"شبعا" اللبنانية تنتظر عودة مزارعها وتشكو "التهميش"

"شبعا" اللبنانية تنتظر عودة مزارعها وتشكو "التهميش"

شبعا (لبنان)

الأناضول

avata
الأناضول
24 مايو 2016
+ الخط -
عشية الاحتفال بالذكرى الـ16 لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، التي تحل في 25 مايو/أيار، لا يزال فرح أهالي "بلدة شبعا" الحدودية منقوصاً بسبب ما يعتبرونه استمرار إسرائيل في "احتلال" مزارع شبعا، التي لها مكانة كبيرة في ذكرياتهم، وبها أراضيهم التي لطالما حملت لهم الخير.

و"مزارع شبعا" هي منطقة تقع على الحدود بين لبنان وهضبة الجولان السورية المحتلة، تمتد بطول 24 كلم وعرض 14 كلم، متربعة على منحدرات وتلال وسهول، على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر.

وعلى الرغم من مطالبة لبنان بممارسة السيادة على عموم "مزارع شبعا"، لم تفرض الأمم المتحدة، حتى الآن، على إسرائيل الانسحاب منها، والخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 كحد فاصل بين إسرائيل ولبنان أبقى معظم منطقة "مزارع شبعا" ضمن حدود الأخيرة، إذ اعتبرتها الهيئة الأممية جزءاً من هضبة الجولان الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

ويحلم أهالي البلدة بعودة مزارعهم إليهم، منتقدين ما اعتبروه تجاهلاً عربياً لقضية "احتلالها"، و"التهميش" الحكومي لبلدة شبعا.

ومن هؤلاء الحاج خليل محمد السعدي (85 عاماً)، الذي يجلس أمام مدخل منزله في بلدة "شبعا"، متشحاً بشماغه الأبيض (غطاء الرأس)، ومتسلحاً بعصاه التي يرجو أن توصله يوماً إلى مزارعه المحتلة.

وقال: "شبعا كانت، ولا تزال من أهل الخير"، مضيفاً: "أتانا الظالم (يقصد إسرائيل) في السابق وأخذ أرضنا بموافقة عربية، وهم أنفسهم اليوم (أي العرب) لا يسألون لا عن شبعا ولا عن أهلها ولا مزارعها".


وعن معاناة أهالي جنوب لبنان عامة، وأهالي "شبعا" خاصة، إبان فترة الاحتلال الإسرائيلي، التي امتدت من عام 1982 وحتى عام 2000، قال السعدي: "كنا نعيش حياة صعبة جداً في ظل الاحتلال الإسرائيلي، كنا نحتاج لتصاريح من أجل الخروج والدخول إلى بلدتنا، عدا المعاناة والإذلال على الحواجز العسكرية الإسرائيلية"، مضيفاً "كانت أياماً مرّة جداً، ولكن الحمد لله الذي فرّج عنا، وأُزيحت إسرائيل من جنوب لبنان".

السعدي قال وهو يجاهد حبس الدموع في عينيه: "ما زال التحرير ناقصاً، ولن يكتمل إلا بتحرير مزارع شبعا، لن نتخلى عن أرضنا، ولن ترعبنا إسرائيل، تلك الدولة المغتصبة الطامعة بما هو ليس ملكها".

سليم علي غادر (45 عاماً)، وهو ضابط متقاعد من الجيش اللبناني، أكد تمسك أهالي شبعا بعودة مزارعها المحتلة. وقال: "نحن أصحاب الأرض، ولنا كامل الحق بالدفاع عنها أمام أي خطر من العدو الإسرائيلي". وتابع: "لا يمكن أن نأمن لإسرائيل، فهي دولة عدوة مغتصبة لأراضينا، ولا تزال، حتى اليوم، تحتل جزءاً منها، وهي مزارع شبعا التي تعني لنا الكثير".

غادر عاد بذاكرته إلى الوراء إبان فترة الاحتلال الإسرائيلي. وقال: "كانت فترة في غاية الصعوبة والإذلال والتعقيد على حواجز الاحتلال، وحتى في داخل قرانا".

وغادر الذي اعتقله الجيش الإسرائيلي عام 1985 لفترة قصيرة، قال: "كنا لا نستطيع الدخول إلى قرانا المحتلة إلا بعد معاناة لا توصف، وإذلال لا يحتمل، حتى أتى يوم التحرير عام 2000، فتغير الحال الى الأفضل، ونحن ننتظر تحرير مزارعنا التي لا تزال محتلة".

لكنه اشتكى من تهميش حكومي لبلدة شبعا، وطالبها بالعمل على تثبيت المواطن الشبعاوي في أرضه، عبر دعم المرافق الأساسية في البلدة من مدارس وجامعات ومستشفيات ومراكز أمنية ومعامل ومصانع".

ويحتفل لبنان في 25 مايو/أيار من كل عام بعيد التحرير، الذي يجسد ذكرى تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000.

ذات صلة

الصورة
 (لا تكنولوجيا للأبارتهايد/إكس)

منوعات

اعتقل عدد من موظفي شركة غوغل مساء الثلاثاء، من مكتبيها في نيويورك وسانيفيل (كاليفورنيا)، بعد تنظيمهم اعتصامات للاحتجاج على تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية.
الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة

سياسة

رغم مرور عشرة أيام على استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمانه، متجاهلة مناشدات عائلته.
الصورة

سياسة

مُنع وزير المال اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا لحضور مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين