سوريون يحرصون على زيارات العيد في إدلب

سوريون يحرصون على زيارات العيد في إدلب رغم المسافات بين مخيمات النزوح

21 ابريل 2023
تعد زيارة المقابر من طقوس العيد (عدنان الإمام)
+ الخط -

لا تزال للعيد رمزيّته الخاصة بالنسبة للسوريين في عموم البلاد على الرغم من مرور 12 عاماً أجبر فيها نظام الرئيس بشار الأسد الملايين على النزوح والتهجير، وفرّقت قواته وقذائف طائراته العائلات. بعض هؤلاء يتمنون العودة إلى بيوتهم ولقاء أهاليهم وأقربائهم، وتجاوز جروح خلفها الاعتقال والقتل الذي انتهجه النظام السوري خلال تلك السنوات.

ويقول محمود الإمام المقيم في مدينة الدانا بمحافظة إدلب، شمال غربي سورية، إن للعيد رمزية تتخطى الألم والمصاعب. ويوضح في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه "خرجت صباحاً من المنزل وصليت العيد ورفعنا التكبيرات. بعدها، بدأت بمعايدة الأقارب والأحبة في المخيمات، يصعب علينا زيارة الجميع. للعيد خصوصية لا يمكن لنا أن نتجاهلها على الرغم من كلّ شيء، وستبقى لهذا العيد فرحته الخاصة".

للنازحين أمنية وحيدة تتكرر مع حلول كلّ عيد، وهي العودة والاستقرار في بيوتهم التي هجّرهم النظام السوري منها بعد اقتحام مدنهم، كون الاستقرار يتيح لهم العودة لحياتهم من جديد والاجتماع بالأقارب والجيران والأصحاب، وخصوصاً مع كون العيد مناسبة اجتماعية، تجدد الروابط بين الأقارب والناس.

محمد المعراوي، الذي نزح من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، نهاية عام 2019، يقول لـ"العربي الجديد": "الجميع يعرف كيف يكون العيد بالنسبة للسوريين منذ 12 عاماً وحتى اليوم، العيد لا طعم له ولا لون. بهجة العيد تتمحور في زيارة الأقارب والأصدقاء، وجميع أقاربي وأصدقائي باتوا إما نازحين في المخيمات، أو مهجرين إلى دول اللجوء". يضيف: "كان العيد في مدينة معرة النعمان، مسقط رأسي، جميل جداً على الرغم من القصف الذي كان مستمراً عليها. كنا نزور المقابر ونزور الأقارب والأصدقاء وكنا أيضاً في منازلنا. اليوم نحن بلا مأوى نتنقل من بيت إلى آخر بسبب غلاء الإيجارات، بالإضافة إلى تدني المستوى المعيشي".

الصورة
تحرص على زيارة المقبرة (عدنان الإمام)
تحرص على زيارة المقبرة (عدنان الإمام)

يضيف: "عايدت أقاربي عبر الهاتف. ومن الممكن أن أقوم ببعض الزيارات إلى جيراني الجدد النازحين في مدينة إدلب، وأتمنى أن يكون العيد المقبل من دون بشار الأسد كي نتمكن من العودة إلى ديارنا".

وتمنع المسافات بين المخيمات المتناثرة في منطقة شمال غربي سورية البعض من زيارة الأقارب التي تعدّ من أهم مظاهر العيد، كما يبيّن معتصم المحمد، الذي يقيم في ريف إدلب الشمالي قرب مدينة الدانا. ويقول: "سأمضي العيد في البيت ولن أغادر بسبب عدم وجود آلية والأماكن بعيدة عنا. البعد عن الأهل والأحباب والأهل هو ما يؤدي إلى وجود غصة. الأمنيات هي العودة إلى أراضينا، ونرجو أن يكتب لنا الخلاص من الظلم الذي نحن فيه وزوال كل ما نعانيه من حياة صعبة في النزوح".

وحرص الكثير من السوريين في ريف إدلب مع بداية اليوم الأول للعيد على زيارة قبور أحباء فقدوهم إما بقصف لقوات النظام السوري وروسيا، أو أخيرا بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من فبراير/ شباط الماضي. 

المساهمون