تربويون أردنيون: المناهج المدرسية تخرج "دواعش"

تربويون أردنيون: المناهج المدرسية تخرج "دواعش"

17 يونيو 2015
المشاركون بالندوة: المناهج لا تقوم بدورها (العربي الجديد)
+ الخط -

طالب باحثون وخبراء تربويون أردنيون، أمس الثلاثاء، بإعادة النظر في المناهج المدرسية، التي وصفوها "بالداعشية"، محملين المناهج المسؤولية الكبرى عن نشر الأفكار المتطرفة داخل المجتمع الأردني.

ورأى الباحثون خلال ورشة حوارية، أقامها مركز "نيسان للتنمية السياسية والبرلمانية" بعنوان "المناهج والكتب المدرسية" أن المناهج المدرسية يسيطر عليها أشخاص ذوو مرجعيات وخلفيات دينية معينة، ترفض الاعتراف بتعددية المجتمع الأردني.

وأكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق، معروف البخيت، في افتتاح الورشة، على ضرورة أن تتحمل المؤسسة التربوية دورها في التصدي لانتشار الأفكار المتطرفة، وأضاف أن "المؤسسة الدينية ليس بمقدورها وحدها أن تعمل على إصلاح هذه الفئة من التكفيريين والمتعصبين".
مشيرا  إلى أهمية الإعلام والتعليم في تكريس الحل تجاه عملية إصلاح هذه الفئة.
وقدر البخيت أعداد من يحملون أفكاراً متشددة في الأردن بنحو 10 آلاف مواطن، بينهم ألفان يحملون أفكارا تكفيرية.

من جهته، سلط الخبير التربوي ذوقان عبيدات، الضوء على دور المناهج الدراسية في الترويج للفكر "الداعشي"، من خلال محورين. وحدد المحور الأول بخلو المناهج من مفاهيم التفكير الحر مثل المنطق والحب والموسيقى والفن، مشيرا إلى أن المحور الثاني يتمثل في وجود مظاهرة لأفكار دينية يتم استغلالها للترويج لفكر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وقدم عبيدات تحليلاً لمناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية للصفوف الإعدادية، يكشف عن دور تلك المناهج في ترويج الفكر المتطرف، من ذلك الحديث المتصل عن أحاديث الجهاد في المناهج والمزايا التي يضمنها الله للجهاديين، إضافة إلى الحديث المتصل عن عذاب القبر، وتقديم الناس حسب انتمائهم للشريعة الإسلامية.

اقرأ أيضا: المناهج الدينية الأردنية.. دعوات إصلاحية تحت حراب الحرق والإرهاب

وأشار عبيدات إلى الصورة التي تقدمها المناهج للمرأة، والتي تتمحور حول الدعوة للالتزام باللباس الديني، والتوسع في الحديث عن حقوق الزوج دون حقوق الزوجة، والتأكيد على أن مكان الزوجة هو بيتها وأن خروجها منه محرم. مؤكداً على ضرورة مراجعة جميع المناهج لجعلها أكثر اعتدالاً.

اقرأ أيضا: التعليم الحكومي الأردني: لم ينجح أحد

بدوره رأى الخبير التربوي حسني عايش، أن الخلل يكمن بالدرجة الأولى في غياب نظرية تربوية واضحة لدى وزارة التربية والتعليم، مؤكداً أن المشكلة لا تكمن في القيم والمثل الموجودة في المناهج الدراسية فقط، لكن أيضاً في كيفية زرعها في سلوك الطلبة.

ودعا عايش إلى تعزيز الحوار بين الطلبة والمعلمين، وتحويل المناهج إلى نشاطات يعبر فيها الطلبة عن أفكارهم وقناعاتهم، مؤكداً ضرورة مغادرة المناهج الدراسية للتعليم عن طريق تلقين للمعلومات.

وقال عايش: "المعلومة تكون صالحة في حال الاستفادة منها لاتخاذ قرارات، دون ذلك فإنها تصبح طاقة كامنة لا قيمة لتلقينها للطلبة".

وانتقد حسني عدم إشراك المعلمين والطلاب أنفسهم في وضع وصياغة المناهج الدراسية، واصفاً وزارة التربية والتعليم من خلال المناهج الدراسية بأنها تحولت إلى وزارة معلومات، مؤكداً أن الأصل أن تكون وزارة للمعرفة وليس المعلومات.

من جهتها رفضت مديرة المناهج في وزارة التربية والتعليم، وفاء العبداللات، وصف المناهج بكونها تعمل على نشر الفكر المتطرف وتخرج "دواعش" مؤكدة أن المناهج الدراسية مراعية للثقافات والأديان الأخرى والمرأة والنوع الاجتماعي.

معتبرة أن الحكم على المناهج غير موضوعي في غياب دراسة علمية واضحة، وأشارت العبداللات إلى أن المناهج بعد وضعها يتم تقييمها ومحاكمتها وتعرض على المعلمين أولياء الأمور، مؤكدة استفادة الوزارة من التغذية الراجعة من قبلهم في عملها في تطوير المناهج.

اقرأ أيضا بالصور: مناهج داعش في المدارس المصريّة