مصري يستقبل السيسي بإضراب عن الطعام في كوريا الجنوبية

وسلامة "21 عاما"، شاب مصري معارض للانقلاب العسكري، تم اعتقاله لمدة عام، لقي فيه أشد وأبشع أصناف التعذيب والمعاملة غير الآدمية، وبعد خروجه من السجن حُكم عليه في عدة قضايا بعد أن وُجهت له تهمٌ لا يعرف عنها شيئا؛ ما اضطره للخروج من مصر.

وتنقل سلامة بين عدة دول في رحلة البحث عن عمل وأمان واستقرار، فسافر إلى ماليزيا وتركيا والصين، ليستقر أخيرًا في كوريا الجنوبية.

وسعى لمناصرة الثورة المصرية، عبر وقفات احتجاجية، نظمها منفردا، وكان أبرزها الوقفة الاحتجاجية التي نظمها في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وهو معصوب العينين ومقيد اليدين؛ حيث جلس في أحد الشوارع التجارية بكوريا الجنوبية، وعلق من خلفه لافتات كتب عليها: "نفسي أعيش بقية حياتي بأمان زي بقية اللي في نفس عمري، مفيش أصعب من إن صاحبك يتقتل قدام عينك، سنة في السجن قتلت كل أحلامي ودمّرت مستقبلي"، وذلك تنديدًا باعتقال وقتل معارضي الحكم العسكري في ‫مصر.

ومع استعدادادت كوريا الجنوبية لاستقبال عبد الفتاح السيسي، بدأت معاناة محمود، التي رواها أمس، عبر مداخلات تلفزيونية، قائلا: إنه "بعد وصوله لكوريا الجنوبية، قام بتقديم طلب لجوء سياسي بها، ليتم وضعه بمعسكر للاجئين، والمعسكر به قانون يتضمن 30 نقطة، وعند انتهاك المقيم لأي قاعدة من قواعد المعسكر يفقد نقطة من الثلاثين، حتى إذا فقدها جميعًا يتم طرده".

وأضاف: "الأمور كانت على ما يرام حتى أول وقفة احتجاجية نفذتها، يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي، والتي قمت بها بمفردي، ومنذ تلك الوقفة، وأنا أعاني من التعنت في التعامل معي ومراقبتي".

وتابع: "بعد أسبوع من هذه الوقفة الاحتجاجية، أجرت السلطات معي مقابلة، وطلبوا مني التوقف عن مثل هذه الاحتجاجات، واصفين إياها بأنها ليست في مصلحتي، رغم أني حصلت على تصريحات من الحكومة قبل وقفتي الاحتجاجية".

الاثنين الماضي؛ تم استدعاء محمود من المعسكر الذي يسكن فيه، وفي البداية طلبوا منه التوقيع على أوراق خروجه من المعسكر للأبد، ولكنه رفض بشكل قاطع.

ولفت، في حديثه لقناة مكملين الفضائية، أمس الثلاثاء: "بدؤوا حديثهم معي أن السيسي سيزور كوريا الجنوبية بعد يومين، وقالوا إنهم قلقون من أفعالي، وإن لديهم تعليمات تقضي بوضعي تحت المراقبة لمدة أسبوع، وإنهم سيحددون إقامتي داخل المعسكر طوال هذا الأسبوع، وهددوني بطردي من البلاد، إذا خالفت التعليمات".

وتابع روايته: "ثم تغيرت لغة الحديث، من التهديد للترغيب، فقالوا إنهم سيساعدونني في قبول طلب اللجوء، وعندما وجدوا أنني غير مهتم، بدؤوا بتهديدي مرة أخرى، وطلبوا مني إحضار حقيبتي حتى يتم طردي من المكان، واصفًا ما قاله لي بأنها "معلومات سرية"، فقلت إنني سألتزم بتحديد إقامتي بالمعسكر".

واختتم سلامة بقوله: "قررت منذ الاثنين، الدخول في إضراب عن الطعام، كنت أنوي فضح جرائم السيسي ونظامه في كوريا الجنوبية عند وصوله، ولكنني الآن أود فضحه هو والسلطات الكورية التي تعاملت معي بهذه الطريقة وهددتني بالطرد".

وأشار إلى أنه لا يوجد قانون بكوريا الجنوبية يسمح لهم بطرده، ولكنهم من الممكن أن يفعلوا ذلك تملقًا للسيسي ونظامه، مضيفًا أنهم أبلغوه أنهم يكنّون التقدير للنظام في مصر، وأنهم يعطون السفارة المصرية أي معلومات تطلبها عن المصريين لديهم.

وتبدأ زيارة السيسي اليوم، وتمتد لثلاثة أيام، وتعقد الخميس في العاصمة سيول، مباحثات قمة بين عبد الفتاح السيسي، ورئيسة كوريا الجنوبية، بارك جون هيه، وتتركز المباحثات على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتشجيع الاستثمارات الكوريّة في مصر وبخاصة في المشروعات القومية الجديدة، وعلى رأسها مشروع محور تنمية قناة السويس.

كما تتناول المباحثات القضايا الإقليمية في منطقتي الشرق الأوسط وشرق آسيا والتعاون المشترك في جهود مكافحة الإرهاب، ويشهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات الطاقة والنقل والموانئ والتكنولوجيا، وإعلان الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الشاملة والتعاون بين البلدين.


اقرأ أيضاً:(فيديو)السيسي يثير ضحكات اليابانيين بعدما تجاهل رئيس "الدايت" مصافحته