أحمد ماهر لابنته ميرال: كان عندي حلم.. والأمل بجيلك

أحمد ماهر لابنته ميرال: كان عندي حلم.. والأمل بجيلك

07 فبراير 2016
أحمد ماهر في المعتقل (GETTY)
+ الخط -


كتب الناشط السياسي المصري أحمد ماهر، مؤسس حركة شباب 6 إبريل، رسالة لابنته الصغرى ميرال، بمناسبة عيد ميلادها الثالث الذي يمر وهو في السجن، قال فيها: "حبيبتي ميرال، كل سنة وانت طيبة، كان نفسي أكون معاكى في عيد ميلادك السنة دي كمان، لكن للأسف".

وهنا نص الرسالة:
ميرال حبيبتي، ده ثالث عيد ميلاد ليكي وأنا هنا في السجن، أكيد طبعا عرفتي تستنتجي إن ده اسمه السجن، خلاص كدبة أو اشتغاله إني في الشغل وإن صاحب الشغل مش عايزني أروح للبيت ما باقتش نافعة خلاص، إنتى كبرتي خلاص وفهمتي.

بقى عندك دلوقتي 8 سنين يا ميرال وابتديتى 9، بقيتى في ثانية ابتدائي، كان نفسي أكون معاكي في بداية دخولك المدرسة، وكان نفسي كل يوم أقعد اسمعك وإنتى بتحكيلي عن المدرسة، ونقعد نشوف إيه المواد اللي بتحبيها والمواد اللي مش بتحبيها، ونقعد نذاكر مع بعض ونتكلم وتقوليلى نفسك تطلعي إيه لما تكبري وإيه الحاجات إلي بتحبي تعمليها، كان نفسي.

ميرال إنت ليه مش بتتكلمى معايا في زيارات السجن؟ ليه بتقعدي تبصيلي وفي عنيكي كلام كتير عايزة تقوليه لكن مش عارفه تتكلمي، ولما بكلمك أو أسألك عن أي حاجة تبتسمي وتبصي في الأرض ومش بتردي، خايفة من الظابط اللي قاعد لازق عشان يسمع كل كلمة وكل نفس؟ ما تخافيش يا حبيبتى ما تخافيش أبدا من أي حاجة ولا من أي حد، أبداً.

أكيد نفسك تسألي عن الكلام اللي بيقولوه عني في وسائل الإعلام والأساطير اللي بتتقال! وأكيد بتستغربي إزاى بيقولوا تمويل وثروات واحنا عايشين في شقتنا دي ومستوى عادي قد يكون أقل من المتوسط، تعرفي يا ميرو لو كنت ركزت في الهندسة فقط وكنت بعدت عن السياسة والبهدلة ووجع القلب كان هايبقى مستوانا أفضل كتير، وماكنتيش هاتشوفي البهدلة والمرمطه والرعب اللي تشوفيهم إنتي وماما ونضال أخوكي الصغير، بس للأسف يا ميرال، للأسف كان عندي حلم.

الحكاية طويلة قوى يا ميرال، كان عندي حلم بس طلع إنه وهم للأسف، كان عندي حلم مستحيل رغم أنه سهل، مجرد حلم إن البلد تبقى أحسن، يكون فيها حرية وديمقراطية واحترام لحقوق الإنسان وإن كل الناس تحترم بعض وتعيش مع بعض رغم الاختلاف، بلد نعيش فيها بكرامة وعدالة..مجرد حلم.

لكن المشكله يا ميرال إن التاريخ بيكتبه المنتصر، وللأسف المنتصر دلوقتي هم مجموعات الفساد والبلطجية والإفترا والكذب والتضليل والظلم، للأسف يا ميرال ثوراتنا انهزمت، للأسف أحلامنا تحولت لكابوس، للأسف يا ميرال جيلنا وحلمنا انهزموا، والمنتصرين حبسونا وظلمونا وكمان بيشوهوا صورتنا وسمعتنا.

الأمل في جيلكم أنتم، إحنا جيلنا حاول بس فشل، بس خلوا بالكم من أخطائنا الكتير اللي وقعنا فيها.

الأمل في جيلك إنتى يا ميرال تكملوا وتقدروا وتنجحوا في إلي فشلنا فيه، وطول مشواركم هاتسمعوا الكلام الفارغ بتاعهم عن المؤامرات الكونية والجيل الرابع والرئيس الأسطورة المنقذ، لكن أكيد الحقيقة هتبان في يوم من الأيام، وأكيد هايتكشف كدبهم وتضليلهم مهما طال الوقت.

كان عندي أمل أخرج في الافراج المشروط لثلثي المدة، لكن للأسف أنا مش محظوظ زى بتوع جرائم القتل والمخدرات والسرقة.

وده إللي عايزك كمان تعلميه لأخوكي الصغير نضال لإنه أكيد هو كمان بدأ يستوعب إن المكان المقرف اللي أنا فيه ده أسمه سجن، عايزك تحكيله الحكاية وتفهميه أنا ليه في السجن وليه خايفين يخرجوني.

اقرأ أيضاً: مصر: عامان على حبس عادل وماهر ودومة.. الثورة السجينة 

دلالات

المساهمون