لقي 11 سودانياً مصرعهم في مصر فيما جُرح ستة آخرون، اليوم الأربعاء، إثر انقلاب مركبة نقل تقّلهم على طريق العلاقي في محافظة أسوان الجنوبية، في خلال محاولتهم الهروب من الأجهزة الأمنية بعد دخولهم إلى مصر بطريقة غير نظامية.
وأفادت تحقيقات الشرطة بأنّ السرعة الجنونية أدّت إلى انقلاب مركبة نقل جنوب شرق مدينة أسوان واشتعال النيران بها، الأمر الذي أدّى إلى مصرع وجرح 17 شخصاً، يحملون جميعاً الجنسية السودانية.
ونقلت مركبات الإسعاف جثث المتوفين إلى مشرحة أسوان العمومية، تمهيداً لإصدار النيابة العامة تصاريح بدفنهم، والمصابين إلى المستشفى الجامعي في المحافظة لتلقّي العلاج.
وشملت قائمة المتوفين المواطنين السودانيين مجاهد عثمان إلياس (53 عاماً) وعبد الناصر مجاهد عثمان (23 عاماً) وعادل إلياس الصديق (35 عاماً) وحسب الله آدم عبد الرحيم (28 عاماً)، بالإضافة إلى سبعة آخرين مجهولي الهوية.
وتحوّلت أسوان، المدينة المصرية الأقرب إلى الحدود مع السودان، إلى محطة على الطريق بالنسبة إلى آلاف السودانيين الفارين من القتال الدائر ما بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل نحو عشرة أشهر.
وكانت مصر قد أصدرت أخيراً عن دراستها "كلفة" المهاجرين الذين وفدوا إليها من السودان وسورية واليمن ودول أفريقية عدّة، علماً أنّ هؤلاء لا يحصلون على أيّ مساعدات ولا يُسمَح للأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية بإقامة مخيمات لإيوائهم، بل يتحمّلون كلفة إقامتهم وتعليم أبنائهم بالكامل.
واندلعت الحرب في السودان في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأسفرت عن آلاف القتلى، من بينهم 10 آلاف إلى 15 ألفاً في مدينة واحدة في دارفور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وتسبّب النزاع في السودان جارة مصر في نزوح ولجوء أكثر من ثمانية ملايين سوداني، من بينهم 1.6 مليون يعيشون حالياً خارج السودان، وفقاً للأمم المتحدة.
في سياق متصل، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من احتمال معاناة 700 ألف طفل في السودان من أخطر صور سوء التغذية في عام 2024، مع احتمال تسجيل عشرات آلاف الوفيات بين هؤلاء الأطفال، وذلك وسط الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب.