الأمم المتحدة: توزيع المساعدات الإنسانية في غزة يكاد يكون مستحيلاً

الأمم المتحدة: توزيع المساعدات الإنسانية في غزة يكاد يكون مستحيلاً

16 مايو 2024
شاحنات مساعدات معطّلة بعد احتلال إسرائيل معبر رفح، 14 مايو 2024 (هاني الشاعر/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الحرب الإسرائيلية على غزة تعيق توزيع المساعدات الإنسانية بسبب نقص الوقود والحصار، مؤثرةً على أكثر من مليوني نازح.
- احتلال معبر رفح يقلل من شاحنات المساعدات، مما يزيد من الجوع ونقص الغذاء، والأمم المتحدة تحذر من تداعيات كارثية.
- أونروا تطالب بممر آمن للمساعدات والعاملين الإنسانيين، وسط ارتفاع مأساوي في الإصابات والوفيات بين الفلسطينيين.

وسط الحرب الإسرائيلية المدمّرة المتواصلة على القطاع منذ أكثر من سبعة أشهر وكذلك اجتياح رفح أخيراً، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأنّ توزيع المساعدات الإنسانية في غزة يكاد يكون مستحيلاً، بسبب نقص الوقود الذي لا يصل بطريقة منتظمة وبوتيرة مستمرّة، في ظلّ الحصار المشدّد الذي يفرضه الاحتلال على الفلسطينيين في القطاع المنكوب. أضاف المكتب الأممي، في بيان أخير، أنّ معابر قطاع غزة مغلقة منذ أيام والوصول إليه ليس آمناً ولا مناسباً لوجستياً.

وتابع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ استحالة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة تعود أيضاً إلى "الاتصالات غير المستقرة والاشتباكات المستمرّة" بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، في سياق العدوان الذي شنّته إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأوضح المكتب أنّ الوضع الراهن كان له أثر مدمّر على أكثر من مليوني فلسطيني باتوا نازحين عن بيوتهم.

يُذكر أنّ في السابع من مايو/أيار الجاري، احتلّت القوات الإسرائيلية معبر رفح الحدودي مع مصر، في إطار اجتياحها رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، الأمر الذي فاقم حدّة نقص الغذاء، وبالتالي الجوع، في القطاع الذي تستهدفه آلة الحرب الإسرائيلية لليوم 223. وقد تراجع عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة بصورة ملحوظة بعد احتلال المعبر.

وكانت الأمم المتحدة ووكالاتها وجهات أخرى معنيّة قد حذّرت من التداعيات الكارثية لاجتياح رفح برياً، علماً أنّها تؤوي أكثر من نصف سكان غزة، ولا سيّما مع نزوح الفلسطينيين الذين هجّرتهم إسرائيل إليها من شمالي القطاع ووسطه وحتى جنوببه. أمّا اليوم، بعد عشرة أيام من بدء العملية الإسرائيلية في رفح، فقد نزح مئات الآلاف عكسياً إلى جنوبي القطاع ووسطه، في حين يبقى الشمال معزولاً كلياً.

في هذا الإطار، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في آخر بياناتها الصادرة أمس الأربعاء، بأنّ نحو 600 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة رفح منذ تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية فيها. أضافت الوكالة: "بعد 76 عاماً على النكبة، ما زال الفلسطينيون يتعرّضون للتهجير القسري"، وأوضحت أنّ "نحو 1.7 مليون شخص اضطرّوا إلى النزوح من منازلهم وملاجئهم بسبب الحرب" المتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر، لافتةً إلى أنّ مئات آلاف الفلسطينيين نزحوا مرّات عدّة.

كذلك، شدّدت وكالة أونروا على الحاجة إلى "ممرّ آمن" ليس فقط لإدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة إنّما كذلك لدخول عاملين في المجال الإنساني. ويأتي ذلك في حين أنّ الوضع في قطاع غزة يستوجب عناصر بشرية تقدّم كلّ الدعم الممكن إلى الفلسطينيين الذي يعانون من التهجير والقصف والجوع والمرض والإصابة. يُذكر أنّ 79 ألفاً و205 فلسطينيين أُصيبوا في قطاع غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية عليهم، في حين استشهد 35 ألفاً و272 فلسطينياً. يُضاف إلى هؤلاء أكثر من 10 آلاف مفقود، إمّا تحت الأنقاض وإمّا مدفونين في مقابر جماعية أقامتها قوات الاحتلال، بحسب البيانات الأخيرة التي أصدرتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الخميس.

في سياق متصل، كان المتحدّث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورنس قد صرّح، في مارس/آذار الماضي، بأنّ "القيود التي تفرضها إسرائيل على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، إلى جانب الطريقة التي تستمرّ بها في شنّ العمليات العسكرية، قد ترقى إلى استخدام التجويع سلاحَ حرب، الأمر الذي يمثّل جريمة حرب".

(العربي الجديد، الأناضول)

المساهمون