الحراك الجزائري لبن صالح:لا انتخابات قبل رحيل رموز بوتفليقة

الحراك الجزائري لبن صالح: لا حوار ولا انتخابات قبل رحيل رموز بوتفليقة

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
07 يونيو 2019
+ الخط -

رد الحراك الشعبي في الجزائر، اليوم الجمعة، بقوة على مقترحات قدمها الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح في خطابه الذي ألقاه ليلة أمس الخميس، تتعلق بتمديد عهدته والتوافق على مسار انتخابي وتعيين هيئة مستقلة تشرف على الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وخرجت مظاهرات شعبية حاشدة إلى شوارع وساحات العاصمة وكبرى المدن الجزائرية، في الجمعة الـ16 من الحراك الشعبي.

وربح الناشطون في الحراك رهان الحشد بالنزول الكبير للمتظاهرين إلى الشوارع، إذ شهدت العاصمة الجزائرية مظاهرات شارك فيها آلاف من المحتجين، رددوا خلالها شعارا مركزيا يتعلق بالمطالبة برحيل مجمل رموز النظام السياسي، وأبرزهم بن صالح، فضلا عن شعارات تهاجم من يعتبرهم الحركيون "فاسدين نهبوا ثروات البلاد".

وتجمع المتظاهرون في ساحة أول ماي وأودان وساحة الشهداء وشارع ديدوش مراد، وكان واضحا تركيز المتظاهرين على بن صالح، كرسالة شعبية برفض مقترحات طرحها في خطاب أمس، تتعلق فتح حوار للتوافق على الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبدء تجهيز العدة والسند القانوني لإنشاء الهيئة العليا المستقلة التي تتولى تنظيم الانتخابات، في مقابل استبعاد كامل للحكومة من إدارة الانتخابات.

وكان قرار بن صالح تمديد عهدته وإعلانه رفض التنحي والاستمرار في منصبه حتى تنظيم انتخابات رئاسية وتسليم منصبه لرئيس منتخب أكثر قرار استفز المتظاهرين الذين رفعوا صورا له مشطوبة باللون الأحمر.

   

قال الناشط في الحراك الشعبي إسلام عطافي، لـ"العربي الجديد"، إن "العنوان والرسالة الأبرز موجهة اليوم إلى بن صالح، حيث لا حوار ولا انتخابات دون رحيل رموز نظام بوتفليقة"، مضيفا "نتمنى أن يفهم بن صالح وقائد الأركان (الفريق أحمد قايد صالح) أيضا رسالة الشعب وموقفه بوضوح".

ولم يمنع ارتفاع درجات الحرارة المتظاهرين من النزول إلى الشوارع في جمعة تعد "نفسا جديدا" بالنسبة للحراك الشعبي، بعد انقضاء شهر رمضان، الذي نجح فيه الناشطون في الحفاظ على استدامته طيلة أيام الجمعة الأربعة الماضية، رغم الصيام، كما حافظ الطلبة على مظاهراتهم كل يوم ثلاثاء.

وشاركت في مظاهرات اليوم رموز سياسية وشعبية، بينهم المناضلة لويزة أحريز، وظريفة بن مهيدي، شقيقة الشهيد والرمز الثوري العربي بن مهيدي.

وقالت بن مهيدي للصحافيين إنه يتعين على الحراك الشعبي أن يستمر حتى تحقيق مطالب الشعب، والاستجابة لمطلب الانتقال الديمقراطي، وطالبت الجيش بالمساعدة في ذلك.

وأخذ الجيش نصيبه من الشعارات المناوئة لقائد الأركان، والمعبرة عن استياء شعبي لرفضه رفع يده عن خيار حل سياسي يتيح حلا للأزمة، حيث ردد المتظاهرون شعار "دولة مدنية لا لدولة عسكرية".

واعتقلت الشرطة، صباح اليوم الجمعة، 12 مناضلا من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وعدد من المتظاهرين عندما كانوا يحاولون التظاهر قرب ساحة البريد المركزي التي قررت السلطات إغلاقها للأسبوع الرابع على التوالي بسبب بروز تشققات في أسفل السلالم وحفاظا على سلامة المتظاهرين.

وفي السياق نفسه، استمرت السلطات في إغلاق النفق الجامعي الذي يربط بين ساحتي البريد المركزي وأودان عبر شارع باستور. 

وللمرة الأولى أغلقت السلطات نفقا صغيرا يربط بين شارعي حسيبة بن بوعلي وعميروش قرب مقر مديرية الأمن، دون سبب واضح، كما شددت السلطات مراقبة مداخل العاصمة الجزائرية لمنع وصول أكبر عدد ممكن من المتظاهرين إليها، خاصة القادمين من منطقة القبائل والمدن والولايات الشرقية، كبومرداس وتيزي وزو وبجاية.


وإضافة إلى العاصمة، تجددت المظاهرات في غالبية المدن الجزائرية.

وقال الإعلامي رشيد بوطلاعة، من ولاية ميلة، شرقي الجزائر، لـ"العربي الجديد"، إن المتظاهرين عادوا بقوة إلى الشارع، حيث شهدت المدينة مسيرة حاشدة أعقبت صلاة الجمعة، ردد فيها المتظاهرون شعارات مناوئة للرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح.

ونقل الإعلامي الطاهر فتاني صورا من مظاهرة حاشدة في مدينة برج بوعريرج، شرقي الجزائر، والتي تعد المدينة الثانية للحراك الشعبي بعد العاصمة الجزائرية، حيث تشهد كل جمعة رفع لافتة عملاقة ترسمها مجموعة من الشباب تحمل رسائل سياسية ومطالب شعبية.

ومن شأن مظاهرات اليوم أن تدفع السلطة إلى إعادة تقدير الموقف السياسي ومراجعة خطط الحل التي تقترحها، بعد الرفض الشعبي الواسع لمضمون خطاب بن صالح.




ذات صلة

الصورة

سياسة

أكدت فرنسا، يوم الجمعة، وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر، في حادث يشمل عدداً من مواطنينا"، بعدما أفادت تقارير صحافية مغربية، أمس الخميس، عن مقتل سائحين يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية بنيران خفر السواحل الجزائري.
الصورة
كيف غيّر القائمون على فيلم "باربي" قواعد التسويق بتكلفة 150 مليون؟

منوعات

قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية سحب ترخيص عرض فيلم "باربي" من صالات السينما في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة الشروق الجزائرية. 
الصورة
عشرات الحرائق المستعرة في شرق الجزائر (فضيل عبد الرحيم/ الأناضول)

مجتمع

تتحدث السلطات الجزائرية عن طابع جنائي لعشرات الحرائق المستعرة، في حين يتواصل النقاش حول غياب خطط استباقية للوقاية، وقدرات السيطرة المبكرة على الحرائق، خاصة أنها تتكرر منذ عام 2018.
الصورة
استشهد عسكريون خلال مهمات إخماد حرائق الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أنّ 34 شخصاً لقيوا مصرعهم في حرائق ضخمة نشبت في غابات بمناطق متفرقة شرقي الجزائر، من بينهم 10 عسكريين، فيما أُجليت مئات العائلات من مجمعات سكنية وصلت إليها النيران.