امتحانات رمضان وحرارته

امتحانات رمضان وحرارته

03 يوليو 2015
يتبع الإفطار عشاء لدى قرويي موريتانيا (Getty)
+ الخط -
لم يتحضر الموريتانيون هذا العام جيداً لشهر رمضان كعادتهم. الامتحانات المدرسية التي امتدت طوال ثلاثة أسابيع، سبقته وتسببت في إرباك شديد لدى الأهالي، برز في ازدحام الأسواق في الأيام الرمضانية الأولى.

الغالية بنت بابا أحمد (41 عاماً) ربة منزل، تقول: "تحرص الموريتانيات وهن المسؤولات عن جلب حاجيات المنازل إلى جانب مهامهن المنزلية الأخرى، على الاستعداد مبكراً لشهر رمضان حتى لا تشغلهن أمور البيت عن الفوز بأجر الصيام. لكن مع تزامن شهر رمضان مع نهاية العام الدراسي، تغيّرت القاعدة. وبدت الأسر بمعظمها وكأنها تفاجأت بالشهر الكريم". تضيف أنّها رفضت التبضع في فترة الامتحانات حتى لا يخرج أبناؤها من جوّ الدرس ويضيع تركيزهم، خصوصاً أنّهم كانوا يساعدونها في التسوق/ وبعضهم يتحمّس بشدة لشراء مستلزمات شهر رمضان من مواد غذائية أساسية أو خاصة بإعداد الحلويات والمقبلات.

وعادة ما تستعد العائلات لشهر رمضان بتحضير فائض من الحلويات الأكثر استهلاكاً على موائد الإفطار. ويعرف عن الموريتانيين تأثرهم بعادات الأسر المغربية المهاجرة التي تقطن موريتانيا، حتى أصبحت الأكلات المغربية أساسية على مواد الإفطار خصوصاً "الشباكية" و"لبريوات"، بالإضافة إلى بعض المقبلات الشامية والمصرية التي تزيّن تلك الموائد الموريتانية.

في المقابل، تعتبر أمينة بنت آباه (38 عاماً) وهي عاملة، أنّ أهم ما يزيّن مائدة الإفطار "إعداد الحساء بالطريقة التقليدية باستعمال دقيق الشعير وطهوه على نار هادئة. كذلك أخصص بعض الوقت لإعداد الفطائر والمقبلات التي تعجب الأطفال والشباب على حد سواء. وأزيّن المائدة بالتمر وأقداح لبن الإبل والعصائر".

لكنّها تشير إلى أنّ ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير منذ أواخر شهر مايو/ أيار الماضي، منعها من التسوق خصوصاً أنّ المتاجر التي تبيع مستلزمات رمضان من تمور ودقيق وغير ذلك، هي في أسواق مفتوحة غير مكيّفة. وهي استدركت الوضع واشترت المؤونة من متاجر أخرى بأسعار مرتفعة، "سببها جشع التجار وعدم مراقبة الأسواق".

وعرفت حركة البيع والشراء في الأسواق انتعاشاً كبيراً على الرغم من شكوى المتسوّقين من ارتفاع أسعار بعض المواد وشحّ مواد أخرى وعرض مواد بجودة أقل. يقول التاجر يحيى ولد الشيخ أحمد لـ "العربي الجديد" إنه استقبل المتسوقين الذين اشتروا مستلزمات شهر رمضان ابتداءً من العشرين من شهر شعبان، لكن الحركة ازدادت وكذلك الضجيج والازدحام مع حلول رمضان وقد غصّت المتاجر بالمتسوّقين.

بعيداً عن العاصمة نواكشوط والمدن الكبرى، يتمسّك أهالي القرى في موريتانيا بالعادات والتقاليد المتوارثة. ويحرصون على تنظيف المساجد استعداداً للعشر الأواخر وتطييبها بالمسك والبخور. كذلك يسعى الرجال إلى مصالحة المتخاصمين وإصلاح ذات البين، بينما تجتمع النسوة لتحضير الولائم وتنظيم حفلات إفطار جماعية تقام في باحات المساجد. وتتبادل القرويات الأطباق الرمضانية الشهيرة ويجتمعن لزيارة المرضى والأقارب والأصدقاء والجيران.

وتعرف الأسواق الشعبية في القرى الموريتانية ازدهاراً كبيراً. فالعائلات تحرص على شراء جميع مستلزمات البيت لإكرام الزائرين والمباركين بهذه الأيام. وفي المساء يجتمع القرويون في "الدار الكبيرة" وهي منزل الأب أو الجد أو منزل أكبر أفراد العائلة، لتبادل التهاني الرمضانية.

وتتنوع أصناف مائدة الإفطار في القرى ما بين حساء الشعير ولبن الإبل الطازج والخبز البلدي. ويتبع الإفطار عشاء رئيسي تكون الأولوية فيه لطبق الكسكس باللحم والخضار والمشاوي. وبعد العشاء يتجه سكان القرية الى المسجد لإحياء الليالي بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن الكريم حتى صلاة الفجر.

تمور وألبان
تطغى أطباق المطبخ المغربي على موائد رمضان، في حين يهتمّ الموريتانيون بتموين بيوتهم بكثير من المواد الخاصة بشهر رمضان، لا سيّما ما يحتاجونه لإعداد الحلويات والمشروبات. وأكثر المواد مبيعاً في الأسواق الشعبية، هي التمور والألبان والزيوت والسكر والدقيق. ويؤكد التجار أنّهم يخزّنون تلك المواد لديهم قبل بداية الشهر، لكنّهم يضطرون غالباً إلى طلب المزيد من المورّد.

إقرأ أيضاً: المغاربة لا يفوّتون صلاة التراويح