14 شهيداً فلسطينياً.. رحلوا قبل "التوجيهي" وغابت أحلامهم

14 شهيداً فلسطينياً.. رحلوا قبل "التوجيهي" وغابت أحلامهم

28 مايو 2016
الاحتلال يسرق أرواح الشباب الفلسطيني وأحلامه (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


قبل خمسة أيام فقط، من انتظارها لتقديم أول امتحان لها في شهادة الثانوية العامة "التوجيهي"، قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي الطالبة سوسن منصور (17 عاما)، أثناء مرورها عن حاجز بيت أكسا، متجهة إلى قريتها بدّو شمال غربي مدينة القدس المحتلة. وحُرمت سوسن من مرافقة زميلاتها إلى مدرستها للتقدم لامتحانها.

في 2 مارس/ آذار الماضي، استشهد الفتيان لبيب خلدون عازم (17 عاما) ومحمد هشام زغلوان (17 عاما) برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب قريتهم قريوت جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية. وادعت قوات الاحتلال أن الشهيدين حاولا تنفيذ عملية طعن، قرب مستوطنة "عيليه" المقامة على أراضي قرية قريوت.

كان من المفترض أن يعود الشهيدان اليوم، إلى منزليهما ليحكيا لأهلهما عن أدائهما في امتحان التربية الإسلامية، فهما من الطلبة المتفوقين والمتميزين، وأخلاقهما عالية، وتفتقد لهما مدرسة ذكور قريوت الثانوية، لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعتهما من ممارسة حقهما الطبيعي في التعليم والحياة أيضاً، حسب توضيح مدير مديرية التربية والتعليم في جنوب نابلس أحمد صوالحة لـ"العربي الجديد".

الشهيدان مصطفى الخطيب، ومحمد حلبية من مدينة القدس، والشهيدتان دانيا أرشيد وكلزار العويوي اللتان أعدمهما جنود الاحتلال، وعدنان المشني، ومحمود عواودة وأحمد الكوازبة، ويوسف الطرايرة وهم من مدينة وبلدات الخليل جنوبي الضفة، حرموا جميعاً من التقدم لامتحان التوجيهي وحرمت عوائلهم من تحقيق حلمها ببناء مستقبل لأبنائها.

أما في بلدة قباطية جنوبي جنين شمالي الضفة، فقد افتقدت مدارسها صباح اليوم، للشهيدين أحمد عوض أبو الرب، ونور الدين سباعنة. كما حرم الشهيد أحمد يوسف عامر من التقدم لامتحان التوجيهي، بعدما قتله جنود الاحتلال الإسرائيلي عند أحد الحواجز العسكرية القريبة من بلدته مسحة جنوب غربي سلفيت شمالاً، وكان عائداً من مدرسته وتلطخت حقيبته وما فيها بدمائه.




رحلوا قبل تحقيق أمانيهم

في العام الأول من انتفاضة القدس التي اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حرم رصاص الاحتلال الإسرائيلي 14 طالباً وطالبة فلسطينية استشهدوا، من التقدم لامتحان الثانوية العامة "التوجيهي"، في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتوجه، صباح اليوم السبت، 78.523 طالباً وطالبة فلسطينية لتقديم امتحان التربية الإسلامية وهي أول مادة لهم في امتحان "التوجيهي" للعام 2016، منهم 45 ألفا و264 في الضفة الغربية، و33 ألفاً و273 في قطاع غزة، فيما كانت مقاعد بعض الطلبة فارغة، إذ حالت ممارسات الاحتلال بحقهم دون وصولهم، بسبب استشهادهم أو اعتقالهم.

14 شهيداً وشهيدة قضوا خلال انتفاضة القدس. ويقول صوالحة: "الشهداء الأربعة عشر الذين قضوا هم 14 حياة، و14 قصة، و14 أسرة كانت تبني أحلامها وآمالها عليهم، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي أوقف الأحلام والآمال برصاصه الذي لا يرحم".


مقاعد فارغة

في مقاعد التوجيهي، عشرات المقاعد الدراسية فارغة بالضفة الغربية، أصحابها معتقلون داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ينتظرون المحاكمة.

يلفت صوالحة إلى أهمية قضية الطلبة الأسرى الذين غيبتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن امتحانهم هذا اليوم، فهناك عشرات الطلبة في الثانوية العامة الذين يقبعون الآن خلف قضبان المحتل الإسرائيلي، واعتقلتهم قوات الاحتلال خلال الهبة الجماهيرية الفلسطينية التي اندلعت منذ ثمانية شهور.

يبرق صوالحة رسالة لأسرة المجتمع الدولي ولكل أحرار العالم، لكي يقوموا بواجبهم تجاه الطلبة الفلسطينيين، ويوفروا لهم الأمن والأمان والأجواء الهادئة والملائمة للدراسة والتفوق والنجاح.



المساهمون