تجسّدت علامات الغضب على وجوه عشرات الفلسطينيات اللواتي احتشدن، اليوم الخميس، أمام بوابة حاجز بيت حانون شماليّ قطاع غزة، في وقفة جماهيرية، نُصرةً للأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية، وتشديداً على أنهن خطّ أحمر لن يُسمح للاحتلال بتجاوزه.
وشاركت عشرات النساء في الوقفة التي دعت إليها الحركة النسائية في حركة حماس، بعد تعرّض الأسيرات الفلسطينيات منذ عدة أيام لانتهاكات متواصلة، إذ تواصل إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي فرض عقوباتها على الأسيرات في سجن الدامون، من خلال تحويل غرفهن إلى زنازين، ومنع الزيارة عنهن، وحرمانهن أبسط حقوقهن.
وتعالت أصوات المُشاركات، بهتافات تضامنية مع الأسرى والأسيرات على أنغام الأغاني الوطنية والثورية، بينما حملن رايات "حماس" وأعلام فلسطين، وأطلقن البالونات المُلونة التي حملت صور الأسيرات الفلسطينيات.
وتضمنت الوقفة شعارات التضامن والمُناصرة مع الأسيرات، في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة عليهن، وذلك عبر لافتات كانت من بينها لافتة رئيسية كتب عليها: "تضامناً مع الأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني"، ولافتات جانبية كان منها: "معركة الأسرى معركتنا جميعاً"، "لن يهدأ بنا بال إلا بتحرير الأسرى"، "لن يرى جنودكم النور ما لم يرَه أسرانا".
وقال القيادي في "حماس" مشير المصري، إنّ "صرخة الأسيرات اللواتي هتفن من داخل سجونهن "وامقاومتاه"، قد وصلت إلى قلب المقاومة الفلسطينية، التي تعمل على إنجاز صفقة تبادل مُشرفة لتحريرهن".
وأكد المصري، في كلمته خلال الوقفة، أنّ قضية الأسرى لا تُغادر طاولة المقاومة التي تمتلك أوراقاً قوية للإفراج عنهم من سجون الاحتلال. ووجه حديثه للأسيرات، قائلاً: "سنجبر (إيتمار) بن غفير على إنجاز صفقة تبادل أفضل من صفقة وفاء الأحرار"، في إشارة إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي.
واعتبر المصري أنّ كل القرارات الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين بمثابة صَبّ للزيت على النار، مُحذراً من تواصل سياسات الاحتلال التصعيدية، وقال: "أمن كيانكم يا (بنيامين) نتنياهو وبن غفير مرهون بوقف الإجرام ضد أسرانا الأبطال".
وأكد المصري أنّ قضية الأسرى خط أحمر، وأنّ المساس بها يعتبر لعباً بالنار، وأنّ "المقاومة التي فرضت على نتنياهو مغادرة منصبه من قبل، قادرة على أن تزعزع أمنه".
من ناحيتها، أوضحت القيادية في الحركة النسوية شماليّ قطاع غزة، أم بكر غانم، أنّ "الفعالية تأتي استجابة لصرخات الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون، واللواتي يتجرعن كل أشكال التعذيب، في ظل القرارات الإجرامية لبن غفير بحقهن".
وحذرت غانم، في حديث مع "العربي الجديد" على هامش الوقفة الإسنادية، من أنّ "القادم أصعب لإنقاذ الأسيرات الفلسطينيات، وتخليصهن من سجونهن الظالمة"، مُشددة على تواصل الفعاليات التصعيدية ما لم يتم الاستجابة لمطالبهن العادلة، وإحقاق حقوقهن التي كفلتها لهن القوانين والمواثيق الدولية.
وتشُن قوات القمع الإسرائيلية هجمة شرسة على الأسيرات، من الإجراءات التصعيدية، والتي بدأت بعملية تفتيش لإحدى الغرف داخل قسم الأسيرات، ومن ثم اقتحام غرف الأسيرات، وفرض عقوبات جَماعية، ومنها حرمان الأسيرات الزيارة، والهاتف العمومي لمُدة شهر، والعزل الانفرادي لمجموعة أسيرات ولمدة سبعة أيام، إلى جانب عزل الأسيرات لمدة 5 أيام.
وتعيش الأسيرات داخل السجون وسط حالة من الغليان وعدم الاستقرار، خاصة في ظل التصعيد الأخير الذي يشنه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وإغلاق المخابز التي تمُد الأسرى بالخبز اليومي في سجني النقب وريمون، بهدف تشديد الخناق على السجون التي وصفها بن غفير سابقاً بأنها "فنادق".
وناشدت الأسيرات، عبر مقطع صوتي، من سجن الدامون، المقاومة الفلسطينية، والأحرار الانتصار لعذاباتهن، في ظل إجراءات إدارة السجون الإسرائيلية، وزيادة وتيرة الاضطهاد، داعيات إلى العمل على تحريرهن من السجون التي يعانين فيها.
وتتواصل حالة التوتر داخل السجون الإسرائيلية، احتجاجاً على الإجراءات التعسفية، والاعتداءات المُتزايدة على الأسيرات، ولا سيما داخل سجن الدامون، فيما ترى لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة، والمؤسسات المعنية بالأسرى، أنّ إلغاء إدارة السجون زيارة الأهالي والمحامين للأسيرات، في سجن الدامون يعتبر مؤشراً خطيراً على حجم الجريمة المُرتكبة بحقهن.
ولا تقتصر اعتداءات مصلحة السجون على سجن الدامون فقط، حيث عمدت قوات القمع، مساء أمس الأربعاء، في سجن النقب، إلى إخراج حقائب الأسرى ومقتنياتهم وملابسهم، ووضعها في ساحة السجن تحت الأمطار، وسط حالة شديدة من التوتر، سادت كذلك صفوف الأسرى في سجن عوفر، بعد قرار إدارة السجن بسحب أجهزة التلفاز من غرف الأسرى.