السعودية في حرب رد الفعل في صنعاء.. والضحايا مدنيون

السعودية في حرب رد الفعل الانتقامي في صنعاء.. والضحايا مدنيون

16 مايو 2019
الضربات تخلف الكثير من الضحايا المدنيين (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
بعدما كانت السعودية ترفع شعار "دعم الشرعية" اليمنية لإنهاء سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) على المدن اليمنية، وإنهاء الانقلاب الذي قادته الجماعة، تحولت إلى حرب رد الفعل، على الهجمات التي ينفذها الحوثيون في العمق السعودي، في العام الخامس للحرب التي دمرت أغلب مناحي الحياة في اليمن ورسخت سيطرة الحوثيين.


ومنذ اللحظات الأولى، لهجوم الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين على محطتي ضخ أنابيب نفطية قرب العاصمة السعودية الرياض، منذ يومين، انتظر اليمنيون كما هي العادة، أن تأتي الغارات الثأرية، لتؤكد أن الحرب باتت في إطار "رد الفعل"، وهو ما حصل اليوم من خلال موجة ضربات عنيفة في العاصمة صنعاء.

وأكد سكان لـ"العربي الجديد"، أن الضربات الجوية السعودية التي جاءت لتنتقم لأنابيب النفط، ضربت منزلاً في أحد الأحياء المزدحمة سكانياً بتقاطع شارعي الرباط والرقاص، وقضت على حياة أسرة مكونة من ستة أفراد. كما أدت إلى أضرار طاولت عشرات المنازل المجاورة، بالإضافة إلى الرعب الذي خلفته في أوساط السكان.

وفي الوقت الذي لا تظهر مختلف الروايات أي شبهة هدف عسكري، حتى مساء الخميس على الأقل، وعلى النقيض من ذلك، انتشل الأطفال والنساء من الجرحى، جاء بيان قيادة التحالف السعودي الإماراتي، على وكالة الأنباء السعودية ليعلن أن جميع الطلعات الجوية التي تمت اليوم "حققت أهدافها ولله الحمد! بكل دقة". وأفادت بأنها نفذت "عمليات جوية على عدد من الأهداف العسكرية المشروعة التي أكدت المعلومات العسكرية والاستخبارية بأنها تشتمل على قواعد ومنشآت عسكرية ومخازن أسلحة وذخيرة للمليشيات الحوثية".

وكانت الضربات شملت مواقع في جبلي نقُم وعطّان، ومعسكر "الفرقة الأولى مدرع" سابقاً، وقرب فندق موفنبيك ومقر السفارة القطرية شرق العاصمة، بالإضافة إلى أهداف أخرى في منطقة بني الحارث شرق صنعاء، من دون أن ترد معلومات أخرى حول آثار الضربات.

واعتاد اليمنيون منذ شهور طويلة على أن ضربات التحالف السعودي الإماراتي، باتت في الغالب في إطار "رد الفعل المتشنج"، من خلال مجموعة من الضربات المتتالية، التي تأتي في أعقاب عمليات للحوثيين في السعودية، أو كما حصل عقب استهداف قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، جنوبي اليمن، في يناير/ كانون الثاني العام الجاري.


وربط بيان قيادة التحالف الضربات في صنعاء بهجمات الحوثيين في السعودية، حيث ذكر أن ما قامت به "المليشيات الحوثية، من اعتداءات على منشآت حيوية بالمملكة تعد من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية التي ترقى إلى جرائم حرب". وقال "لن تتهاون قوات التحالف في متابعة كل العناصر الإرهابية في جميع أنحاء اليمن"، على الرغم من أن هجوم الحوثيين لم يخلف أي ضحايا من المدنيين في الجانب السعودي، كما هو الحال بضربات رد الفعل السعودي في صنعاء.

دلالات