مرصد عراقي يؤكد تسجيل عشرات الإصابات بضربات الشمس بين النازحين

20 يوليو 2023
يكابد النازحون ظروفاً صعبة في المجمل يفاقمها الحر (صافين حمد/فرانس برس)
+ الخط -

قال مرصد حقوقي عراقي، اليوم الخميس، إنه تم تسجيل عشرات الإصابات بضربات الشمس وحالات الإغماء والجفاف بين النازحين العراقيين الموجودين في مخيمات بزيبز والعامرية، جنوبي صحراء الأنبار، والخاصة بسكان المدن التي تحتلها مليشيات مسلحة حليفة لطهران وتمنع أهلها من العودة.

يأتي ذلك مع تسجيل البلاد درجات حرارة قياسية وصلت إلى 50 مئوية في بعض المناطق مع تردي تجهيز خدمات الكهرباء إلى نحو 5 ساعات في اليوم فقط.

وتزداد مشاكل النازحين العراقيين الذين ينتشرون في مناطق عديدة من البلاد، رغم مرور 6 سنوات على توقف القتال وطرد تنظيم "داعش"، بسبب استيلاء مليشيات مسلحة على مدنهم ومنعهم العودة، ومن أبرزها جرف الصخر والعويسات والعوجة ومناطق في ديالى وصلاح الدين ونينوى.

واليوم الخميس، قال مرصد "أفاد" الحقوقي إن "مخيمات بزيبز والعامرية، جنوب غربي محافظة الأنبار، سجلت ما لا يقل عن 50 حالة إصابة بضربة الشمس وحالات إغماء واسعة نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وانعدام التيار الكهربائي أو المياه.

وسجّل مرصد "أفاد" شهادات لعدد من الناشطين إلى جانب طبيب متطوع أكدوا مأساوية أوضاع النازحين في مخيمات بزيبز على وجه التحديد وهم من سكان المناطق التي تستولي عليها فصائل مسلحة وتمنع أهلها من العودة، مثل جرف الصخر والعويسات وقرى عراقية حدودية مع سورية.

وقال في بيان له إن محافظة الأنبار التي سجلت درجات حرارة قياسية وصلت إلى 49 درجة مئوية، يواجه فيها الآلاف من النازحين الأحوال الجوية الصعبة بخيام مهترئة وانعدام للكهرباء مع ندرة المياه التي يمكن أن تخفف عنهم حرارة الصيف، خاصة مع لجوء قسم من النازحين إلى الماء لتبريد سطح الخيام ومحيطها خلال فترة الظهر.

كما أكد استقبال مستشفى الفلوجة والمركز الصحي في العامرية، جنوبي الفلوجة، منذ يوم 12 يوليو/تموز الحالي، ما لا يقل عن 50 نازحاً مصابين بضربة الشمس أفقدت قسما منهم الوعي، بينما يعاني آخرون من أعراض مؤلمة في الرأس والجلد مع جفاف سُجل لدى العديد من الأطفال وكبار السن واحتباس بالبول.

كما تم تسجيل حالات إعياء شديد وإغماء في المخيمين جراء الحر وعدم جدوى الخيام الحالية في حماية الساكنين تحتها من العراقيين النازحين، وفقا للبيان.

وندّد المرصد بما وصفه "التعامل اللاإنساني" من قبل السلطات العراقية تجاه مواطنيها في المخيم، "من جهة استمرار معاناة نزوحهم وعدم تمكنها من تنفيذ ما وعدت به في مرات عديدة سابقة، إلى جانب عدم إيصال مساعدات عاجلة لهم، مثل المياه ومولدات كهرباء وطبيب لمعاينة الحالات المرضية فيها".

وأظهر المرصد مناشدات لسيدات غطت كل منهن وجهها بخمار وهن يناشدن للمساعدة بسبب الحر ويشرحن وضعهن الصحي والمعيشي.

وحول ذلك، قالت هدى محمود الدليمي، الناشطة الحقوقية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن أوضاع سكان مخيمات بزيبز والعامرية "مأساوية"، خاصة للأطفال والنساء وكبار السن، متهمة الحكومة العراقية بإهمال آلاف العوائل وعدم التطرق لموضوعهم من أجل "عدم إغضاب الفصائل المسلحة التي تستولي على مدنهم بغير وجه حق".

واعتبرت أن المساعدات التي يقوم بها الناشطون وبعض المنظمات "متواضعة مقارنة بالوقع السيئ الذي يعيشه الناس هناك، من انقطاع الكهرباء وشح المياه وارتفاع درجات الحرارة".

وفي يونيو/حزيران الماضي، أقرّ رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي شريف سليمان، بوجود "أجندات"، سياسية وإقليمية، تمنع عودة النازحين إلى مناطق سكناهم الأصلية، معتبرا أن عوامل سياسية تحول دون حسم الملف من قبل الحكومة، رغم قدرتها على ذلك، الأمر الذي فاقم معاناة هذه الفئة، مشيراً إلى أن "الجهات الحكومية لم تتخذ خطوات جادة لإعادة النازحين في المخيمات إلى مناطق سكناهم الأصلية في المناطق الغربية وأطراف بغداد ومناطق غرب الموصل، وتحديداً في قضاء سنجار، إذ يعود ذلك لأسباب أمنية وقانونية وسياسية بحتة".

ولفت في تصريحٍ صحافي نقلته وكالة الأنباء العراقية إلى أن "الملف أصبح يمثل ورقة إنسانية وسياسية بين الاستراتيجيات الدولية، ويتطلب تدخلاً حكومياً فورياً لحل مشكلة العودة، ولدى الحكومة القدرة على تجاوز هذه المشكلات وحلها بشكل فوري، إلا أن عدم المضي بذلك يعود لأسباب سياسية، إلى جانب الوضع الاقتصادي المتردي لكل أسرة نازحة، فضلاً عن تردي الوضع الخدمي لمناطقهم، إذ خسر أغلبهم ممتلكاتهم وأموالهم إبان فترة احتلال (داعش) مناطقهم، ما يتطلب صرف تعويضات مالية وإعادة تأهيل منازلهم ومناطقهم لإعادتهم إليها وإنهاء ملف النزوح نهائياً".

 

المساهمون