ندرة الثلوج تهدد الملايين حول العالم بالعطش

11 يناير 2024
تتسبب ندرة الثلوج بتناقُص كمية المياه التي تنتُج في الربيع عن الذوبان (Getty)
+ الخط -

تشكّل ندرة الثلوج الناجمة عن ظاهرة الاحترار المناخي عنصراً يهدد إمدادات المياه لمئات الملايين من السكان، وفق ما حذّرت منه دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" الأربعاء.

ومن المُرجح أن يتفاقم هذا المنحى، على ما توقّع معدّو الدراسة، وهم باحثون في جامعة دارتموث قارنوا نماذج مناخية وبيانات مسجّلة على مدى أربعة عقود ومستقاة من مراقبة المتساقطات والغطاء الثلجي في شهر مارس/ آذار، عندما يبدأ الذوبان.

وبيّنت النتائج التي توصل إليها هؤلاء الباحثون، أن 80 في المائة من كتلة الثلوج في النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجودة في مناطق شديدة البرودة، حيث يكون متوسط الحرارة في فصل الشتاء أقل من ثماني درجات مئوية تحت الصفر، وحيث يتأثر الغطاء الثلجي قليلا أو لا يتأثر إطلاقاً بالتغير المناخي.

وفي المقابل، تقع نسبة الـ 20 في المائة المتبقية في مناطق يزيد فيها متوسط الحرارة عن ثماني درجات تحت الصفر، وهي عتبة تؤدي بعدها أدنى "زيادات الحرارة الهامشية إلى خسائر متزايدة في الثلوج" لكل عُشر درجة.

ومن المعلوم، بحسب معدّي الدراسة، أن أربعة من كل خمسة من سكان النصف الشمالي للكرة الأرضية يعيشون في مناطق تعتمد بدرجات متفاوتة على هذا الغطاء الثلجي.

ولاحظ الباحثون أن مناطق جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال شرقها، وكذلك أوروبا الوسطى والشرقية، شهدت انخفاضاً في الغطاء الثلجي بنسبة 10 إلى 20 في المائة كل عقد منذ ثمانينيات القرن الماضي.

ندرة الثلوج تؤدي إلى تناقُص كمية المياه

وتتسبب ندرة الثلوج بتناقُص كمية المياه التي تنتُج في الربيع عن الذوبان وترفد الأنهار والجداول وتروي التربة.

وشهد حَوضا نهرَي مسيسيبي العلوي في الولايات المتحدة والدانوب في أوروبا اللذان يبلغ عدد سكان كلّ منهما توالياً 84 مليون نسمة و92 مليوناً، انخفاضا لهذا السبب بنسبة 30 و40 في المائة في مصادر المياه المتاحة.

وتوقّع المعدّ الرئيسي للدراسة ألكسندر غوتليب، وهو طالب دكتوراه في جامعة دارتموث، أن "تكون هذه الأماكن بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين خالية من الثلوج تقريباً في فترة نهاية مارس/ آذار".

وتنجم عن الاحترار أيضاً متساقطات شتوية تغلب فيها الأمطار على الثلوج، ما يستتبع جرياناً سطحياً فورياً وفيضانات، بدلاً من تخزين المياه على الجبال حتى الربيع والصيف، عندما تكون حاجة السكان إليها أكثر.

ولا تقتصر الأضرار التي يسببها تناقص الثلوج على الحدّ من الموارد المائية، بل يؤثر سلباً أيضاً على السياحة ومنتجعات التزلج.

كذلك يمكن أن يضرّ تحول الثلوج أمطاراً بالنظم البيئية، مما يعزز انتشار الطفيليات ويجعل الغابات أكثر عرضة للحرائق الناجمة عن الجفاف في مواسم الذوبان.

(فرانس برس)

المساهمون