أولى عمليات اعتقال مهاجرين في بريطانيا قبل ترحيلهم إلى رواندا

أولى عمليات اعتقال مهاجرين في بريطانيا قبل ترحيلهم إلى رواندا

01 مايو 2024
احتجاج في لندن على ترحيل مهاجرين إلى رواندا، الأول من مايو 2024 (كارل كورت/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- السلطات البريطانية بدأت في اعتقال المهاجرين غير الشرعيين لترحيلهم إلى رواندا، تنفيذًا لـ"قانون سلام رواندا" الذي يدعمه رئيس الوزراء ريشي سوناك، والذي يمنع عودتهم للمملكة المتحدة.
- وزارة الداخلية تعلن عن عمليات مستمرة لضمان ترحيل المهاجرين، مع توقعات برحلات جوية إلى رواندا في الأسابيع المقبلة، كخطوة نحو "ضمان الردع الفعال" للهجرة غير النظامية.
- الحكومة البريطانية تهدف لترحيل مجموعة من طالبي اللجوء بحلول نهاية 2024، وسط توقعات بطعون قانونية من منظمات حقوق الإنسان، مما يبرز أهمية هذه السياسة في السياق السياسي قبل الانتخابات المحلية.

نُفّذت قوى أمنية أولى عمليات اعتقال مهاجرين في بريطانيا اليوم، تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا بعد احتجازهم، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية البريطانية. وقد رحّب رئيس الوزراء ريشي سوناك بالخطوة الجديدة التي تدخل في سياق تنفيذ الإجراء الرئيسي لسياسته المتعلّقة بالهجرة، علماً أنّ قانون سلام رواندا أُقرّ قبل أيام.

وأوضحت وزارة الداخلية، في بيان أصدرته اليوم الأربعاء، أنّ "القبض أُلقي على أوّل مهاجرين غير شرعيين سوف يُصار إلى ترحيلهم إلى رواندا بعد تنفيذ سلسلة من العمليات هذا الأسبوع في كلّ أنحاء البلاد"، من دون تحديد عدد المهاجرين طالبي اللجوء المعنيين. وتوقّعت الوزارة تنفيذ مزيد من عمليات التوقيف في الأسابيع المقبلة، وقد أرفقت بيانها بصور وتسجيلات فيديو تظهر عناصر إنفاذ القانون وهم يلقون القبض على المهاجرين الذين يعيشون في المملكة المتحدة بطريقة غير قانونية. وأشارت إلى أنّ "هذا الإجراء جزء أساسي من خطة تهدف إلى ضمان الرحلات الجوية إلى رواندا، في الأسابيع المقبلة المتراوحة أعدادها ما بين تسعة و11 أسبوعاً".

وأفاد المتحدّث باسم سوناك بأنّ رئيس الحكومة البريطانية "مسرور لأنّ وزارة الداخلية نفّذت هذه العمليات". ورحّب بالخطوة المهمّة في سياق تنفيذ خطة تسيير رحلات جوية في اتجاه رواندا و"ضمان الردع الفعال" لمنع وصول قوارب المهاجرين غير النظاميين إلى الأراضي البريطانية انطلاقاً من فرنسا عبر بحر المانش.

وكانت حكومة حزب المحافظين بزعامة سوناك قد تعهّدت بوضع حدّ لعبور المهاجرين إليها، علماً أنّ أكثر من 7500 شخص وصلوا إليها منذ بداية 2024، وهو عدد غير مسبوق في الأشهر الأربعة الأولى من العام. وفي هذا السياق، أقرّ البرلمان قانوناً مثيراً للجدال، في الأسبوع الماضي، يسمح بترحيل مهاجرين طالبي لجوء إلى رواندا. وسوف يُصار إلى دراسة طلبات اللجوء الخاص بهؤلاء في هذا البلد الواقع شرقي أفريقيا. وبغضّ النظر عن نتيجة دراسة طلباتهم، فإنّهم لن يتمكّنوا من العودة إلى المملكة المتحدة.

وتعتزم الحكومة المحافظة برئاسة ريشي سوناك بدء عمليات الترحيل في هذا الإطار بحلول يوليو/ تموز 2024. وقد أكدت وزارة الداخلية، في بيانها، أنّ سياسة سوناك سوف تُبيّن بوضوح أنّ في حال وصل مهاجر بطريقة غير نظامية إلى البلاد فإنّه "لن يتمكّن من البقاء" فيها. وبالتالي تأتي عمليات اعتقال مهاجرين في بريطانيا اليوم في سياق تنفيذ هذه السياسة.

وقال وزير الداخلية البريطانية جيمس كليفرلي، في بيان الوزارة نفسه، إنّ "فرقنا تعمل بوتيرة سريعة لتوقيف الأشخاص الذين لا يملكون الحقّ في الوجود هنا (في المملكة المتحدة)، حتى تتمكّن الرحلات الجوية من الإقلاع" إلى رواندا. وأوضحت وزارة الداخلية أنّ رحلات تجارية حُجزت لهذه الغاية. وكانت الحكومة البريطانية قد عبّرت، أمس الثلاثاء، عن أملها بترحيل مجموعة محدّدة من طالبي اللجوء إلى رواندا، تضمّ خمسة آلاف و700 مهاجر غير نظامي "بحلول نهاية عام 2024".

يُذكر أنّ المملكة المتحدة كانت قد رحّلت إلى رواندا، أوّل من أمس الاثنين، مهاجراً طالب لجوء، في عملية هي الأولى من نوعها، وذلك في إطار برنامج للترحيل الطوعي لمهاجرين، وفقاً لما أفادت وسائل إعلام بريطانية. ووافق المهاجر المعني على المغادرة إلى كيغالي على متن رحلة تجارية، لقاء مبلغ قدره ثلاثة آلاف جنيه إسترليني (نحو ثلاثة آلاف و760 دولاراً أميركياً)، بعدما رُفض طلب اللجوء الذي تقدّم به في وقت سابق.

ومن المتوقّع أن تقدّم منظمات معنيّة بحقوق الإنسان طعوناً قانونية في سياق عمليات اعتقال مهاجرين في بريطانيا وترحيلهم إلى رواندا، من أجل منع إقلاع الرحلات الجوية إلى كيغالي، علماً أنّ المحكمة العليا في بريطانيا كانت قد أعلنت في العام الماضي أنّ سياسة الحكومة في هذا الإطار مخالفة للقانون. من جهتها، ذكرت منظمة "كير فور كاليه" غير الحكومية، التي تُعنى بشؤون اللاجئين وتدعمهم في المملكة المتحدة وفرنسا وبلجيكا، أنّ عمليات الاعتقال بدأت أوّل من أمس الاثنين. وأوضح متحدّث باسمها أنّهم تلقّوا اتصالات من قبل عشرات الأشخاص، عبر خطّ النجدة، في إطار عمليات الاعتقال تلك.

تجدر الإشارة إلى أنّ الإعلان عن اعتقال مهاجرين في بريطانيا وصلوا إليها عبر رحلات هجرة غير نظامية، اليوم الأربعاء، يأتي قبل يومَين فقط من الانتخابات المحلية المقرّرة في إنكلترا وويلز.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون