تونس تستعرض تجارب دولية لتدوير النفايات: 2.8 مليون طن سنوياً في المكبات

05 يونيو 2023
تثير مكبات النفايات العشوائية غضب التونسيين (حاتم صالحي/Getty)
+ الخط -

احتضنت تونس، اليوم الإثنين، المؤتمر الدولي العاشر للاقتصاد الدائري وتثمين النفايات بمشاركة خبراء دوليين ومستثمرين، عرضوا تجاربهم في استغلال النفايات في صناعة الطاقة والأسمدة الطبيعية بدعم من الجمعية الدولية للتصرف في النفايات الصلبة.
ويشكّل تثمين النفايات ونقص المكبات المراقبة أحد التحديات البيئية الملحة في تونس، نتيجة غياب استراتيجية رسمية واضحة لتثمين أكثر من 2.8 مليون طن من النفايات تحوّل إلى المكبات سنويا.

أكثر من 2.8 مليون طن من النفايات تحوَّل إلى المكبات سنوياً في تونس

وتسعى المنظمات البيئية والشركات المتخصصة في تدوير النفايات إلى الاستفادة من تجارب دولية ناجحة في معالجة مختلف أشكال المخلفات العضوية وغير العضوية وإمكانيات تحويلها صناعيا من أجل حماية البيئة وخلق نواة لنشاط اقتصادي أخضر خالق للثروة وفرص العمل.
يقول الخبير في البيئة وليم المرداسي، إن "تونس تواجه إشكاليات حقيقية في المجال البيئي بسبب ضعف الخطط الحكومية في التصرف في النفايات وتثمينها رغم وجود إمكانيات كبيرة للاستفادة من صناعات التدوير والاقتصاد الأخضر".
أفاد المرداسي "العربي الجديد" بأن الاطلاع على تجارب دولية في مجال تدوير النفايات واستغلالها اقتصاديا يفتح آفاقا أمام المستثمرين في هذا المجال للمضي نحو إحداث مشاريع صغرى ومتوسطة في هذا المجال، مشيرا إلى وجود تمويلات مهمة من قبل المانحين يمكن الاستفادة منها.

يتجاوز الحجم السنوي للنفايات الخطرة في تونس 6 ملايين ونصف مليون طن

ولمّح إلى وجود صعوبات تعترض المستثمرين في المجال البيئي فضلا عن نقص في المكبات المراقبة ما يزيد من توسّع المكبات الفوضوية التي تشكل خطرا كبيرا على المحيط الطبيعي للمتساكنين وحتى البحار والشواطئ التي تحولت إلى أماكن لإلقاء الفضلات بما في ذلك الخطرة منها، مشيرا إلى "غياب إحصائيات رسمية عن عدد المكبات العشوائية، كما أن الرفض الاجتماعي لفتح مكبات مراقبة جديدة يزيد من تعقيد الوضعية البيئية".
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن تونس تنتج سنويا ما يزيد عن 2.8 مليون طن من النفايات المنزلية يتم استقطابها في 11 مكبا مراقبا قانونيا تتصرف فيها ثلاث شركات خاصة، إذ تدير شركتان فقط عشرة مصبات، في حين لا تتوفر أرقام رسمية عن عدد المصبات العشوائية، التي جعلت السلطات في مواجهة حقيقية مع المواطنين الذين يرفضون أن تحوَّل أحياؤهم ومدنهم لمكبات تجبرهم على العيش لعقود في قلب التلوث.

وبحسب الجامعة العامة للبلديات يفترض أن يكون العمر الافتراضي لـ6 مكبات من مجموع 11 مكبا مراقبا انتهى من بينها مكبات انتهت صلاحيتها منذ عام 2013، غير أنها ما زالت تعمل بشكل مؤقت منعا لتكدس الفضلات داخل المدن، وحيث لم تنجح الأجهزة المختصة التابعة للدولة في إغلاقها أو إعادة تأهيلها على أسس علمية بحسب المعايير الدولية، بسبب ضعف الإمكانات المالية وانتشار المكبات وتعددها.

في المقابل، يتجاوز الحجم السنوي للنفايات الخطرة في تونس 6 ملايين ونصف مليون طن، يجري التصرف فيها بوسائل مختلفة.
وتقدّر الإحصائيات الرسمية لمحكمة المحاسبات كمية النفايات الخطرة التي يجري إلقاؤها في المحيط البيئي بـ 142 ألف طن سنوياً، دون اكتراث بتداعياتها البيئية أو بتكاليف إزالتها التي تقدّر بـ 670 مليون دينار تونسي سنوياً.