الأمم المتحدة تصنف الرمادي العراقية بـ"الأكثر تلوثاً في العالم"

الأمم المتحدة تصنف الرمادي العراقية بـ"الأكثر تلوثاً في العالم"

24 مارس 2016
الألغام والعبوات الناسفة منتشرة بالرمادي (Getty)
+ الخط -
وصفت بعثة الأمم المتحدة في العراق، اليوم الخميس مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار بأنها "المدينة الأكثر تلوثاً في العالم على الإطلاق، بسبب انتشار الألغام والعبوات الناسفة في المباني التجارية والمنازل والأحياء السكنية والأماكن العامة في المدينة".

وقالت ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والشؤون الإنسانية في العراق، ليزا غراند، في بيان عقب زيارتها المدينة، إن "وضع الرمادي مأساوي بالنسبة للمدنيين، بسبب انتشار الألغام والمُفخخات في كل مكان من المدينة".

وأضافت غراند أن "على الحكومة العراقية الاهتمام بهذا الأمر، وإعطائه أهمية قصوى لضمان الأمن للمدنيين المقيمين فيها حالياً"، مشيرة إلى أن "الرمادي ليست آمنة لإعادة النازحين إليها، ومن الصعب ضمان أمنهم فيها".

ودعت المجتمع الدولي، إلى الإسراع في إنهاء معاناة الأسر النازحة من الرمادي، في وقت سجلت فيه البعثة عودة بضع مئات من النازحين فقط من أصل 250 ألف عائلة".

يأتي ذلك، في وقت تتصاعد فيه المطالب الموجهة لوجهاء وشيوخ عشائر لإعادة الأسر النازحة من مدينة الرمادي بعد سيطرة القوات العراقية، إثر معارك ضارية مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اندلعت منذ نحو ثلاثة أشهر، لكنها واجهت كمائن العبوات الناسفة، والألغام المنتشرة في أنحاء المدينة، خصوصاً الأحياء السكنية.

ويعد هذا الإعلان، بمثابة دحض لرواية الحكومة العراقية، بأن تحرير الرمادي جاء بعملية نظيفة.

وسبق لناشطين محليين في الأنبار أن بثوا مقاطع فيديو وصورا، توضح عمليات تفجير منازل وإعدام نفذتها مليشيات محلية وقوات نظامية بحق مواطنين، فضلا عن عمليات تفجير للمنازل في المدينة.

وكان مجلس محافظة الأنبار، أعلن في بيان سابق، عقب سيطرة القوات العراقية على المدينة أن أكثر من 200 ألف عبوة ناسفة ولغم، منتشرة في عموم المدينة في الشوارع والمباني العامة والمنازل والأحياء السكنية، وهي بحاجة إلى جهود دولية للمساعدة على إزالتها من المدينة.

وكشف المجلس أن "نحو 80 في المائة من الرمادي دمر، بسب العمليات العسكرية التي استمرت نحو عامين".

وبين عضو المجلس، أركان خلف الطرموز، في تصريح سابق أن "دماراً كبيراً لحق بمدينة الرمادي بعد سيطرة تنظيم "داعش" عليها، ثم العمليات العسكرية التي تلت ذلك لاستعادتها".

وكانت الأمم المتحدة، كشفت عن تضرر ما يزيد على 5 آلاف وحدة سكنية في الرمادي، من جراء العنف والعمليات العسكرية التي جرت في المدينة.

في غضون ذلك، قال رئيس مجلس الأنبار، صباح الكرحوت، إن الأموال اللازمة لإعادة تعمير الأنبار تبلغ نحو 20 مليار دولار، 9 مليارات دولار منها للرمادي، بسبب الأضرار والدمار الكبير الذي تعرضت له.

وتعد الألغام، الخطر الأكبر على حياة المدنيين والنازحين، عند عودتهم المرتقبة إلى الرمادي، في وقت تتصاعد فيه مطالبهم بالعودة لمدينتهم. فيما تختلف تصريحات مسؤولي المحافظة حول موعد العودة، ما أثار شكوك الكثيرين حول حقيقة ما يجري.

واعتبر مراقبون، أن إعادة النازحين إلى المدينة يجب أن يكون بعد إزالة كافة المخلفات الحربية والألغام والعبوات الناسفة، بإشراف لجان دولية متخصصة لضمان أمن النازحين العائدين إلى المدينة.

 
اقرأ أيضا:العراق: سكان المقدادية وطلابها تحت الإقامة الجبرية

المساهمون