وفد طبي عراقي في القاهرة لنقل عدد من جرحى غزة إلى بغداد

وفد طبي عراقي في القاهرة لنقل عدد من جرحى غزة إلى بغداد

20 مايو 2024
من عملية إجلاء سابقة لجرحى غزة في الجانب المصري من معبر رفح، 1 فبراير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وفد طبي عراقي بقيادة فريد عراك يستعد لنقل جرحى غزة من مصر إلى بغداد لتلقي العلاج، في إطار دعم العراق للقضية الفلسطينية وتأكيد على الروابط الأخوية.
- الوفد يركز على الحالات الحرجة التي تحتاج إلى عمليات جراحية ومعالجة أمراض مزمنة وأورام، مع تجهيز كامل في مستشفى دار التمريض الخاص في بغداد.
- هذه المبادرة تعكس التضامن العربي والدولي مع الفلسطينيين في ظل الأزمة الإنسانية بغزة، مؤكدة على أهمية الدعم الطبي والإنساني في مواجهة التحديات الصحية الراهنة.

أفاد مسؤول صحي عراقي في العاصمة بغداد، اليوم الاثنين، بأنّ وفداً طبياً من وزارة الصحة توجّه إلى العاصمة المصرية القاهرة من أجل تنسيق نقل عدد من جرحى غزة الذين أصيبوا في الحرب الإسرائيلية على غزة إلى العراق بهدف تلقّي العلاج، وذلك بناءً على توجيهات حكومية من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وتزامن ذلك مع استعدادات تجريها وزارة التجارة العراقية لنقل دفعة جديدة من المساعدات الغذائية إلى مصر.

وتأتي هذه المبادرة العراقية وسط تدهور المنظومة الصحية في قطاع غزة الذي تستهدفه قوات الاحتلال الإسرائيلي بحرب مدمّرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، علماً أنّ عدد جرحى غزة بلغ منذ ذلك الحين 79 ألفاً و652 فلسطينياً في حين وصل عدد الشهداء إلى 35 ألفاً و562 فلسطينياً، بحسب البيانات الرسمية الصادرة اليوم الاثنين عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة. يُضاف إلى جرحى غزة آلاف المرضى الفلسطينيين المصابين بحالات صحية مختلفة، ولا سيّما أمراض سرطانية وأخرى مزمنة، وهم في حاجة إلى علاجات معيّنة من غير الممكن توفيرها لهم في القطاع المنكوب الذي خرجت مستشفياته بمعظمها عن الخدمة، فيما تعمل 10 متبقية من أصل 36 مستشفى بصورة جزئية فقط.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن رئيس الوفد العراقي فريد عراك، وهو مدير مستشفى دار التمريض الخاص في مدينة الطب بالعاصمة بغداد، الموجود حالياً في مصر، قوله إنّ الفريق العراقي يزور مصر للاطلاع على الوضع الصحي للجرحى والمرضى الآتين من قطاع غزة، ليُصار نقلهم إلى بغداد من أجل استكمال علاجهم وإجراء العمليات الجراحية المطلوبة لهم، وكذلك معالجة الحالات التي لا تستلزم إجراءات جراحية.

وأضاف رئيس الوفد العراق أنّهم هيّأوا الأمور بالكامل من أجل استقبال جرحى غزة المعنيين وكذلك المرضى، تحديداً في مستشفى دار التمريض الخاص، كذلك زاروا المستشفيات المصرية في القاهرة التي تستقبل الفلسطينيين الجرحى والمرضى، وعاينوا هؤلاء واطلعوا على أوضاعهم الصحية وقد جُهّزوا للانتقال إلى العراق. وبيّن عراك أنّ الحالات بمعظمها هي إصابات بجروح ناجمة عن العمليات العسكرية، فيما تعود الحالات الأخرى إلى مصابين بأورام وبأمراض داخلية مختلفة.

وأوضح عراك أنّ الوفد الطبي شُكّل "لدعم قضيتنا العربية الموحّدة، قضية فلسطين، ولقاء إخواننا الفلسطينيين وتوفير الدعم الطبي والنفسي والمعنوي والاجتماعي والمادي (لهم)"، مضيفاً أنّ "طائرات مجهّزة بكامل عدّتها هُيّئت لنقل المرضى وإسعاف الجرحى، كلّ بحسب حالته". وأشار إلى أنّ الفلسطينيين رحبّوا كثيراً بالدعم العراقي الطبي، البدني والنفسي.

أوضاع جرحى غزة أكثر تعقيداً وسط اجتياح رفح

من جهته، قال الطبيب الجراح الاستشاري أنيس عادل، لوكالة الأنباء العراقية، إنّ استقبال الجرحى الفلسطينيين في بغداد يأتي بهدف استكمال العمليات الجراحية والعناية الصحية الخاصة بأشخاص تلقّوا بداية العلاج في مستشفيات قطاع غزة، قبل أن ينقطع علاجهم بسبب الظروف الراهنة.

وتعليقاً على هذه الخطوة، قال عضو نقابة أطباء العراق عمر عبد الله القيسي إنّ المستشفيات العراقية في بغداد قادرة على استقبال مئات الفلسطينيين الجرحى والمرضى في الوقت الراهن، مبيّناً أنّ ثمّة ترحيباً واسعاً من قبل الكوادر الطبية والتمريضية وترقّب لوصول الفلسطينيين المعنيين. وعبّر القيسي عن أمله بنقل الجرحى والمرضى بواسطة طائرات الشحن التابعة لسلاح الجو العراقي، من أجل تأمين وصولهم بأسرع وقت وأقلّ جهد وضغط عليهم، إذ ثمّة حالات حرجة بحسب ما بيّن الوفد العراقي الموجود في مصر.

تجدر الإشارة إلى أنّ وكالات الأمم المتحدة، ولا سيّما منظمة الصحة العالمية، إلى جانب جهات أخرى دولية تُعنى بالصحة والإغاثة من قبيل منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرهما، تشدّد منذ الأيام الأولى من الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة وإطباق الحصار عليهم أكثر، على ضرورة إخراج الجرحى والمرضى من القطاع. وقد أُطلقت مناشدات عديدة في هذا السياق، أكّدت أنّ ثمّة حاجة ماسة إلى إجلاء هؤلاء من المناطق المستهدفة ونقلهم إلى خارج القطاع من أجل الحصول على خدمات صحية منقذة للحياة تتطلّبها حالاتهم.

لكنّ الوضع اليوم يبدو أكثر تعقيداً وصعوبةً، ولا سيّما بعد شنّ الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية في رفح الواقعة أقصى جنوبي قطاع غزة، وبالتالي سيطرة قواته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر. فهذا المعبر الذي كانت تدخل المساعدات الإنسانية من خلاله إلى القطاع، على الرغم من ضآلة تلك الإمدادات مقارنةً بحاجة الفلسطينيين المحاصرين، هو الذي كان كان يُنقَل من خلاله الجرحى والمرضى إلى الجانب المصري لتلقّي علاجاتهم هناك، أو في دول أخرى، مروراً بمصر.

المساهمون