بينما تستمر أعمال الإغاثة والإنقاذ في المناطق المنكوبة جراء الزلزال المدمر في غرب أفغانستان، تقول وزارة إدارة الحوادث والأزمات أنها لا تتوقع أن يكون أحد حيا ممن لا يزالون تحت الركام، وأن هناك أعدادا كبيرة لا تزال تحت الأنقاض.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن عمليات الإسعاف مستمرة وهناك آلاف من أفراد طواقم إدارات مختلفة في الحكومة الأفغانية ونشطاء المجتمع المدني يواصلون البحث عن الأحياء في المناطق المنكوبة، ولكن وفق المعطيات الموجودة على الأرض لا نتوقع أن يكون أحد حيا تحت الركام.
كما ذكر البيان أن هناك أعدادا كبيرة من الناس لا تزال تحت الركام ومن بين المفقودين، مرجحا ارتفاع حصيلة الضحايا.
في الأثناء، وصل وفد رفيع المستوى من حكومة طالبان برئاسة نائب رئيس الوزراء الملا عبد الغني برادر إلى المنطقة المنكوبة للإشراف على عمليات الإنقاذ.
وقال مكتب رئيس الوزراء، في بيان، إن "الكارثة الإنسانية كبيرة، وتسعى الحكومة جاهدة لمساعدة المنكوبين، ومن أجل الإشراف على أعمال الإنقاذ والإغاثة وصل وفد رفيع المستوى برئاسة الملا عبد الغني برادر إلى المنطقة للإشراف على أعمال الإنقاذ المستمرة هناك".
وفي تعليق له على ما يجري هناك، قال رئيس جمعية الإحساس الخيرية عبد الفتاح جواد لـ"العربي الجديد"، إن قرى عديدة تحولت إلى ركام جراء الزلزال المدمر، وأن سبعة قرى دمرت بالكامل، وعدد سكان تلك القرى عشرة آلاف شخص، ومن نجوا من هؤلاء هم فقط الذين كانوا خارج المنازل، أما من كانوا داخل منازلهم فلم ينج منهم أحد، وهم بين القتلى والجرحى.
عبد الفتاح جواد: قرى عديدة تحولت إلى ركام جراء الزلزال المدمر
يذكر جواد أن عدد القتلى تجاوز ثلاثة آلاف فقط في تلك القرى السبع التي تعمل فيها فرق الإسعاف والإغاثة التابعة لجمعية الإحساس، موضحا أن الحاجة الأولية الملحة هي تسريع عملية الإنقاذ، لأنه مع الأسف الكثير من الناس ما زالوا تحت الركام، والوسائل بدائية جدا، ما يشير إلى أن العملية ستأخذ وقتا أطول.
وكانت الوزارة قد أعلنت في وقت سابق أن حصيلة قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق شاسعة في ولاية هرات، غرب أفغانستان، إرتفعت إلى 2500 قتيل بينما عدد الجرحى تجاوز 2440 جريحا وعدد المنازل المدمرة حتى الآن أكثر من ألفي منزل.
وقال الناطق باسم وزارة إدارة الكوارث والأزمات الأفغانية الملا جانان سائق في آخر بيان له إن عدد القتلى تجاوز 2500، ولا تزال عمليات البحث مستمرة في المنطقة بأمل وجود الأحياء تحت الركام.
كما أكد المسؤول أن حصيلة القتلى والجرحى مرشحة للارتفاع، مؤكدا أن 20 قرية دمرت بالكامل، وأن هناك قرى مدمرة لم تصل إليها فرق الإسعاف، وذلك لأن الوسائل ضعيفة والطرق وعرة، مؤكدا أن الأولوية في الوقت الراهن هي إخراج القتلى والجرحى من تحت الركام.
كما ذكر الملا جانان أن الجهود حثيثة ولكن بالنسبة لحجم الكارثة فهي ضعيفة، وبسبب شح الوسائل ووعورة الطرق لم تصل فرق الإسعاف إلى بعض تلك المناطق، موضحا أن بعض الدول كتركيا والصين وايران وباكستان وعدت بإرسال المساعدات والدعم، ولكن لم يصل منها شيء حتى الآن، موضحا أيضاً أن حكومة طالبان تسعى بكل ما أوتيت من قوة من أجل الوصول إلى كل شبر من الأراضي المنكوبة، وقال: "لقد أوصلنا ما كان لدينا إلى تلك المناطق، خاصة الخيم والغذاء"، مشيرا إلى أن المؤسسات الدولية والمحلية الإنسانية أرسلت فرقها إلى تلك المنطقة، "وهي تعمل معنا".
أيضا أشاد المسؤول بدور أبناء الشعب الأفغاني، مؤكدا أن أعدادا كبيرة من المواطنين، خاصة الشباب، وصلت إلى المنطقة للمساهمة في عمليات الإنقاذ، وهناك طوابير من المواطنين أمام المستشفيات من أجل التبرع بالدم.