دبلوماسية العدوان على غزة: تحريض أميركي وأممي ودعم لإسرائيل

دبلوماسية العدوان على غزة: تحريض أميركي وأممي ودعم لإسرائيل

22 يوليو 2014
سيزور بان كي مون الأردن غداً الأربعاء (ليور مزراحي/Getty)
+ الخط -

تحوّلت الحركة الدبلوماسية النشطة في المنطقة، اليوم الثلاثاء، والتي كان يُفترَض أن تكون هادفة إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى حفلة تحريض أممي وأميركي، من عواصم عربية، ضد المقاومة الفلسطينية، على مسمع زعماء عرب وفلسطينيين.

وتسارعت وتيرة حركة المسؤولين الأجانب، على وقع سقوط أكثر من 625 شهيداً حتى الآن، في العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. وبموازاة عقد جلسة خاصة بالوضع، في مجلس الأمن الدولي، فإن حركة المشاورات التي قادها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، توازت مع الانحياز الأممي الذي يساوي الجلاد الإسرائيلي بالضحية الفلسطينية، بعد دعوته "إسرائيل الى إبداء أقصى درجات ضبط النفس"، وإدانة "اطلاق الصواريخ من غزة"، وتجديد تأييده لما يُسمى "المبادرة المصرية" لوقف اطلاق النار، التي تتبنى المطالب والشروط الإسرائيلية.

في وقت أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية على لسان رئيسها، بنيامين نتنياهو، أنها ستواصل عمليتها العسكرية، كان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يُبدي دعمه المطلق، من مصر، لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بالردّ على هجمات حماس"، بينما كرر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، كلامه عن "حماية الشعب الفلسطيني، ومنع سقوط مزيد من الضحايا"، داعياً الى عقد مؤتمر للمانحين من أجل غزة.

وأكد بان كي مون، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد لله، في مقر الرئاسة برام لله، مساء اليوم الثلاثاء، أنه موجود في المنطقة "لأُضيف صوتي وقوتي إلى المقترحات المقدمة في القاهرة والحكومة المصرية، بحيث نستطيع أن ننهي هذا العنف غير المحتمل، فبضعة أيام من التأخير ستعني سقوط المزيد من الضحايا".

وأضاف "أعمل بشكل وثيق مع قادة المنطقة، والتقيت وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وحددنا جهودنا المشتركة المبنية على وقف العنف، والعودة إلى الحوار، والتعامل مع جذور المشكلة، ولا يوجد وقت لتضييعه".

وتابع "حان الوقت لإنهاء دورة العنف ومعاناة الشعب الفلسطيني، وهذا يعني أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتعامل مع جذور المشكلة القائمة في غزة. ومعالجة مشكلة عدم الاستقرار، ليستطيع الناس أن يذهبوا إلى حيث يريدون، ووقف الإغلاقات، ونقص المياه، والقيود على الاقتصاد وتوقف العملية السياسية".

وأكد "أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة يجب أن تتوقف، وكذلك إطلاق الصواريخ من غزة يجب أن يتوقف كذلك".

واعتبر أن "عنف المستوطنين مصدر قلق عميق لنا، ويجب أن لا يكون هناك تمييز، فقد كان قتل الفتى، محمد أبو خضير، مروعاً"، ليخلص إلى ضرورة "تحقيق العدالة" في الجريمة.
ورأى أن "عملية البناء المتواصلة للمستوطنات غير الشرعية على الأراضي الفلسطينية تُصعب تحقيق حل سلمي دائم، وهذا مخالف للقانون الإنساني".

في المقابل، طالب الحمد لله ضيفه الأممي بتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني، ودعا إلى "تشكيل لجان تحقيق دولية في الانتهاكات والاعتداءات والمجازر التي تقترفها قوات الاحتلال الاسرائيلية ومجموعات المستوطنين الاسرائيلية".

