية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى". ويشرح لـ"العربي الجديد" أنّ "المواطنين سجناء في منازلهم، ولا يملك البعض المال للمخاطرة والخروج بهدف التسوق وسط لهيب المعارك. فالحالة المادية صعبة بسبب تأخّر صرف رواتب الموظفين". وإذ يشير العولقي إلى وفاة مدنيين، يوضح أنّ "السلاح الثقيل يستخدم وسط المدينة والدبابات تقصف الأحياء المجاورة". ويتّهم المتقاتلين بـ"الاستهتار بدماء المدنيين والأطفال والنساء"، قائلاً إنّ "عدن كانت قد بدأت تستعيد أنفاسها لكنّه وبحسب ما يبدو فإنّ سكان عدن المسالمين مقدمون على كارثة جديدة في حال استمرت المواجهات".

إلى ذلك، أغلقت عدد من المدارس أبوابها منذ يوم الأحد الماضي من جرّاء الاشتباكات المسلحة. وتفيد مصادر "العربي الجديد" بأنّ "التلاميذ لا يأتون إلى المدارس، وقد طلب من المدرسين التغيّب بسبب الأوضاع المتوترة". وتؤكد أنّ "أبواب المدارس سوف تبقى مغلقة حتى إشعار آخر".

في السياق، يؤكّد وكيل وزارة الصحة والسكان في اليمن، علي الوليدي، لـ"العربي الجديد" أنّ "المستشفيات والكوادر الصحية تؤدي دورها بشكل طبيعي"، مشيراً إلى أنّ "الأدوية متوفّرة، وثمّة مخزوناً كافياً من المستلزمات الطبية لعدن ولباقي محافظات الجمهورية". ويشدّد الوليدي على أنّه "لا يجب القلق في ما يخص القطاع الصحي، فالكوادر الصحية تتولى دورها الإنساني كما يجب، كذلك فإنّ الأدوية والمستلزمات الطبية متوفرة"، مضيفاً أنّ "الوضع الإنساني للمرضى في المستشفيات الحكومية والخاصة طبيعي".

ضحايا مدنيون

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مساء الإثنين، ارتفاع عدد ضحايا اشتباكات مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، إلى 36 قتيلاً. وذكرت على حسابها الرسمي على "تويتر" أنّ المعارك الدائرة في المدينة منذ يوم الأحد الماضي أسفرت عن مقتل 36 شخصاً وإصابة 185 آخرين، فيما أعلنت الحكومة الشرعية أنّ المعارك أسفرت عن مقتل 15.

المساهمون