العمال الأجانب ضحايا لانتهاكات اللبنانيين

العمال الأجانب ضحايا لانتهاكات اللبنانيين

22 نوفمبر 2015
250 ألف عاملة أجنبية في المنازل (فرانس برس)
+ الخط -
الموقف السلبي اللبناني لا يستهدف اللاجئين فحسب، بل يطاول العمال الأجانب الوافدين من آسيا وأفريقيا. نظام الكفالة المتبع في لبنان، يُعد نوعاً من أنواع العبودية.

عام 2008 وثّقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" وفاة عاملات منازل أجنبيات في لبنان، وانتهت إلى أنّ متوسط وفاة العاملات لأسباب غير طبيعية يبلغ حالة واحدة في الأسبوع، ومن الأسباب الانتحار والسقوط من المباني العالية. تشير الأرقام إلى وجود نحو 250 ألف عاملة في المنازل، يتعرّضن لجميع أنواع الانتهاكات، منها إساءة معاملتهن من قبل مكاتب الاستخدام، وعدم حصولهن على الأجور، والتأخر في دفع الأجور، وتحديد الإقامة جبراً في محل العمل، ورفض منح العاملات أي أوقات راحة، والعمل الإجباري، والإساءات اللفظية والبدنية، بحسب عدد من جمعيات حقوق الإنسان. وهو ما دفع عدداً من الدول إلى منع مواطنيها من السفر للعمل في لبنان، من قبيل الفلبين ونيبال وأثيوبيا وسريلانكا.

في يناير/ كانون الثاني 2015 عُقد المؤتمر التأسيسي لنقابة العاملات في الخدمة المنزلية، وهي جزء من النقابة العامة للعاملين في الخدمة الاجتماعية والتنظيفات في المنازل والمكاتب والشركات. وحتى اليوم، ما زال طلب الحصول على ترخيص لهذه النقابة في أدراج وزارة العمل، بحسب رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاسترو عبد الله. لكنه يلفت لـ"العربي الجديد" إلى أنّ هناك تطورات إيجابية في هذا السياق، وخصوصاً لجهة رفع الوعي الرسمي وغير الرسمي تجاه القضية. ويشير إلى العمل على وضع بروتوكولات مع الدول التي منعت مواطنيها من السفر إلى لبنان. كما أنّ وزير العمل "أقفل عدداً من مكاتب استقدام العاملات، بسبب انتهاك حقوق العاملات، وأقر بوجود مافيا تتحمّل مسؤولية الاتجار بالبشر"، بحسب عبد الله.

من جهتهم، يتعرض العمال الأجانب من مصر والسودان لانتهاكات لفظية وجسدية تصل إلى حد الإهانات ذات الطابع العنصري، فيما يُعدّ لبنان من الدول التي تنشط فيها تجارة البشر، وخصوصاً من خلال "استيراد" نساء من أوروبا الشرقية للعمل بصفة "فنانات"، وتشغيلهن في قطاع الدعارة.

حقوق الإنسان في لبنان وجهة نظر. كلّ من هو في "مرتبة أدنى" طبقياً أو لجهة اللون أو الجنسية أو حتى الدين يُمكن أن يكون عرضة لانتهاك حقوقه الأساسيّة. بعض هذه الانتهاكات مقونن، وبعضها "اجتهاد" شخصي لمواطنين لبنانيين يرون أنهم "متفوقون" على غيرهم.

إقرأ أيضاً: نحن عاملات أيضاً