وكان بان قد التقى نتنياهو في تل أبيب، ودعا في مؤتمر صحافي مشترك معه، إسرائيل الى "إبداء أقصى درجات ضبط النفس"، ودان إطلاق الصواريخ من غزة، بينما رأى نتنياهو، أن "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، ولا خيار آخر لها في ذلك". وأكد أن "الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته حتى تحقيق هدف إعادة الهدوء لوقت طويل". وأضاف "حركة حماس هي جزء من الحركات الإسلامية المتطرفة، مثلها مثل القاعدة وحزب الله".

وعلق المحلل السياسي للقناة الاسرائيلية الثانية، إيهود ايعاري، على المؤتمر بالقول إن "تصريحات بان كي مون لا تشي بوجود تحرك دولي حقيقي، قادر على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".

في سياق متصل، أعلنت مؤسسة الرئاسة المصرية أن "بان كي مون أكد خلال لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وأنه يجب أن يكون الردّ الإسرائيلي متناسباً وليس مبالغاً".

وأضافت الرئاسة المصرية، في بيان، أن "بان كي مون أوضح أن هدف جولته الشرق أوسطية، هو حقن دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، وأنه عبّر عن دعمه المطلق للمبادرة المصرية".

من جهته، أكد السيسي أن "الأولوية بالنسبة لمصر هي حماية الشعب الفلسطيني، ومنع سقوط مزيد من الضحايا". ودعا الى عقد مؤتمر دولي للمانحين ﻹعادة إعمار غزة. ويعقد بان كي مون، مؤتمراً صحافياً، عصر غد الأربعاء، في وزارة الخارجية الأردنية.

على صعيد متصل، جدّد وزير الخارجية اﻷميركي، جون كيري، من مصر، دعم بلاده لإسرائيل، وقال إن "الوﻻيات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بالردّ على هجمات حماس".

وأضاف، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري، سامح شكري، في قصر الاتحادية، بعد لقائه السيسي، أن "حماس تضرب المدنيين بصواريخها منذ أسبوعين، وتستخدم اﻷنفاق لخطف مواطني وجنود إسرائيل، وإسرائيل تستخدم حقها في الردّ ليدفع الثمن مواطنو غزة اﻷبرياء".

وأعلن كيري دعم بلاده لما يُسمى "المبادرة المصرية" لوقف إطلاق النار، داعياً "حماس" الى قبولها، معتبراً أنه "من الواضح اﻵن أن هناك إطاراً للتهدئة هو المبادرة المصرية، وحماس أمامها هذا الخيار، لتخفيف معاناة شعبها عبر القبول بها".

وأشار إلى أن "الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يمثل الشعب الفلسطيني وهو موافق على هذه المبادرة، وبإمكان حماس عبر المبادرة العودة الى طاولة المفاوضات".

من جهته اعتبر شكري، أن "الجهود المصرية والدولية مستمرة للتوصل الى وقف اطلاق النار في غزة، على أساس المبادرة المصرية المطروحة".
ورحّب بالجهود اﻷميركية، واصفاً إياها بـ"أنها تدعم المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار"، مشدداً على أن "الرؤية بين الجانبين متوافقة، لدفع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي إلى حقن الدماء".

وعبّر عن "تقدير مصر" للمساهمة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة بمبلغ 47 مليون دولار كـ"مساعدات إنسانية لدعم جهود اﻹغاثة، وإعادة اﻹعمار في غزة".

في سياق متصل، دعا الاتحاد الاوروبي اسرائيل الى "التزام القوانين الانسانية الدولية" في غزة، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس". وطلب في بيانه الصادر في ختام اجتماع لوزراء الخارجية "من جميع الأطراف التزام وقف لإطلاق النار على الفور، كما أدان اطلاق حماس الصواريخ على اسرائيل". واعتبر أنها "أعمال اجرامية غير مبررة"، ودعاها الى "وقف هذه الاعمال على الفور والتخلي عن العنف".

وفي باريس، حاول وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن يخفف من وطأة الانحياز الفرنسي الكامل لتل أبيب وجرائمها، فقال، في حديث الى قناة "تي أف 1" الفرنسية، إن "سقوط 600 ضحية في غزة أمر غير مقبول ويجب أن تتوقف المجازر والهجمات فوراً".

المساهمون