مبادرات تستهدف الأسر المحتاجة خلال رمضان في السويداء

مبادرات تستهدف الأسر المحتاجة خلال رمضان في السويداء

17 ابريل 2023
مائدة إفطار تجمع المتضررين من الزلزال في الأتارب (رامي السيد/Getty)
+ الخط -

تسعى جمعيات خيرية ومنظمات المجتمع المدني في محافظة السويداء جنوب سورية، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأسر المحتاجة خلال شهر رمضان، في محاولة لتعزيز التكافل الاجتماعي بين أهالي المحافظة والوافدين إليها بعد الحرب وزلزال فبراير/شباط الماضي. 

وفي السياق، تتواصل مبادرات تقوم بها بعض الجمعيات من خلال موائد إفطار تجمع أسراً من المحافظات المنكوبة إلى جانب أهالي وافدين ومقيمين، فيما بدأت جمعيات أُخرى الاستعداد لمبادرة عيد الفطر من خلال إحصاء عدد الأسر الوافدة وأماكن وجودها وأعداد الأطفال وأعمارهم.

محاولة لتعزيز التكافل الاجتماعي بين أهالي المحافظة والوافدين إليها بعد الحرب وزلزال فبراير/شباط الماضي. 

مجموعة "الإنسانية تجمعنا" وصلت بسلل العيد الغذائية لأكثر من 1300 عائلة قبل أيام، واستعانت بعدد من المتطوعين والمتطوعات لتخصيص سلة حلويات العيد للأسر الوافدة وبعض الألبسة للأطفال. 

يقول أحد المتطوعين في المجموعة لـ "العربي الجديد": "مع بداية شهر رمضان من كل عام ينهال الخير من بنات وأبناء المحافظة المغتربين في دول العالم؛ ومن المحسنين والفعاليات الاقتصادية المحلية، وتبدأ التحضيرات للشهر الكريم من الأيام الأولى، هناك من يرسل مساعدات مادية مع طلب التوزيع على شكل سلل غذائية أو سلة العيد أو ألبسة أطفال مثل "مجموعة نساء الياسمين" في الكويت، أو "حكايا من ورق" في فنزويلا، أو "بيت الجبل" في تورنتو أو أهالي الجولان السوري المحتل. وهناك مبادرات عينية على شكل كميات من الزيت والخضار والحلويات أو الألبسة".

وبحسب المتطوع، فإن كل هذا يحتاج إلى عمل وجهد كبير في شراء المواد والفرز والتوزيع، والذهاب إلى أماكن سكن العائلات.

مبادرات أُخرى استهدفت الأطفال اليتامى، والمصابين بمتلازمة داون، وذوي الاحتياجات الخاصة، إذ اهتم بعضها بكسوة الأطفال اليتامى بالمعاطف الشتوية وأطقم البيجامات وبعضها بألعاب الأطفال. 

مؤسسة "مرساة"، ومبادرة "أوكسجين"، و"رسل السلام" و"الإغاثة" و"الأقحوانة" و"الريان" وغيرها من الجمعيات التي بدأت نشاطها الشهري من بيت اليتيم في مدينة السويداء؛ ما لبثت أن صبت جُل اهتمامها على الوافدين من المحافظات السورية وخصتهم بسلل العيد الغذائية وألبسة الأطفال ومنحت البعض منهم بمبالغ مالية. 

تقول إحدى المتطوعات في جمعية "جلسات نسائية" لـ "العربي الجديد": بالقدر الذي نشعر فيه بالاندفاع والهمة لتلبية حاجة مريض أو أسرة محتاجة أو رسم بسمة على وجه طفل، نقف عاجزين أمام الازدياد الكبير في أعداد الأسر المحتاجة وانتشار الفقر والحاجة للحد الأدنى من مقومات العيش لدى بعض الأسر والكثير من الأطفال. وتشير إلى أنهم يقاومون الغلاء وضعف الموارد والاستنزاف المتعمد من قبل القائمين على المؤسسات الخدمية التي بدأت تعتمد بشكل أو بآخر على نفس الواردات من المحسنين والمغتربين. 

الناشط المدني منيف رشيد أوضح لـ "العربي الجديد"، أن هناك مبادرات مستمرة في القرى البعيدة عن المركز، ففي قرية "نمرة شهبا" الواقعة في الريف الشرقي من محافظة السويداء قدم أحد المحسنين الخبز لجميع الأهالي منذ بداية الشهر الفضيل بما يزيد عن العشرين مليون ليرة سورية، ودون أن يُذكر اسمه. وفي بلدة "مياماس" في الريف الجنوبي شُكلت لجنة إغاثة لمساعدة الأسر المحتاجة والوافدة بعيدة عن أي مبادرات أخرى.

وأفاد أنه في مدينة السويداء مبادرات تحت أسماء وعناوين مثل "إفطار صائم"، و"سلة العيد"، و"ثياب العيد" حتى بات هذا الشهر الفضيل هو الأهم والأكثر تفاعلاً وتآلفاً بين سكان المحافظة ذات الأغلبية الدرزية، في حين أعطت هذه الفعاليات المجتمعة تصنيفاً جديداً وشكلاً من أشكال الفرز والتمييز بين شرائح المجتمع من كافة الأطياف وبين السلطة وأتباعها. 

وأشار إلى مبادرات تجار وصناع السويداء التي كُللت قبل يومين بإنهاء ترميم الطابق الثالث من مبنى المحافظة الذي تم حرقه في مظاهرات 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبصورة تذكارية لهم مع محافظ السويداء وأمين فرع حزب البعث ليؤكدوا موقفهم الدائم إلى جانب السلطة ويبتعدوا مسافة أكبر عن الناس وخدمتهم. 

في حين نشر لؤي الأطرش، أمس الأحد، منشوراً على فيسبوك هاجم فيه التجار والسلطة، حيث قال إنه قد لا تكفي كلمات العتاب واللوم على الذين ساهموا بأموالهم لترميم إحدى طوابق مبنى المحافظة تلك الدائرة الحكومية الإدارية والتي هي مسؤولية الجهات المُكلفة بحمايتها، والتي قصرت في واجبها لغايات باتت معروفة لنا. مؤكداً أن صيانتها وترميمها واجب الحكومة التي وإن استطاعت تجاوز ما يُسمى نقص الأموال فإنها لن تستطيع تجاوز الفساد والمحسوبيات، فترميم المبنى ليس مسؤولية المجتمع الأهلي في محافظة السويداء العطشى التي تعاني من سوء في الخدمات ونقص في الموارد المائية والصحية والآبار ومُختلف المرافق العامة، ولكن الأسف شديد على اللاهثين وراء شهادات التكريم والمناصب ضاربين بعرض الحائط احتياجات أهلهم وأولوياتهم... "كل العجب من مواطنين يصرفون على حكومتهم وليس العكس".

المساهمون