دعت مديرة البرنامج الأردني لسرطان الثدي، ريم العجلوني، إلى إيجاد مظلة رسمية عربية لمكافحة سرطان الثدي بين العرب، الأكثر انتشاراً بين الإناث في الوطن العربي، كما في كلّ أنحاء العالم، وذلك انطلاقاً من التركيز على الكشف المبكر عن المرض. وقد تحدّثت العجلوني لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر الإقليمي الثاني للبرنامج الأردني لسرطان الثدي المنعقد في العاصمة الأردنية عمّان، تحت عنوان "النهج التكاملي لمكافحة سرطان الثدي"، والذي تستمرّ أعماله يومَين.
وأوضحت العجلوني أنّ "سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في الأردن والعالم العربي"، مشيرة إلى أنّ "البرنامج الأردني بدأ التعاون العربي في عام 2016، وذلك بهدف الوصول إلى كلّ امرأة عربية بجهد جماعي، والانطلاق إلى مجالات تعاون أخرى".
وأضافت العجلوني أنّ "هذا المؤتمر جاء ليتوّج الجهود العربية في هذا الإطار، وهو ملتقى علمي وحواري يناقش كلّ ما يتعلق بسرطان الثدي، بمشاركة 12 دولة عربية"، مشدّدة على أنّ الهدف الأهم هو الوصول إلى الكشف المبكر الذي ينقذ حياة النساء في وطننا العربي". وشرحت أنّ "الكشف المبكر ضروري جداً للحصول على نتائج علاجية أفضل وفرص نجاة أعلى"، مشيرة إلى أنّ "نسب الشفاء من سرطان الثدي تصل إلى 90 في المائة في حال الكشف المبكر" عن هذا المرض.
وتابعت مديرة البرنامج الأردني لسرطان الثدي أنّ "هدفنا هو تعزيز التعاون وتوحيد الجهود العربية مع الجهات والمؤسسات المختلفة العاملة في مجال مكافحة السرطان وسرطان الثدي، ورفع الوعي بالكشف المبكر، وتحويله إلى سلوك مجتمعي، بالإضافة إلى مظلة عربية توحّد جهود مكافحة سرطان الثدي، من قبيل تشكيل اتحاد عربي لمواجهة انتشار المرض ومكافحته".
وقالت العجلوني إنّ "المؤتمر يحاول مناقشة كلّ التحديات التي تواجه مكافحة سرطان الثدي، والتحديات المجتمعية والاقتصادية وحتى السياسات الصحية والخطط الوطنية لمواجهة السرطان، كذلك سوف يتضمّن ورش عمل متخصصة للكوادر الطبية والصحية من أجل بناء القدرات". وشدّدت على أنّ "العمل على رفع مستوى الوعي بالسرطان ينبغي أن يكون ضمن الأولويات الصحية. ولا بدّ من مواصلة العمل جماعياً للوصول إلى واقع نشهد فيه تقدّماً في الحدّ من المرض".
ويناقش المؤتمر، في خلال يومَين، المستجدات والممارسات والتحديات المتعلّقة بسرطان الثدي، لا سيّما الكشف المبكر، كذلك تتخلله ورش عمل لمقدّمي الخدمات الصحية، من أمثال اختصاصيي الأشعة وفنييها.
وبحسب ما تفيد البيانات الأخيرة للسجل الوطني الأردني للسرطان، فقد تصدّر سرطان الثدي قائمة السرطانات الخمس الأكثر شيوعاً بين الأردنيين للجنسَين، وذلك مع 1279حالة، أي ما نسبته 21.3 في المائة من إجمالي الإصابات بالسرطان. وفي المرتبة الثانية، حلّ سرطان القولون والمستقيم مع 641 حالة، أي ما نسبته 10.7 في المائة، وقد تبعه سرطان الرئة مع 448 حالة، وبنسبة 7.5 في المائة. ولدى الإناث، أتى سرطان الثدي الأكثر شيوعاً بعد تسجيل 1263 حالة بنسبة 39.7 في المائة، تلاه سرطان القولون والمستقيم مع 308 حالات وبنسبة 9.7 في المائة، ثمّ سرطان الغدة الدرقية مع 202 حالة، وبنسبة 6.9 في المائة، وسرطان الرحم مع 134 حالة وبنسبة 4.2 في المائة.
تجدر الإشارة إلى أنّ البرنامج الأردني لسرطان الثدي تأسّس عام 2007، بهدف تخفيض معدّلات الوفيات الناتجة عن هذا النوع من الأمراض السرطانية، وهو يسعى إلى الانتقال من تشخيص المرض في مراحله المتأخرة إلى تشخيصه في مراحله المبكرة، عندما تكون فرص الشفاء ومعدّل النجاة أعلى وتكاليف العلاج أقلّ.