"الحياة أجمل بلا عنف".. نساء غزة ضد العنف الأُسري

"الحياة أجمل بلا عنف".. نساء غزة ضد العنف الأُسري

25 مايو 2016
من الوقفة (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
دفع العنف الأُسري، الفلسطينية أم محمد الرفاتي (35 عاماً)، إلى النزول لساحة الجندي المجهول، وسط مدينة غزة، للمطالبة بتوفير حياة كريمة لها ولأولادها، بعيدة عن العنف المُمارس ضدها بشكل خاص، وضد المرأة الفلسطينية بشكل عام.

وشاركت عشرات النساء الفلسطينيات، على اختلاف أعمارهن، اليوم الأربعاء، في الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها مركز شؤون المرأة بغزة، ورفعت المشاركات لافتات تنادي بـ"حياة أجمل بلا عنف".

وأعربت الرفاتي لـ"العربي الجديد"، عن امتعاضها تجاه العنف الذي يرتكبه زوجها بحقها، قائلةً: "زوجي يعاملني بقسوة في كثير من الأوقات، وأشعر أنه يضربني كما لو أنه يضرب رجلاً يتحّمل بطش يديه".

الرفاتي، وهي أم لطفلين، أوضحت أنها تتحمّل عُنف زوجها المُستمر، للحفاظ على عائلتها وأطفالها من "الطلاق"، مُشيرة إلى أنها تتعرض للإهانات والعنف منذ ثالث أيام زواجها به، إلا أنها قررت الصبر بعد ذلك من أجل أطفالها.

ولفتت الرفاتي إلى أنّ المرأة بشكل عام، تصبر وتتحمل هموم الحياة أكثر من الرجال، داعية الرجال لوقف العنف ضدهن، واتخاذ إجراءات قانونية بحق كل من يضطهد المرأة ويقسو عليها دون مبررات.

وطالبت مؤسسات وجهات قانونية بضرورة تنفيذ دورات توعوية للرجال بحقوق المرأة والزوجة، باعتبار ذلك اقتراحاً مفضلاً على اتخاذ المرأة للمحاكم الشرعية منصة للدفاع عن حقوقها.


أما مريم غبن (55 عاماً)، فأوضحت أنها جاءت لتشارك المرأة الفلسطينية في حقها الدفاع عن نفسها ضد العنف المُرتكب بحقها، داعية إلى عدم اتخاذ الفقر والحصار كحجة لممارسة الرجال العنف بحق زوجاتهن.

وشددت غبن على ضرورة ممارسة المؤسسات المدنية والحقوقية دورها في محاربة العنف بحق المرأة الفلسطينية، كونها تعتبر مكملاً لدور الرجل في التنشئة الأسرية.

وقالت مديرة مركز شؤون المرأة، آمال صيام، إن الوقفة الاحتجاجية جاءت رفضاً لكل سياسات العنف الممارس ضد النساء، وضد سياسات الاحتلال في تعطيل عملية الإعمار ومنع دخول الإسمنت لغزة، والذي أثر بشكل عكسي على المرأة الفلسطينية.

ويعاني قطاع غزة من حصار خانق منذ 2006، أثر بشكل مباشر على جميع مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وعلى المرأة الفلسطينية بشكل خاص.

وأوضحت صيام، أن استمرار الحصار والانقسام وتعطيل عملية المصالحة وإعادة الإعمار، من شأنها أن تزيد من معدلات الفقر والبطالة، وبالتالي زيادة نسب العنف الممارس في المجتمع على المرأة الفلسطينية.

وأضافت: "جئنا اليوم لنقف مع المرأة ونقول: لا للعنف ضدها، ولا للحصار المفروض على القطاع، ولا لتعطيل عملية إعادة الإعمار، ونعم لإعادة إعمار سريعة ترتقي إلى حجم الدمار، وتكون النساء الفلسطينيات شريكاً حقيقياً فيها".

وطالبت صيام بالإسراع بتشكيل هيئة وطنية مستقلة للإشراف على عملية إعادة الإعمار، تتمثل المرأة شريكة فيها، لتحديد أولوياتها واحتياجاتها داخل المجتمع الفلسطيني.


المساهمون