"دلني على السوق" في حضرموت

"دلني على السوق" في حضرموت

03 يوليو 2015
ويبقى هناك أمل لدى النازحين (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
لم يخطر في بال الطالبة الجامعية لبنى الجابري، التي أرغمتها الحرب في عدن (جنوب اليمن) على النزوح إلى حضرموت، أن تتمكن من إطلاق مشروع اقتصادي ساعد أسرتها بالإضافة إلى 12 عائلة أخرى، بفضل مبادرة "دلّني على السوق" المحلية.

وتهدف هذه المبادرة إلى مساعدة الشباب والفتيات النازحين من عدن إلى حضرموت اقتصادياً، ليشقوا طريقهم ويتغلبوا على الآثار النفسية الناتجة عن الحرب، ويصبحوا منتجين وفاعلين في المجتمع الجديد الذي نزحوا إليه. تُدير الجابري، بالإضافة إلى آخرين، محلاً للمعجنات، افتتحوه قبل أيام في أكبر مجمع تجاري في حضرموت، وكان إقبال الناس كثيفاً في اليوم الأول لافتتاحه.

ودعمت عدد من المؤسسات ورجال الأعمال هذه المبادرة، ما أعطى دفعاً معنوياً للقائمين عليها. ويسعى هؤلاء إلى مساعدة النازحين على إبراز قدراتهم، وإيجاد فرص عمل مؤقتة لمن يمتلك حرفة أو مهنة، بالإضافة إلى الحد من معاناة الوافدين من مناطق الصراع نفسياً واجتماعياً.

وأدت المبادرة إلى إنشاء مشاريع صغيرة ساهمت في إعالة عدد من الأسر النازحة، بالإضافة إلى تأمين فرص عمل لبعض الشباب في المحال والمصانع.

في السياق، يقول مسؤول المبادرة هادي باجبير لـ "العربي الجديد" إن المبادرة تأتي ضمن برنامجٍ لتمكين الشباب اقتصادياً ومهنياً، لافتاً إلى أننا نستعين بمتخصّصين يتمتعون بكفاءة في تطوير المؤسسات والمتابعة والتقييم وغيرها. يُضيف أن الخطوة الأولى تمثلت في التعرف على كفاءات النازحين بهدف الاستفادة من خبراتهم، وتمكينهم من العمل وبالتالي التكيف مع محيطهم في حضرموت.

وعن مستقبل المبادرة، يشير إلى أننا نعمل حالياً على دراسة أفكار لمشاريع جديدة تساهم في تأمين الدخل لنازحين آخرين. فيما تقول الجابري التي استفادت من المبادرة إنها "لم تتوقع أن تطول فترة نزوحها في مدينة المكلا، وبدأت تبحث وأشقائها عن عمل بهدف إعالة أسرتها". تضيف لـ "العربي الجديد": "فكرت بإطلاق مشروع صغير. وبعد نقاشات عدة، فكرنا بمحل لبيع المعجنات العدنية، وخصوصاً أن الأسر النازحة افتقدت المأكولات العدنية في حضرموت". تتابع: "عرضنا الفكرة على إدارة مبادرة دلني على السوق، فأعجبوا بها وتبنوها ولاقت الدعم، قبل بدء العمل الميداني في مراكز إيواء النازحين، والبحث عن عاملات للمساعدة في المحل، الذي سمي لاحقاً معجنات عدن الأمل". وتشير إلى أن هناك إقبالاً شديداً على المحل.

إقرأ أيضاً: طابور الشبع والخلاص