ناجون.. خارج المدينة

ناجون.. خارج المدينة

26 مايو 2016
ربما لا يريدها أن توثّق الأسى في عينَيه(فاليري شاريفولين/Getty)
+ الخط -

في أحد شوارع العاصمة السوريّة دمشق، يقف ابن الرقّة، وقد طلبت منه المصوّرة إذناً لتسجيل لقطة له. لا يرغب كثيراً في ذلك، فيشيح بنظره عن آلتها. ربما لا يريدها أن توثّق الأسى الذي يخبّئه في عينَيه، بعدما اضطرّ إلى النزوح من مدينته. ربما لا يريدها أن توثّق الخوف والقلق على من بقي من الأهل، هناك. ربما لا يريدها أن توثّق خشيته من تدمير منزله الذي جهد في بنائه ومن حرق حقله الذي شقى في زرعه.

هذا الرجل ونساء العائلة اللواتي يظهرن خلفه، نجحوا في الفرار من النار. لكنّ آخرين، ما زالوا عالقين في المدينة تحت رحمة تنظيم "داعش"، فيما أُعلِن الثلاثاء الماضي (24 مايو/ أيار 2016) عن بدء معركة استردادها منه.

هم نجوا، أمّا العالقون في الرقّة، فإنّ الخيارات أمامهم "ضيّقة" بحسب ما يؤكّد الصحافي عمر الهويدي. يقول لـ "العربي الجديد" إنّ "كلّ الخيارات المتاحة أمام سكان الرقّة، صعبة وموجعة. البقاء في منازلهم يعرّضهم للقتل من جرّاء الغارات الجويّة". يضيف: "هم محاصرون من كلّ اتجاه. لا يستطيعون النزوح إلى شمال المحافظة بسبب سيطرة الوحدات الكردية على أجزاء واسعة منه، خصوصاً مدينة تلّ أبيض وبلدة سلوك وريفهما. كذلك يخشون النزوح إلى ريف الرقّة الغربي، بسبب تخوّفهم من تقدّم النظام من منطقة أثريا، شرق حماة، حيث تتمركز قوات له". أمّا الريف الجنوبي فهو بادية، لا قرى ولا حواضر فيه، والريف الشرقي يتعرّض لقصف جوي دائم".