موسيقي الشارع في وجه الـ"سيلفي"

موسيقي الشارع في وجه الـ"سيلفي"

26 مايو 2015
لا ينظر إلى ما يفعله الشاب المتباهي (حسين بيضون)
+ الخط -
يبدو الموسيقي في الصورة كامل العدّة. صحيح أنّه يعزف في أحد شوارع مدينة إسطنبول التركية، فيُسمع موسيقاه للجميع، لكنّه يجهز نفسه لحياة الشارع كما يجب.

بلحيته الطويلة الكثة، وملابسه السميكة التي تقيه البرد، يجلس على كرسيّه الصغير ويركن أغراضه خلفه، ويترك المجال ليديه تعزفان ما قد يردّ الجوع عنه.

ربّما يشعر أنّه ملك المكان. أو ربّما هو شديد الواقعية بما حوله، مهما تبدّلت الظروف ومعها وجوه البشر.

لكنّ شيئاً لا يلهيه عن عزفه. يندمج فيه، ويغطي وجهه بقبعته كي لا ينظر إلى ما يفعله الشاب المتباهي أمامه بما يملك من أدوات سياحة لا تغيب عنها عصا السيلفي.

يبدو أنّ الشاب يتعمد الفهم الخاطئ للوحة التي خطّها الموسيقي باللغتين التركية والإنجليزية. وكتب عليها: "أعطِ إكرامية.. يمكنك التقاط صورة".

يلتقط الشاب صورة بالفعل، لكنّها له بالذات. بينما ينقر بيده الأخرى على لوحة هاتف، ربما ليضع تغريدة ما تصف وضعه. أو ربما هو يتفنن في التقاط صورتين في الوقت نفسه، له وللرجل.

وكعادته، لا يسأله الموسيقي عن الإكرامية، ويترك ليديه الكلام.. وللوحته الصامتة.

إقرأ أيضاً: شوارع طهران مساحات للعازفين الشباب