جنى ونور الهدى... طفولة على حافة الحياة في غزة

جنى ونور الهدى... طفولة على حافة الحياة في غزة

27 مارس 2024
سوء التغذية والجفاف يحاصران الطفلة نور الهدى محمد (موسى سالم/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أمهات غزة تراقب بأمل وترقب أطفالهن المصابين بالهزال الشديد في مستشفى كمال عدوان، وسط تدهور الأوضاع الصحية بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية المستمرة.
- جنى عياد، طفلة عمرها 8 سنوات، تعاني من سوء التغذية الحاد في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 17 عامًا، مما أثر على صحتها بشكل كبير.
- الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت في دمار واسع للمستشفيات ونقص الإمدادات الطبية، مما يهدد حياة الأطفال والمدنيين، بينما تستمر إسرائيل في الحرب رغم قرارات مجلس الأمن الدولي.

بعينين يخالطهما الأمل والترقب تنظر أمهات غزة إلى أطفالهن المصابين بالهزال الشديد في مستشفى كمال عدوان ببلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، حيث تدهور وضعهم الصحي جراء الأمراض وسوء التغذية ونقص العلاج، بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.

جنى عياد، طفلة ذات 8 سنوات، ترقد على أحد أسرّة المشفى في وضع صحي سيئ للغاية جراء سوء التغذية المنتشر شمالي قطاع غزة، الذي يحاصره الاحتلال الإسرائيلي منذ 17 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعا كارثية.

الحرب على غزة اغتالت بسمة الأطفال

جنى التي كانت لا تتوقف عن اللعب والحركة قبل الحرب، تنظر إليها والدتها ومشاعر العجز عن تقديم أي مساعدة لطفلتها تحاصرها في ظل تداعيات الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قائلة: "طفلتي تمر بظروف سيئة جراء ما شهدناه من نقص في الغذاء، ما أدى إلى سوء التغذية ونقص في الفيتامينات والبروتينات والكالسيوم في جسدها".

وبنبرة صوت يعتصرها الألم، تضيف: "أصبح جسد طفلتي ضعيفا وفقدت الكثير من وزنها خلال الأيام الأخيرة"، مضيفة: "ما حصل لطفلتي (هو) جراء الحصار والحرب الإسرائيلية، حيث تفتقر مناطق شمال قطاع غزة إلى الطعام والمياه النظيفة".

وعن حالة جنى قبل الحرب تقول الأم: "كانت تتمتع بنشاط وتلعب وتتفاعل مع الآخرين دون أي شكاوى صحية، بينما هي اليوم تعاني في السرير، ولا تقدر على الحركة وتتلعثم في الكلام".

وتتمنى أم جنى أن تتمكن طفلتها من الخروج من غزة لتتلقى العلاج اللازم، بعدما تسببت الحرب الإسرائيلية في دمار واسع في المستشفيات ونقص الإمدادات الطبية، حيث أخرج القصف الإسرائيلي 32 مستشفى و53 مركزا صحيا عن الخدمة، بالإضافة إلى استهداف 155 مركزا صحيا، حسب إحصاء المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

كما حال أم جنى، تخشى أم نور الهدى محمد (11 عاما) فقدان حياة طفلتها في ظل ما تعانيه المستشفيات المتبقية من نقص في العلاج والغذاء، خاصة شمالي القطاع.

تقول أم نور: "طفلتي تعاني مرضا في الرئتين (لم يتم تحديده بعد) وانخفاض نسبة الدم في جسدها، وسوء التغذية، ما يؤثر سلبا على حياتها"، مضيفة: "كل يوم تزداد حالة طفلتي سوءًا في ظل نقص الغذاء والعلاج في غزة"، متمنية توفير العلاج الضروري والغذاء الصحي لطفلتها، والسماح لها بالخروج من غزة لتلقي العلاج اللازم.

وبينما باتت حياة جنى ونور الهدى وغيرهما على المحك، إذ قتلت إسرائيل في حربها على غزة أكثر من 13 ألف طفل، ضمن عشرات آلاف الضحايا المدنيين، إلى جانب مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب، رغم إصدار مجلس الأمن الدولي الاثنين قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، ومثول تل أبيب، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين.

المساهمون