انتشال الناجين من زلزال تركيا مستمرّ.. وثمّة أسر تتمنّى العثور على أبنائها ولو أموات

19 فبراير 2023
الأمل في العثور على ناجين ما زال حياً في تركيا (ياسين أكغول/ فرانس برس)
+ الخط -

 

ما زال المنقذون ينتشلون ناجين من تحت الأنقاض في مناطق هزّها الزلزال المدمّر في تركيا، لكنّ آمال أسر مكلومة كثيرة تنحصر في العثور على رفات أبنائها ليتسنّى لها دفنهم والحداد عليهم.

يسأل أكين بوزكورت الذي يشغّل جرافة تحاول إزالة ركام مبنى منهار في مدينة كهرمان مرعش جنوبي تركيا: "هل من يدعو للعثور على جثة؟"، ليضيف: "نحن ندعو لذلك... لتسليم جثّة إلى أسرتها". ويتابع: "تنتشل جثة من تحت أطنان الأنقاض. والأسر تنتظر بأمل. هي تنتظر تشييع القتلى... وأفرادها يريدون قبراً لذويهم وأبنائهم".

وفي هذا الإطار، يكشف مدير إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) يونس سيزر بأنّ جهود البحث والإنقاذ سوف تنتهي إلى حدّ كبير مساء اليوم الأحد.

وقد أسفر الزلزال الذي بلغت قوّته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وضرب مناطق في تركيا وسورية في السادس من فبراير/ شباط الجاري عن مقتل أكثر من 46 ألفاً بالبلدَين حتى الآن. ومن المتوقّع أن يرتفع العدد ارتفاعاً كبيراً بعدما تبيّن أنّ نحو 345 ألف شقة في تركيا (وحدها) دُمّرت وتصنيف كثيرين في عداد المفقودين. يُذكر أنّ تركيا وسورية لم تفصحا بعد عن عدد المفقودين بعد الزلزال.

وبعد 12 يوماً من الكارثة، أمس السبت، حاول منقذون من قرغيزستان إنقاذ أسرة سورية مؤلفة من خمسة أفراد من تحت أنقاض مبنى في أنطاكيا جنوبي تركيا. وذكر أفراد فريق الإنقاذ أنّهم انتشلوا ثلاثة على قيد الحياة من بينهم طفل. وفيما نجا الوالدان، توفي الطفل في وقت لاحق بسبب التجفاف الذي أصابه، علماً أنّ شقيقته الكبرى وشقيقَين توأمَين له كانوا قد توفّوا تحت الأنقاض.

ويخبر أتاي عثمانوف، أحد أفراد فريق الإنقاذ، لوكالة رويترز: "سمعنا صرخات عندما كنّا نحفر اليوم قبل ساعة"، مشيراً إلى أنّه "عندما نعثر على أحياء نشعر دائماً بالسعادة". وقد انتظرت عشر سيارات إسعاف في شارع قريب أغلقته السلطات أمام حركة المرور للسماح بأعمال الإغاثة. وطلب منقذون من الجميع التزام الصمت التام والجلوس، فيما تسلّقت الفرق إلى أعلى حطام المبنى في محاولة لالتقاط أيّ أصوات أخرى من خلال كاشف إلكتروني. ومع تواصل جهود الإغاثة صرخ أحد المنقذين وسط الحطام: "خذ نفساً عميقاً إن كنت تسمع صوتي".

ويخشى مسؤولو الصحة من انتشار الأمراض المعدية، في ظلّ تضرر البنية التحتية للصرف الصحي. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ نحو 26 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية في تركيا وسورية.

وفي سياق متصل، يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الأحد، إلى تركيا من أجل بحث السبل التي يمكن من خلالها أن تقدّم واشنطن مزيداً من المساعدة لتركيا التي تكافح تداعيات أسوأ كوارثها الطبيعية في العصر الحديث.

وفي سورية التي أعلنت عن أكثر من 5800 وفاة في الزلزال، قال برنامج الأغذية العالمي إنّ الفصائل في شمال غرب البلاد تمنع الوصول إلى المنطقة. وأفاد مدير البرنامج ديفيد بيزلي وكالة رويترز، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن أمس اليبت، إنّ "هذا يعوّق عملياتنا. ينبغي إصلاح ذلك على الفور".

وقد سقط العدد الأكبر من القتلى في سورية في منطقة الشمال الغربي التي تسيطر عليها المعاضة. وشدّد بيزلي على أنّ "الوقت ينفد وأموالنا تنفد"، موضحاً أنّ "تكلفة عمليتنا تُقدَّر بنحو 50 مليون دولار أميركي شهرياً، للاستجابة للزلزال فحسب. وبالتالي فإذا لم تكن أوروبا ترغب في موجة جديدة من اللاجئين، فإنّه من الضروري الحصول على الدعم الذي نحتاجه". تجدر الإشارة إلى أنّ آلاف السوريين الذين سبق أن لجأوا إلى تركيا هرباً من الحرب في البلاد، عادوا إلى منازلهم في منطقة الصراع، في الوقت الراهن على أقلّ تقدير.

(رويترز)

المساهمون