عبدو أبو يوسف "غريب" في هولندا

عبدو أبو يوسف "غريب" في هولندا

26 مايو 2016
شارك في التظاهرات السلمية في سورية (رسم: أنس عوض)
+ الخط -

لا تختلف قصّة عبدو أبو يوسف عن قصص الشباب السوريّين الآخرين الذين كانوا جزءاً من الثورة السورية. شارك في التظاهرات السلميّة قبل بدء ويلات الحرب والمعاناة والحصار والجوع. اليوم، بات لاجئاً في أحد البلدان الأوروبية، بعد رحلة صعبة بدأها من تركيا.

حين اندلعت الثورة السورية عام 2011، كان أبو يوسف قد أنهى خدمته العسكرية. خرج مع شباب حارته (جنوب دمشق) في تظاهرات سلمية، وطالبوا بالإصلاح وتخفيف القبضة الأمنية على غرار عديد من المناطق السورية الأخرى. يقول: "في ذلك الوقت، لم أكن أتابع الأوضاع السياسية في البلاد. كنت مواطناً عادياً يمتعض مثل باقي الناس بسبب غلاء الأسعار وقلة فرص العمل وتوغّل الأجهزة الأمنية. وعندما بدأت التظاهرات السلمية، وجدت نفسي مشاركاً قبل أن تتحوّل الثورة تدريجياً إلى العمل العسكري رداً على تمادي الأجهزة الأمنية".

يضيف: "في تلك الفترة، بدأت قوات النظام التضييق على سكان مناطق جنوب دمشق، من خلال إغلاق مداخلها تدريجياً، إلى أن فرضت حصاراً شاملاً على المنطقة بدءاً من عام 2013. عانى السكان من الجوع، ونفدت المواد الغذائية وارتفعت أسعار ما تبقّى، وغادر معظم الناس، وبقي فيها من كان يخشى الاعتقال أو من لم تساعده أحواله المادية. كنا نضطر إلى البحث عن الأعشاب عند أطراف البلدة".

يوضح أبو يوسف، أنّ الأمور صارت أسوأ بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على منطقة الحجر الأسود، ما اضطره وآخرين إلى التنقل بين بلدات جنوب دمشق. يضيف أنّه كان من الضروري البحث عن وسيلة للخروج من المنطقة، وقد تسنى له ذلك بمساعدة بعض الأشخاص من خلال رشى قدّمت لحواجز النظام. ويتابع: "غادرت سورية إلى تركيا، قبل أن أتمكن من الوصول إلى إحدى الجزر اليونانية القريبة عبر قارب مطاطي (البلم). بعد أيام، وصلت إلى العاصمة أثينا ومنها إلى الحدود المقدونية ثم إلى هنغاريا. كانت السلطات الهنغارية تمنع دخول المهاجرين إلى النمسا. بقيت أياماً أحاول الوصول من دون جدوى، إلى أن نصحنا أحدهم بالذهاب إلى كرواتيا. لاحقاً، فضّلت الذهاب إلى هولندا عسى أن يكون الوضع أفضل هناك، خصوصاً أنّ باستطاعتي عبور كل هذه الدول من دون أن يأخذوا بصمتي".

على الرغم من صعوبة الرحلة، إلا أنّ وصوله إلى هولندا أمّن له الاستقرار على الرغم من عدم تقديم أي مساعدة مالية باستثناء سكن جماعي ووجبات طعام، إلى حين الموافقة على طلب اللجوء. يشير إلى أنّ وضعه "اليوم أفضل". لكن في ظل "عدم قدرتي على التحدث بلغة أهل البلاد، وبقاء أسرتي بعيدة عني، يبقى شعوري بالغربة وعدم الانتماء".

المساهمون