تحقيق في تقرير أميركي عن التعذيب بالوكالة في مصر

تحقيق في تقرير أميركي عن التعذيب بالوكالة في مصر

04 فبراير 2015
فضائح التعذيب بالوكالة قديمة
+ الخط -



أمر النائب العام المصري، المستشار هشام بركات، بفتح تحقيق في البلاغ المقدم من المحامي سمير صبري، ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك ورئيس حكومته أحمد نظيف، والذي يتهمهما فيه بتعذيب سجناء بالوكالة عن الولايات المتحدة الأميركية، والعمالة لصالحها، وكلف المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا بالتحقيق.

وذكر مقدم البلاغ أن تقريرا من مجلس الشيوخ الأميركي عن التعذيب الممنهج والوحشي الذي ارتكبته الاستخبارات المركزية الأميركية، في سجون سرية على نحو إهدار أي قيمة قانونية أو أخلاقية، وأن تقرير التعذيب الأميركي الذي كشف عنه مجلس الشيوخ والتعذيب الوحشي الذي أشرفت عليه المخابرات، هو فضيحة، بكل المقاييس، للدول التي استخدمتها المخابرات الأميركية لتعذيب ضحاياها ومحتجزيها غير القانونيين بالوكالة.

وقال مقدم البلاغ إن تقرير التعذيب يكشف أن قيادات الدول التي مارست التعذيب بالوكالة، والذي تم نشر 500 صفحة منه بعد مناقشات مجلس الشيوخ والاحتفاظ ببقية التقرير سريا، كانت عملية رسمية للمخابرات الأميركية، وربما هذا ما منع نشر التقرير؛ خوفا على عملاء المخابرات حول العالم من الفضيحة.


وكشفت بعض المنظمات الأميركية المدنية عن بعض الدول وقياداتها في التقرير، وكان لمصر في عهد مبارك نصيب في تلك الفضيحة، بل لعلها كانت أكبر الدول التي أسهمت في التعذيب بالوكالة، وفق البلاغ.

وأضاف المحامي المصري المقرب من السلطة الحالية، أن مبارك عمل سمسارًا في تلك العملية الوحشية، وقد أثير دوره في تلك العمليات أثناء حكمه في صحف المعارضة، بعد تسريبات تقارير عن ذلك بالأسماء لصحف غربية ومواقع إلكترونية متخصصة، فضلًا عن تسريبات ويكيلكس التي اعتمدت على تقارير مخابراتية.

ويصف التقرير أن مصر هي الدولة التي استقبلت أكبر عدد من المعتقلين الذين أرسلتهم المخابرات الأميركية، حتى إن رئيس الوزراء الأسبق، أحمد نظيف، اعترف في عام 2005، بأن الولايات المتحدة أرسلت ما بين 60 إلى 70 فردًا إلى مصر بدعوى الحرب على الإرهاب، وأن هناك 14 عملية نقل معتقلين مرصودة خلال ولاية كلينتون قبل جورج بوش الابن اتجهت جميعها إلى مصر.

ويقدم التقرير رصدًا للسجون المصرية، حيث تضمنت العمليات سجون طره واستقبال طره ومزرعة طره وملحق المزرعة وليمان طره وسجن العقرب المشدد.

وسمحت مصر لرحلات طيران تديرها شركة "جيبسين داتبلان" باستخدام مطاراتها ومجالها الجوى لرحلات طيران مرتبطة ببرنامج الاستخبارات الأميركية للاعتقال، بالإضافة إلى رصد خمس رحلات على الأقل تديرها شركة ريكمور للطيران، سمحت مصر بدخولها إلى مطاراتها، من ضمنها مطارا القاهرة وشرم الشيخ للغرض ذاته، وقد اعترف مسؤولون مصريون بذلك.