"تخيل أنك مسلم".. التحريض ضد مسلمي أميركا

"تخيل أنك مسلم".. التحريض ضد مسلمي أميركا

18 ابريل 2015
الوظيفة كانت ضمن مادة تاريخ العالم (Getty)
+ الخط -
لم تتوقع مدرسة يونيون غروف في ولاية ويسكونسن الأميركية، ومعلمتها بيث إيربن، أن تصبحا محط انتقادات واسعة؛ بسبب وظيفة مدرسية أوكلتها إيربن لطلاب صف تاريخ العالم.
فكل ما في الأمر أن معلمة التاريخ للصف العاشر طلبت من تلاميذها كتابة مقال، دعتهم فيه إلى وضع أنفسهم مكان المسلمين في أميركا، والتعبير عن وجهات نظرهم حول ذلك.

وانتشرت رسالة إلكترونية وجهتها المعلمة في بداية الشهر الحالي لأحد تلاميذها الذي كان فيما يبدو غائباً، أخبرته فيها عن الوظيفة قائلة "غداً ستكتبون مقالاً من خمس فقرات. عليك التظاهر بأنك مسلم في الولايات المتحدة. وإعطاء ثلاثة أمثلة عما تقوم به يومياً من أجل دينك، وعن الصراعات اليومية التي تواجهها. تذكر أننا شاهدنا عدداً من الأفلام الوثائقية التي تضمنت حقائق حول هذا الموضوع".

هذه النسخة حصلت عليها مذيعة الراديو اليمينية فيكي مكينا، ونشرتها عبر صفحتها على تويتر؛ لتثير زوبعة حول "تعليم الإسلام في المدارس الأميركية"، الأمر الذي أثار غضب البعض ممن ذهبوا إلى مهاجمة المدرسة، ودعوتها إلى طرد المعلمة.

كذلك اتخذتها بعض وسائل الإعلام التي تمارس تحريضاً واضحاً ضد الإسلام والمسلمين ذريعة لمواصلة نشر الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، والتي تشير المعلومات إلى أنها في ازدياد.

رسالة الوظيفة المدرسية التي أرسلتها المعلمة



محطة فوكس الأميركية عبرت عن قلقها من الحادثة، ففي برنامج "فوكس وأصدقاؤها" تساءل المقدمون الثلاثة عما إذا كان لائقاً أن يتعلم التلاميذ عن الإسلام في صف تاريخ العالم، وإن كانوا قد كتبوا شيئاً عن قوانين الشريعة

الإسلامية.

وفي هذا السياق قال أحد المقدمين ستيف دوسي "أتساءل إن كانوا قد كتبوا أشياء مثل "لو انتقدت أي جزء من القرآن، فسيتم قتلي"، أو "إذا تزوج المسلمون من غير المسلمين سيقتلون"، أو "إذا أنا سرقت، فسيتم بتر يدي اليمنى". أتساءل إذا كتب الطلاب عن تلك الأمور، لأن جميعها جزء من الشريعة الإسلامية".

من جهته، قال مشرف المدرسة آل موليرسكوف لوسائل الإعلام إن "التباساً حدث بسبب صياغة الرسالة الإلكترونية، فبعض وسائل الإعلام انتقدت كلمة "تظاهر" بأنك مسلم". مشيراً إلى "أن هذه الكلمة لم ترسل سوى لطالب واحد كان غائباً عن المدرسة، ولم تستخدم في النص الأصلي الموجه للطلاب في المدرسة". مضيفاً أن والد هذا الطالب الذي توجه لوسائل الإعلام لم يتصل أبداً بمسؤولي المدرسة للتعبير عن قلقه.

وأوضح موليرسكوف أن المعلمة كانت تهدف لتعليم الطلاب شيئاً من الوظيفة، وليس تحويلهم

لمسلمين. مشيراً إلى أنها أوكلت لطلابها وظائف مشابهة سابقاً حول الهندوسية واليهودية والبوذية، ولم تتلق المدرسة أية شكاوى حول ذلك.

يذكر أن أداء قسم الولاء باللغة العربية من قبل طالبة عربية أميركية في "أسبوع اللغات الأجنبية" الشهر الماضي، كان قد عرض مدرسة شمال غرب نيويورك لموجة من الانتقادات ما دفعها لتقديم اعتذارات، والتأكيد أن القسم لن يلقى إلا باللغة الإنجليزية مستقبلاً.

اقرأ أيضاً: قَسَم الولاء بالعربية يثير جدلاً في مدرسة أميركية


وتظهر الاستطلاعات أن بعض الأميركيين لا يريدون معرفة المزيد عن المسلمين والدين الإسلامي. فوفقاً لاستطلاع أجراه المعهد العربي الأميركي فإن 52 في المائة فقط يريدون معرفة المزيد عن المسلمين. كما أن موقف الأميركيين تجاه المسلمين يزداد سلبية، إذ إن 27 في المائة فقط ممن شملهم الاستطلاع في عام 2014 كانت لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه المسلمين، انخفاضاً من 35 في المائة في عام 2010.



اقرأ أيضاً:
ماذا يعني أن تكون مسلماً في أميركا
تقرير: الإسلام ثاني أكبر ديانة بأميركا في 2050
حملة "فكاهية" بمترو نيويورك لتحسين صورة المسلمين