تقديرات إسرائيلية: حزب الله سيحاول احتلال أجزاء من الجليل

تقديرات إسرائيلية: حزب الله سيحاول احتلال أجزاء من الجليل

20 سبتمبر 2014
جندي إسرائيلي عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية (محمود الزيات/فرانس برس)
+ الخط -

تتحدث التقديرات الإسرائيلية عن أن الترسانة الصاروخية لـ"حزب الله" اللبناني، قوامها أكثر من مئة ألف صاروخ، ويمكن أن يستخدمها كغطاء صاروخي في المواجهة المقبلة مع إسرائيل لمحاولة احتلال أجزاء من الجليل، وفقاً لما كشفه موقع "هآرتس" الإسرائيلي، الخميس.

وبحسب المراسل العسكري للصحيفة، عاموس هرئيل، فإن ضابطاً رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال، قال إن "الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الحزب سيحاول خلال المواجهة المقبلة، في حال اندلاعها، تنفيذ اجتياح بري عبر قوات تعدّ بالعشرات، وربما بالمئات، بهدف السيطرة لوقت محدد على أراضٍ داخل إسرائيل لتحقيق إنجاز معنوي نوعي ضد إسرائيل".

وتأتي هذه التصريحات، بحسب "هآرتس"، مكمّلة لتكهنات وتقديرات مشابهة طرحها ضباط في شعبة الاستخبارات العسكرية، "أمان"، في الأشهر الأخيرة. مع ذلك، أقر الضابط، الذي تحدث مع المراسلين العسكريين، أن الجيش الإسرائيلي لم يعثر لغاية الآن على أدلة تثبت قيام "حزب الله" بحفر أنفاق من لبنان إلى داخل الجليل، لكن الجيش الإسرائيلي يأخذ مثل هذه الاحتمالات في الحسبان.

ويرى الضابط أنه لا توجد حوافز تحثّ "حزب الله" على حفر مثل هذه الأنفاق بسبب الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية للمناطق الحدودية من جهة، ولقرب البلدات الإسرائيلية من الحدود اللبنانية، ما يمكّن الحزب من شنّ هجمات مفاجئة من دون إتاحة المجال أمام الجيش الإسرائيلي لتعقّب ورصد مثل هذه الهجمات قبل شنّها.

إلى ذلك، أشار الضابط الإسرائيلي إلى أن "حزب الله" قادر اليوم، بفعل عدد القوات التي يملكها والتدريبات المكثّفة والتجربة التي اكتسبها خلال القتال في سورية، على شنّ هجوم كهذا في حال تدهورت الأوضاع الأمنية في المنطقة إلى درجة الحرب. مع ذلك، قال الضابط إنه حتى في حال تمكن الحزب من السيطرة على مناطق حدودية داخل إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي سيكون قادراً على استعادة السيطرة عليها خلال وقت قصير نسبياً، معتبراً أنه في كل مواجهة بين عناصر الحزب والجيش الإسرائيلي فإن تفوّق الجيش سيكون واضحاً.

وعلى الرغم من تحذيرات سابقة من تداعيات العدوان على غزة، على الجبهة اللبنانية، تعتقد شعبة الاستخبارات الإسرائيلية، بحسب "هآرتس"، أن "حزب الله" ليس معنياً في المرحلة الحالية ببدء مواجهة عسكرية مع إسرائيل، فهو يكثف جهده ونشاطه في الحلبة اللبنانية الداخلية بعدما تصاعد التوتر الداخلي بين الشيعة والسنّة، حسب رأي إسرائيل، بفعل لجوء نحو مليون سوري إلى لبنان بسبب الثورة السورية، معظمهم من السنّة، مع وجود لبعض التنظيمات السنية الأصولية كتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). و"حزب الله" مشغول حالياً بإيفاد قوات كبيرة لمساعدة النظام السوري في حربه ضد الثوار.

ورأى الضابط الإسرائيلي، أن "حزب الله" يدير نشاطه بثقة وحنكة من دون أن يتورع عن الرد على ما يعتبره اعتداءات إسرائيلية على أهدافه، حتى وإنْ شكّل ذلك خطراً عليه. وقال الضابط الإسرائيلي إنه "يتوجّب على إسرائيل أن تحذر من ترديد مقولة الردع ضد الحزب، فمع أنه لا يملك دوافع حالياً لخوض مواجهة مع إسرائيل، يمكن في ظروف معيّنة أن يتغيّر الحال في المنطقة وتشتعل المواجهة من جديد".