إيران: مفرقعات "الأربعاء الأحمر" تسبّب مقتل شخص وإصابة 11 آخرين

10 مارس 2024
من مظاهر الأربعاء الأحمر تجمع العائلات الحطب وتشعل النار مع مغيب شمس (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

أفادت السلطات المحلية جنوبي العاصمة طهران، اليوم الأحد، بمقتل شخص وإصابة 11 آخرين من جراء انفجار وانهيار بيت مكون من طابقين بسبب انفجار المتفجرات المعدة لاحتفالات "الأربعاء الأحمر" تحضيراً لاستقبال عيد النوروز في إيران.

وقال المتحدث باسم جهاز إطفاء الحريق الإيراني، جلال ملكي، في حديث لوكالة "إيسنا" الإيرانية الطلابية، إن حادث الانفجار وقع ظهر اليوم في بيت قديم مما أدى إلى انهياز جزء منه.

وأضاف أن عمليات البحث جارية للوصول إلى مفقودين محتملين تحت الركام، مشيراً إلى أن سبب الانفجار يعود إلى مفرقعات ومتفجرات يدوية الصنع أعدت لاستخدامها في احتفالات "الأربعاء الأحمر".

وتابع أن من بين المصابين الـ11 أربع سيدات، فضلاً عن عاملين في جهاز إطفاء الحريق.

وبعد مقتل المواطن الإيراني في حادث انفجار اليوم، وصل عدد ضحايا "الأربعاء الأحمر" في إيران منذ 20 فبراير الماضي إلى 8 أشخاص.

الأربعاء الأحمر ... احتفالات وضحايا

وقال المتحدث باسم منظمة الطوارئ الطبية الإيرانية، بابك يكتابرست، لوكالة "تسنيم" الإيرانية، في وقت سابق من اليوم، إن حوادث مرتبطة بالتحضير لاحتفالات الأربعاء الأحمر قد خلف حتى أمس السبت 7 قتلى و282 جريحاً.

وأضاف يكتابرست أن 24 شخصاً من المصابين قد بتر أحد أعضاء جسدهم، و130 منهم أيضاً أصيبوا بحروق، مشيراً إلى أن أعمار نحو 73 في المائة من المصابين تحت 18 عاماً.

ويبدأ الإيرانيون عندما تخبو الشمس عشيّة آخر يوم ثلاثاء من العام الفارسي استعداداتهم للدخول في العام الشمسي الجديد من خلال إحياء "الأربعاء الأحمر" أو "أربعاء النار"، وتسميته الفارسية "جهارشنبه سوري". ولا يمكن تفويت أصوات المفرقعات التي تُطلق يوم الأربعاء في مختلف مدن إيران وقراها، احتفالاً بالمناسبة وتعبيراً عن الفرح باقتراب عيد النوروز الذي يُحتفى به في 21 مارس/ آذار من كل عام.  

ثمّة تقاليد أخرى يمارسها الإيرانيون وتختلف بين منطقة وأخرى، نظراً إلى اختلاف الثقافات في البلاد التي تضمّ المجتمع الأكثر فسيفسائية في الشرق الأوسط، بسبب احتضانه أعراقاً وقوميات عدّة من أمثال الفرس والأتراك والأكراد والعرب والبلوش والألوار وغيرها. ومن تلك التقاليد، عدد من الأطباق الخاصة، مثل "بلو هفت رنغ" (نوع من البيلاف) وحساء "آش رشته". 

وطرأت تحوّلات عدّة على طرق الاحتفال بـ"الأربعاء الأحمر" في إيران على مدى القرون الماضية. على الرغم من طغيان استخدام المفرقعات على احتفالات "الأربعاء الأحمر" في أيامنا هذه والتي تجعل من المدن الإيرانية وكأنها ساحة من ساحات الحروب، غير أنّ إيرانيين كثيرين ما زالوا يتمسّكون بالطريقة الاحتفالية التقليدية، من خلال إشعال النار في الطرقات والأزقة وفي ساحات البيوت وعلى أسطحها بهدف القفز فوقها.

وتجمع كل عائلة أو مجموعة من العائلات الحطب وتشعل النار فيها مع مغيب الشمس، ويقفز الأشخاص فوقها ثلاث مرات لدفع الشر والنحس والأمراض والهموم واستجلاب الصحة والسرور. وفي حين أن بعض الأشخاص قد لا يستحضر الدلالات التاريخية لحظة القفز فوق النار، قد يلقي آخرون أشعاراً شعبية تقليدية من قبيل "خذي لوني الأصفر وامنحيني لونك الأحمر، فليرحل الهم وليأتِ الفرح و...". والأصفر يدلّ على المرض والنحس، والأحمر على الصحة والنصيب الجيّد. 

المساهمون