العبادي يستعين بالسلاح الروسي

العبادي يستعين بالسلاح الروسي

22 فبراير 2015
رفض لسيطرة المليشيات على مناطق عراقية (الأناضول)
+ الخط -

يستعدّ رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لاستيراد أسلحة من روسيا بسبب تأخر الدعم الأميركي، في وقت بدأت ترتفع فيه الأصوات المطالبة بقوات دولية لحماية المناطق المحرّرة من تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) التي سيطرت عليها مليشيا "الحشد الشعبي".

وكشف مصدر مطلع في وزارة الدفاع العراقية لـ"العربي الجديد"، أن العبادي، الذي يُعتبر القائد العام للقوات المسلّحة العراقية، وافق على استيراد مروحيات وصواريخ وأسلحة متوسطة وخفيفة من روسيا بسبب تأخر الدعم العسكري الأميركي، مشيراً إلى امتعاض العبادي من عدم وضوح واشنطن بخصوص تسليحها للجيش العراقي، فيما أعلنت في أكثر من مناسبة استعدادها لتسليح عشائر الأنبار غير الرسمية.

وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن وفداً عسكرياً عراقياً رفيع المستوى سيتوجّه خلال الأيام المقبلة إلى موسكو لترتيب إجراءات الصفقة، متوقعاً أن تثير هذه الصفقة غضب واشنطن وتعيق النجاح النسبي الذي حققته سياسة حكومة العبادي الخارجية وتفقده بعض الدعم والتأييد.

وفي سياق متصل، أعلنت شركة روسية عن قرب تزويد العراق بصواريخ جديدة. ونقلت وكالة "ايتر تاس" الروسية عن شركة المنظومات عالية الدقة الروسية، قولها إنها ستجهز الجيش العراقي بمنظومات صواريخ أرض-جو طراز "بانتسر اس 1"، موضحة أن عملية التسليم سيرافقها تدريب كوادر عراقية على استخدام هذه الصواريخ. كما نقلت الوكالة عن وزارة الدفاع العراقية قولها إن منظومات الدفاع الجوي الحديثة المجهزة من روسيا ستُعزز الأمن في البلاد وتزيد قدرات الجيش في محاربة الإرهاب.

وأبدت الإدارة الأميركية في وقت سابق انزعاجها من التقارب العراقي الروسي، بعد زيارة ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العراق، ودعوة العبادي روسيا إلى المساهمة الفعالة في الحرب على تنظيم "داعش" في العراق. وأبلغ مسؤولون في السفارة الأميركية في بغداد، الحكومة العراقية عدم رضاهم عن التقارب السياسي العسكري الجديد، بين العراق وروسيا، ولوّحت واشنطن بالحدّ من دعمها للقوات والعشائر العراقية، في حربها على الإرهاب.

اقرأ أيضاً: الوزير السابق للخارجية السلوفاكية رئيساً لبعثة الأمم المتحدة بالعراق

من جهة أخرى، وبعدما أدت سيطرة مليشيا "الحشد الشعبي" على المناطق المحرّرة من "داعش" إلى موجة عنف وتهجير وتغيير ديمغرافي كبير، علت أصوات الكتل السنيّة مطالبة بقوات دوليّة لتأمين تلك المناطق.

وقالت عضو تحالف القوى العراقيّة مستشارة رئيس البرلمان لشؤون المصالحة الوطنية وحدة الجميلي، في بيان صحافي إنّ "المناطق المحررة من داعش تشهد صراعاً ونزاعات كبيرة"، مشيرة إلى أنّ "عدم قبول عودة العوائل النازحة جعل من تلك المناطق تشهد حالة من التخبط وعدم الاستقرار الأمني، الأمر الذي بات يقلق أهلها".

وأكّدت الجميلي أنّ "من الصعب على الحكومة أن تسلّح العشائر لأنها لا تثق بها أساساً"، لافتة الى أنّ "هناك عدم رغبة بدخول الحشد الشعبي إلى المحافظات السنّية بسبب الخروقات التي تسبّب بها أخيراً، فضلاً عن وجود حالة من عدم الإيمان بالقدرة العسكرية باعتبار أنّ المؤسسة العسكرية مخترقة".

واعتبرت أنّ "هذه المعطيات تفرض على السياسيين أن يطلبوا من المجتمع الدولي إرسال قوات حفظ نظام دولية إلى تلك المناطق"، مؤكّدة أنّ "استقدام القوات سيكون هو الحل الأمثل لتأمين تلك المناطق".

كذلك رحّب مجلس عشائر ديالى بفكرة استقدام قوات دولية إلى "مناطق المحافظة التي سيطرت عليها الحشد الشعبي"، مؤكداً أنّ "تلك القوات ستكون محايدة ولا تتسبب بتغيير ديمغرافي في تلك المناطق ولا تقتل أو تهجّر أحداً منها".

وقال عضو المجلس هذّال النداوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إبقاء سيطرة الحشد الشعبي على المناطق المحرّرة من داعش زاد من معاناة أهلها أكثر من معاناتهم من سيطرة داعش"، مشيراً الى أنّ "الجيش العراقي غير قادر على إخراج الحشد الذي يُمسك تلك المناطق، كما أنّ الأجهزة الأمنية في ديالى غدت متعاونة مع الحشد وتسير بأجندتها، فلا حل سوى دخول قوات دولية". وأضاف أنّ "المحافظة شهدت استبدال احتلال باحتلال، فخرج داعش ودخلت الحشد الشعبي"، داعياً المراجع الدينية الى "وضع حد لخروقات الحشد الشعبي".

وكان مصدر محلّي في محافظة ديالى، قد كشف في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، عن تقاسم مناطق محافظة ديالى المحرّرة من "داعش" بين البشمركة الكرديّة والمليشيات.

المساهمون