ضحايا حرب اليمن.. مدنيّون غالباً

ضحايا حرب اليمن.. مدنيّون غالباً

22 مايو 2015
الحواجز التي تفرضها الجماعات المسلحة كثيرة (الأناضول)
+ الخط -

أعلن رئيس منظمة "أطباء بلا حدود"، ميغو ترزيان، ورئيسة بعثة المنظمة في اليمن، ماري إليزابيث إنغريس، أن النزاع المستمر في البلاد منذ شهر ونصف الشهر يؤثر على أعداد متزايدة من المدنيين. وأضافا أنه على الرغم من وقف إطلاق النار، الذي استمر نحو خمسة أيام، إلا أن الحصار أدى إلى تقييد حركة المنظمات الدولية لتوفير المساعدات. ففي عدن، يصعب على الجرحى الوصول إلى المرافق الصحية بسبب الحواجز، التي تفرضها مختلف الجماعات المسلحة. وهذه الأفعال مهما تعدّدت مصادرها، لا يمكن أن تؤدي إلا إلى نتيجة واحدة، وهي استحالة حياة المدنيين.

وقال ترزيان وإنغريس إن نقص المياه والكهرباء يتفاقم في كافة أنحاء البلاد. فاليمن بلدٌ يعتمد كلياً على استيراد الوقود، الذي يشغّل محطات المياه والطاقة، ومن دون الحصول على مياه نظيفة، يزداد احتمال تفشي الأوبئة. كما أن اليمنيين الذين لا يملكون وقوداً للسيارات، لا يستطيعون الفرار بسهولة من المناطق المتضررة جراء القتال وغياب الأمن. وأضافا: "قال أحد أطبائنا العاملين في مستشفى خمر شمال صنعاء إن منظمة (أطباء بلا حدود) استقبلت طفلاً صغيراً كان يعاني من التهاب اللوزتين، وقد توفي نتيجة عدم حصوله على العلاج في الوقت المناسب".

أيضاً، وبحسب ترزيان وإنغريس، يعتمد اليمن كثيراً على استيراد الطعام والدواء، وبالتالي فإن الأضرار والقيود المفروضة على الموانئ والمطارات، من قبل التحالف العربي، تحدُّ بشكل كبير من وصول طائرات وسفن الشحن، مما يؤثر على توفير الإمدادات الأساسية. وبالنسبة لكثير من اليمنيين، الذين يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة منذ سنين، يمكن لهذه التبعات أن تتفاقم بسرعة وتحمل نتائج خطيرة.

إلا أن إيصال الإمدادات الإنسانية والسلع إلى داخل البلاد ليس إلا جزءاً من المشكلة. وأوضح ترزيان وإنغريس أنه "في عدن، حيث نعمل منذ عام 2012 على توفير الرعاية الصحية، يواجه السكان مشكلة في وصول الجرحى إلى المرافق الطبية. لكن الاحتياجات هائلة. فمنذ 19 مارس/آذار الماضي، استقبلنا في عدن وحدها أكثر من 1000 جريح.

كما أن حرب الشوارع تجعل من التنقل أمراً في غاية الخطورة. فالنساء الحوامل لا يجدن مكاناً آمناً للولادة، في حين لا يحصل المرضى على الرعاية الطبية الاعتيادية. لقد عُزلت المدينة بحواجز يحرسها مسلحون، فيما اعتلى القناصون أسطح الأبنية". وأضافا أنه ما من طريقة للتعامل مع ما قد يتحول إلى كارثة عظمى، غير رفع الحصار عن الغذاء والوقود، وإنشاء قنوات فاعلة من دون معوقات تسهل الوصول جواً وبحراً وبراً، بهدف تأمين ما يحتاج إليه المدنيون للبقاء على قيد الحياة.

اقرأ أيضاً: الوضع الإنساني في عدن "حرج للغاية"