مُفترق "الشيخ عجلين".. بازار الفاكهة الموسمية في غزة

مُفترق "الشيخ عجلين".. بازار الفاكهة الموسمية في غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
08 اغسطس 2021
+ الخط -

يتربّع حي "الشيخ عجلين" على ربوة عالية، في الناحية الجنوبية الغربية لمدينة غزة، ويشتهر بزراعة العنب والتين، فيما يبيع أهله محاصيلهم الزراعية على "مفترق الشيخ عجلين"، والذي يُعتبر معرضاً دائماً للفواكه والخضار الموسمية.

ويتميّز مفترق الشيخ عجلين، الذي يتمركز على دوار رئيسي يفصل بين الجنوب الغربي لمدينة غزة، وبداية الطريق الساحلي المؤدي إلى المناطق الوسطى والجنوبية للقطاع، ببضائعه المختلفة، والتي يتركّز فيها بيع الفواكه أو الخضار الموسمية للفصلين الرئيسيين.

ويتحوّل المفترق الرئيسي، مع حلول موسمي الصيف والشتاء، إلى بازار دائم لبيع ما تنتجه الأراضي الزراعية المُحيطة به، فيما يستغله أهالي الحيّ لعرض بضائعهم، والتنافس فيما بينهم. وتشتهر مُنتجات تلك المنطقة بالجودة العالية، لتوفّر جميع المقومات الزراعية الطبيعية.

ويتعالى صوت الفلسطيني شاهر شملخ، في الناحية الغربية لمفترق "الشيخ عجلين"، للمناداة على أصناف الفواكه الصيفية، التي حصدها مؤخراً، والتي يبدأ ببيعها مع حلول الموسم الصيفي في شهر يوليو/ تموز من كل عام.

ويقول شملخ، لـ "العربي الجديد"، إنّ البيع في مفترق الشيخ عجلين متوارث أباً عن جد، حيث يتم استغلال كافة أيام الصيف، لبيع العنب والتين، على بسطة صغيرة، تعلوها مظلّة، لحفظ الفاكهة من حرارة الشمس.

ويوضح أنّ مهنة الباعة داخل مفترق الشيخ عجلين، لا تقتصر فقط على بيع الفاكهة الموسمية، وإنما تتم زراعتها في الأراضي المُحيطة، والعناية بها قبل حلول موعد الموسم الصيفي السنوي، والذي يبدأ مع حلول شهر يوليو/ تموز، فيما يتمّ تقليم الأشجار الخاصة بالعنب مع حلول شهر يناير/ كانون الثاني، تحضيراً للموسم.

وتتميز المنطقة بعذوبة المياه فيها وخلوّها من نسب الأملاح المائية العالية، وفق شملخ، ما يميّز فاكهتي العنب والتين المزروعتين فيها، ويضاف إلى ذلك ارتفاع درجات الحرارة التي تساهم في إنضاج الفاكهة بشكلها النهائي.

وتتنوّع أصناف الفواكه الموسمية المعروضة على جنبات المفترق، ما بين العنب بأنواعه، والتين بألوانه، إلى جانب فاكهة الصبر، والمانغا، والموز، والخوخ، والبلح الأصفر، علاوة على بيع قرون الفلفل الأحمر، والفلفل الأحمر المطحون.

ويستغل عدد من الباعة المواسم للتربّح وتوفير الدخل، في ظلّ الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يمرّ بها قطاع غزة بفعل تواصل الحصار الإسرائيلي للعام الخامس عشر على التوالي، وتأثيره على مختلف نواحي الحياة، خاصة مع انعدام فرص العمل، وزيادة نسب الفقر والبطالة.

ويقول الفلسطيني عبد الرحمن الريفي، إنه بدأ بالبيع في مفترق الشيخ عجلين منذ قرابة عشر سنوات، إذ يُعتبر مفترقاً رئيسياً لبيع الفاكهة الموسمية، ويقصده الزبائن من مختلف مناطق قطاع غزة، وذلك لوقوعه على مفترق طرق رئيسي ساحلي، يصل شمال القطاع بجنوبه، إلى جانب الجودة العالية لأصناف الفواكه المعروضة فيه، ويوضح أنّ "ما يحكم العمل في سوق الشيخ عجلين منذ عشرات السنوات، هو المواسم، وأصناف الفاكهة المتوفرة".

ويقول الريفي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الموسم الصيفي بدأ قبل نحو شهرين، إذ تمّ البدء ببيع البطيخ، ومن ثم الانتقال إلى بيع العنب والتين، وإلى جانبها أصناف الفاكهة الصيفية، مثل المانغا، والخوخ، والسنطروزة، والبلح الأصفر، والموز، والتفاح، فيما يقتصر الموسم الشتوي على بيع الورقيات الخضراء، والخس، والفجل، والزهرة، والملفوف والفراولة والبازلاء، وغيرها".

ويتجّه عدد من المصطافين للشراء من الفواكه الموسمية المعروضة على مفترق الشيخ عجلين، الواقع في منطقة ساحلية تحيط بها العديد من الاستراحات والمطاعم، ويتواصل العمل فيه طيلة أيام الأسبوع، فيما يشتدّ مع حلول يومي الخميس والجمعة.

واعتاد الفلسطيني محمد علي على تجهيز بسطته في الصباح، تمهيداً لبداية يوم صيفي حار، ويقول: "نحن باعة موسميون، اتجهنا إلى مفترق الشيخ عجلين، الخاص ببيع الفواكه والخضار الموسمية الخاصة بفصلي الصيف والشتاء". ويجاوره الفلسطيني عادل شملخ (20 عاماً)، وهو يبيع في الجهة الشرقية للمفترق قرون الفلفل الأحمر الحار.

أما البائع عبد الله أبو عفش، فيوضح أنّ مفترق الشيخ عجلين يعدّ من المفترقات القديمة، التي تختصّ في بيع الفاكهة الموسمية، إلى جانب أنه يُعتبر مصدر رزق أساسيا في حياة الباعة الذين يعيلون أسرهم، وفق تعبيره، فيما يضمّ السوق أجود أصناف الفاكهة الصيفية.

المساهمون