الأفاعي والعقارب والحيوانات المفترسة تغزو المدن المحررة في العراق

الأفاعي والعقارب والحيوانات المفترسة تغزو المدن المحررة في العراق

09 يوليو 2017
الركام في الفلوجة مأوى للعقارب والأفاعي (صلاح ملكاوي/ Getty)
+ الخط -
صدمات تتوالى على أهالي المدن المحررة في العراق العائدين من رحلة نزوح طويلة، بدأت بصدمة الحرب ومرارة التهجير الطويل عن مدنهم، تلتها المشاكل المتعلقة بانعدام الخدمات وخراب البنى التحتية والبطالة والفقر وانتشار الأمراض المعدية، وصولاً إلى بروز مشكلة العقارب والأفاعي والحيوانات المفترسة التي تهاجم المدن وتوقع إصابات بعضها مميت.


وفي الآونة الأخيرة، ومع سيطرة موجة الحرّ الشديدة، بدأ العراقيون يشتكون من انتشار القوارض والعقارب والأفاعي السامة في منازلهم وبين الأزقة والأحياء، بسبب تراكم النفايات وأنقاض المنازل المدمرة في المدن المحررة.

وقال الدكتور فراس أحمد، من وزارة الصحة العراقية: "سجلت الوزارة تعرض العشرات خلال الشهر الجاري في أكثر من سبع مدن محررة، لهجمات من حيوانات مفترسة أو أفاعٍ وعقارب تسببت بوفاة تسعة مدنيين منهم".

وأضاف أن "هجر المدن وانتشار الجثث والنفايات السبب الرئيس في ظهور تلك الحيوانات والأفاعي التي لم تكن معروفة سابقاً في تلك المناطق".

وقال صحافي محلي في الفلوجة يدعى عمر الدليمي: "سمعنا شكاوى كثيرة من المواطنين عن انتشار العقارب والأفاعي في مدن الفلوجة والرمادي وأطرافهما، وتوجهنا إلى المناطق الجنوبية منها حيث تنتشر النسبة الكبرى من تلك الحشرات والحيوانات السامة، وفوجئنا بحالة مأساوية يعيشها أهالي تلك المناطق".

وأضاف الدليمي لـ"العربي الجديد": "لاحظنا تجمعات كبيرة لأنقاض المنازل المدمرة التي ساعدت في تجمع الأفاعي والعقارب وانتشارها في المنازل، ما يهدد حياة المواطنين، خصوصاً الأطفال".

ويقول الأهالي إنهم يتخذون وسائل حماية بدائية لأطفالهم لحمايتهم من لدغات الأفاعي والعقارب السامة بعد تعرض كثير من الأطفال للدغ.

وأوضح مازن مطر، وهو مواطن من الفلوجة، أن "أعداد العقارب والأفاعي السامة كبيرة ولا نستطيع مكافحتها وحدنا، وبدأنا بمنع الأطفال من اللعب خارج المنزل، وفي وقت النوم نضع لهم أسرة خشبية على بضع قطع من "البلوك" المخصص للبناء لرفعهم عن الأرض قليلاً منعاً لتعرضهم للدغات العقارب".









ويقول متخصصون إن انتشار الأفاعي والعقارب في المدن المحررة جاء بسبب تراكم مئات الأطنان من الأنقاض الناجمة عن الحرب والنفايات، والتي أصبحت مأوىً شاسعاً لتلك الحشرات والزواحف السامة جداً.

وأوضح اختصاصي البيئة ظافر حسن أن "اللجان الصحية في بعض المدن المحررة نظمت حملات واسعة لرش المبيدات الحشرية لمكافحة القوارض والعقارب والأفاعي لكنها غير كافية، فالأمر يحتاج جهوداً كبيرة تبدأ برفع الأنقاض والنفايات المتجمعة في الأحياء السكنية".

ولم يتوقف الأمر على القوارض والأفاعي السامة والعقارب بل ظهرت حيوانات مفترسة لم تكن موجودة في تلك المناطق قتلت عدداً من المواطنين وهي حيوانات غريبة الشكل يقول الأهالي إنها لا تعيش في البيئة العراقية.



وتمكن أهالي منطقة النساف غربي مدينة الفلوجة من قتل أحد تلك الحيوانات المفترسة بعد تسيير دوريات حراسة ليلية، إثر تعرض أحد المواطنين لعضة كادت تودي بحياته.

وبيّن صالح الحلبوسي من أهالي النساف أن "عدداً من الأهالي شعروا بتجول حيوانات غريبة في البساتين القريبة غير مألوفة الشكل، ورصدنا أحد تلك الحيوانات ليلاً وتمكنا من قتله، وتبين أنه حيوان غريب الشكل متوسط الحجم بمخالب طويلة وأنياب حادة جداً، يهاجم الناس خلال نومهم بعد أن يتسلل إلى داخل منازلهم".

ونظمت الدوائر الصحية حملات لمكافحة الحشرات والقوارض والأفاعي السامة والعقارب عبر رش المبيدات الحشرية في المدن والقرى التابعة لها.

وذكر شافي الدوري، عضو إحدى لجان مكافحة الحشرات، أن "فرقنا الصحية نظمت حملات لمكافحة تلك الحشرات والحيوانات الخطرة عبر رش المبيدات في الأحياء والقرى والمدن، لكنها لن تكون كافية من دون رفع الأنقاض والنفايات المتجمعة التي تعتبر بيئة خطرة".

ويقول أهالي المدن المحررة إن القوات العراقية والمليشيات المساندة لها، والتي تسيطر على تلك المدن، تمنع المواطنين من نقل الأنقاض والنفايات من داخل الأحياء السكنية إلى خارج تلك المدن، بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه القوات الحكومية عليها بذريعة الدواعي الأمنية.



دلالات