قرارات مؤيدة لفلسطين من نقابات في جامعة ساسكس البريطانية

قرارات مؤيدة لفلسطين من نقابات في جامعة ساسكس البريطانية

16 نوفمبر 2023
مظاهرات أسبوعية في جامعة ساسِكس دعمًا لفلسطين (ربيع عيد)
+ الخط -

تبنّت نقابتا الطلاب والأساتذة والعاملين في جامعة ساسِكس البريطانية هذا الأسبوع، قرارات ومواقف مؤيدة للشعب الفلسطيني نحو نيل حريته واستقلاله، في ظلّ الحرب الدموية الإسرائيليّة على غزّة.

ودعا قرارا النقابتين إلى وقف فوري لإطلاق النار، في الوقت الذي يتظاهر فيه مئات الطلاب من الجامعة بمبادرة من النادي الفلسطيني بشكل أسبوعي ضد الإبادة الجماعية في غزة.

جاء قرار النقابتين في جامعة ساسِكس الواقعة في مدينة برايتون والتي تضم قرابة 20 ألف طالب وتُعرف كواحدة من أبرز الجامعات البريطانيّة ويقصدها الكثير من الطلاب الدوليين، بعد اجتماعات ونقاشات داخل كل نقابة بشكل منفرد الأسبوع الماضي والتصويت عليهما، وجرى الإعلان عن ذلك الأسبوع الحالي.

وأشار البيان الذي أصدرته نقابة الطلاب، إلى كتابته بتعاطف جماعي مع الخسائر في أرواح الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدين أن "لا أحد من طلابنا في الجامعة مسؤول عن تصرفات الدولة الإسرائيليّة أو حماس، وينبغي مكافحة التمييز العنصري بكافة أشكاله".

وأكّد البيان الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه على "التضامن مع التحرير الفلسطيني ودعم النضال ضد الاحتلال. ولتحقيق ذلك، يجب على نقابة الطلاب تحدي ومعارضة أنظمة القمع ضد فلسطين، والقيام بحملة لدعم الحرية الفلسطينيّة، بما في ذلك دعم حركة المقاطعة (كما تمليه سياسة النقابة طويلة الأمد)، ومحاسبة الجامعات والحكومة، وتعزيز حرية التعبير".

وأضاف البيان الذي تم التصويت عليه بإجماع كامل دون أي معارضة "نعلن تضامننا مع نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال. إننا ندعو إلى وضع حد فوري لعنف الإبادة الجماعية في غزة، وندعو أعضاءنا إلى دعم التحرير الفلسطيني، وحكومة المملكة المتحدة إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين في الحرية وتقرير المصير والعودة".

انتقاد إسرائيل ليس معاداة للسامية

كما دعا البيان نائب رئيس الجامعة في ساسكس وإدارتها، إلى التمسك بالمبادئ المؤسسية للشجاعة والنزاهة لمعارضة أنظمة القمع ضد فلسطين وحماية حرية التعبير للطلاب والموظفين في ضوء تدخل الدولة، وهذا يشمل "رفض تهديدات حكومة المملكة المتحدة بإلغاء وضع الهجرة للمواطنين الأجانب الذين يعبرون عن دعمهم لفلسطين، وحماية الطلاب والموظفين من الاعتداءات على حريتهم في التعبير، إلى جانب وضع سياسات مناهضة للعنصرية تعالج المنطق المشترك المتمثل في التجريد من الإنسانية الذي يكمن وراء جميع أشكال العنصرية، بالإضافة إلى جمع أموال المنح الدراسية والمشقة للطلاب الفلسطينيين من أجل توفير الدعم المالي والرفاهية الحاسمة للطلاب في أحلك أوقاتهم".

ووفقاً للمصدر نفسه، "لا ينبغي الخلط بين انتقاد دولة إسرائيل والعنصرية المعادية لليهود، وإلغاء تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية" (وهو تعريف يخلط بين نقد إسرائيل ومعاداة السامية تبنته عدة جامعات بريطانية لمحاربة حركة المقاطعة). كما جرى التأكيد على سياسة النقابة الطلابية المستمرة منذ سنوات في تبنيها لمعايير حركة مقاطعة إسرائيل BDS.

وأعرب البيان عن معارضته لمشروع قانون مطروح في البرلمان البريطاني لمقاطعة النشاط الاقتصادي للهيئات العامة، كما دان دعم الحكومة البريطانيّة غير المشروط فيه لإسرائيل، وكذا التغطية المشوهة لوسائل الإعلام الرئيسيّة للأحداث في المنطقة.

بالمقابل أيّد البيان دعوة النقابات في فلسطين لوقف تجارة السلاح مع إسرائيل، وطالب بدعم "الجهود الرامية إلى محاسبة القادة السياسيين على المساعدة والتحريض على ارتكاب جرائم الحرب في غزة".

وخلص البيان إلى تأكيد دعم النقابة طلاب جامعة ساسكس في جهودهم في الحملة من أجل التحرير، والتظاهر ضد اضطهاد الشعب الفلسطيني. وحثّ نقابات الطلاب الأخرى في المملكة المتحدة على تبني هذا الاقتراح الذي سيتم عرضه في مؤتمر الاتحاد الوطني للطلاب، بهدف دعم النضال الفلسطيني علنًا ومعارضة دور الإمبرياليّة البريطانيّة في قمع الشعب الفلسطيني.

التحدث علنًا ضد الاستعمار الاستيطاني

أمّا قرار نقابة الأساتذة والعاملين (UCU) في جامعة ساسِكس، فجاء بلهجة شديدة النقد ضد إسرائيل التي وُصفت بدولة الفصل العنصري استنادًا إلى عدد من التقارير الدولية. وأشار البيان إلى الدور المركزي الذي لعبته حكومة المملكة المتحدة "في إنشاء إسرائيل كدولة استعماريّة استيطانيّة، وواصلت تقديم الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي لسياسات الفصل العنصري التي تتبعها، بالطريقة نفسها التي دعمت بها نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وعلى هذا النحو، يقع على عاتق الجامعات والأكاديميين في المملكة المتحدة التزام خاص ببذل كل ما في وسعنا للتحدث علنًا ضد الاستعمار الاستيطاني وآثاره المدمرة".

ودعا البيان الذي حصل على أغلبية أعضاء النقابة، إدارة الجامعة إلى التخلي عن تعريف معاداة السامية الذي تبنته عام 2020 "دون تشاور" وضرورة التخلي عن تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة" IHRA بشكل عاجل. كما رفض "كافة أشكال الاستعمار المعرفي .. ونرى الحاجة الملحة لوضع حد للممارسات القسرية التي تفرض تبني مواقف مناهضة للفلسطينيين وتقوض الأمن الوظيفي للعاملين في المؤسسات الأكاديمية".

انتقاد لإدارة الجامعة

وانتقد البيان صمت إدارة الجامعة الرسمي على الإبادة الجماعيّة في غزّة، ورفض تبريرهم لذلك بأن إدارة الجامعة لا تُصدر مواقف حول "الأحداث العالميّة المعقدة" مبيناً عدة مواقف لجامعة ساسكس تبنت فيها مواقف من أحداث سياسيّة حول العالم مثل حراك "حياة السود مهمة" و "غزو القوات الروسيّة لأوكرانيا" (ومبنى الإدارة في الجامعة يرفع علم أوكرانيا)، وسابقًا في دعم السود في نضالهم ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وتخصيص صندوق منح طلابي على اسم نلسون مانديلا.

وأكد البيان على أن "الخلط بين الانتقاد المشروع لانتهاك إسرائيل للقانون الدولي، بما في ذلك نظامها المتمثل في الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري، ومعاداة السامية هو بمثابة إسكات الفلسطينيين بشأن قمعهم المستمر في ظل هذا النظام، ويقوض إمكانية التضامن الحقيقي ومعارضة العنصرية بجميع أشكالها. إن المنطق المشترك للتجريد من الإنسانية هو أساس العنصريّة المناهضة للمسلمين واليهود والسود، ويجب محاربتها جميعًا ورفضها دون أي تنازلات".

وشدد البيان على ضرورة "حماية مبدأ الحرية الأكاديميّة، والرفض بأشد العبارات الممكنة القمع الحالي وتجريم التعبير الذي يسعى إلى إضفاء الإنسانية على الفلسطينيين ووقف الإبادة الجماعية المستمرة. تشمل الحرية الأكاديمية الحق في التحدث عن حقوق الأشخاص الذين يعيشون تحت الاحتلال وفقا للقانون الدولي".

ولفت إلى ضرورة "أن يتمكن الباحثون من تحديد موقع العنف الحالي في سياقاته التاريخيّة والجيوسياسيّة الواسعة، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، إسرائيل/فلسطين، والاحتلال، والفصل العنصري، والاستعمار، والجرائم ضد الإنسانيّة، والإبادة الجماعيّة؛ ونؤكد أهمية التعليم والعلم، خاصة في وقت يتزايد فيه الاهتمام وتنتشر المعلومات المضللة على نطاق واسع. يتم التأكيد على هذا الاعتقاد من خلال التزام رأس المال الاستثماري الخاص بنا بحماية الحريّة الأكاديميةّ وحريّة التعبير".

وخلص البيان إلى الحديث عن أهمية دعم الفلسطينيين والتضامن معهم بما يشمل أعضاء النقابة في الجامعة، وبناءً على دعوات النقابات الأكاديميّة والعماليّة في فلسطين، ورفض تدخل الدولة البريطانيّة المتزايد في العمل الأساسي للتعليم والبحث.

المساهمون