مدير حملة المرزوقي لـ"العربي الجديد": حظوظنا بالرئاسة كبيرة جداً

مدير حملة المرزوقي لـ"العربي الجديد": حظوظنا بالرئاسة كبيرة جداً

20 ديسمبر 2014
منصر: حظوظنا كبيرة جداً وتسمح لنا بالانتصار(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

لم يأتِ عدنان منصر مدير حملة المرشح منصف المرزوقي ومدير ديوانه الرئاسي السابق إلى الساحة السياسية التونسية من تجربة سياسية معروفة بالمعنى الحزبي، ولكن أستاذ التاريخ والباحث في الجامعة التونسية وجد نفسه في قلب الصراعات والخيارات السياسية والتاريخية التونسية الكبرى بحكم وجوده الى جانب الرئيس الحالي في قصر قرطاج، بوصفه مهندساً لأهم التوجهات التي طبعت خيارات المرزوقي الأخيرة من تحالفات وصراعات وتقلبات، وأخيراً من رهانات كبرى ستتجسد غداً الأحد، مع توجه التونسيين إلى صناديق الاقتراع لحسم أي من المرشحين الرئاسيين المنصف المرزوقي أو وزعيم "نداء تونس" الباجي قائد السبسي سيحظى بثقة التونسيين. ويدافع منصر في مقابلة مع "العربي الجديد" عن المرزوقي بوصفه الخيار الأنسب لتونس في المرحلة المقبلة.

وقت قليل يفصلنا عن الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، فماذا تقول للتونسيين؟

يدرك التونسيون جيّداً أن الحملة الانتخابية تسير إلى حدّ الآن بنسق جيد، وعلى الرغم من تسجيل بعض التجاوزات فإنها في نظرنا لم تتجاوز المعقول. ونعتبر أن التونسيين بدأوا يتعودون على التنافس السياسي في أجواء سلمية ومقبولة تقوم على احترام كلا المترشحين.

نعتبر أن الإشراف على الدولة يتطلب قدرة بدنية وذهنية وإيماناً كبيراً بالانتقال الديمقراطي واستعداداً للعمل. ونؤكد أن مرشحنا المنصف المرزوقي تتوفر فيه مثل هذه الصفات والمقاييس والتي ربما لا تتوفر في المنافس الآخر (زعيم نداء تونس الباجي قائد السبسي).

ماهي نقاط قوة وضعف مرشحكم؟

نعتبر أن مرّشحنا قريب جداً من الناس، كما أنه توجه إلى جلّ محافظات الجمهورية التونسية من الشمال إلى الجنوب، وكذلك إلى المدن والقرى في جولاته الانتخابية. والتقى المرزوقي عموم الشعب وتحدث إليهم واستمع إلى مشاغلهم.

أما في ما يتعلق بنقاط الضعف، فهي ترتبط بتعامل الإعلام معه، إذ لم يتم منح المرزوقي نفس الفرص التي تم منحها إلى المنافس السبسي، وبالتالي وجدنا صعوبات كبيرة في المرور عبر وسائل الإعلام.

ماهي نقاط قوة وضعف منافسكم؟

تكمن قوة المنافس السبسي في الأموال، إذ إننا نرى أنه ضخّ أموال طائلة على الحملة الانتخابية الخاصة به (تشمل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والجولة الثانية) وهو ما لم نعتمده في الحقيقة.

أما نقاط ضعف زعيم "نداء تونس" فتكمن في اعتقادنا بصعوبة تحرّكه إلى محافظات الجمهورية على غرار المرزوقي نظراً لعامل السن الخاص به.

كيف تقيّمون حظوظكم في الدور الثاني للرئاسية؟

حظوظنا كبيرة جداً، وتسمح لنا بالانتصار في الدور الثاني. ونعتقد أن الفارق لن يكون كبيراً بيننا.

هل تخشون التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية؟

بالنسبة إلينا يجب أن تتوفر مجموعة من الشروط لكي تتم الانتخابات في أفضل الظروف، ومن بين الشروط الأساسية التي يجب توفرها النزاهة والشفافية، وشخصياً أعتبر أنه إذا توفرّ هذان العنصران فإنه لا يمكن لأي طرف أن يشكّك في النتائج مهما كانت. صحيح أن التنافس على أوجه في هذه الانتخابات والتنافس سيكون أشدّ وأشرس من الانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى، ولكن إذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة فلن يجرؤ أي طرف على التشكيك في نتائجها، لأنه لا معنى ولا قيمة للتشكيك خاصة في ظلّ الشروط التي تم وضعها من قبل هيئة الانتخابات والأجواء العامة التي رافقت العملية الانتخابية ككل.

صحيح مررنا بتجربة سابقة من خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية في دورتها الأولى، وهذا الأمر أكسبنا الكثير من الخبرة. وفي حقيقة الأمر نعتبر أن هذه التجربة مهمة جداً لتونس وللتونسيين، ولا سيما أنها ستقرر مصيرهم لمدة خمس سنوات، وبالتالي لا فائدة من التشكيك، ويجب قبول النتائج مهما كانت وفق ما تمليه الديمقراطية.

كيف ستتعاملون مع المنافس في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية؟

في كلتا الحالتين ستكون طريقة تعاون وتغليب لمصلحة تونس.

من تتوقع أن يصوّت لكم في الانتخابات الرئاسية؟

نتوّقع أن يصوّت لنا العديد من الشخصيات والأحزاب تقريباً من مختلف الحساسيات. وحسب تقديراتنا فإنه من المنتظر أن نصل إلى قرابة المليون ونصف مليون صوت خلال الدورة الثانية للرئاسية.

ما تأثير نتائج الانتخابات الرئاسية على مسار تونس؟

الانتخابات الرئاسية تعد مصيرية للبلاد. وفي الحقيقة هي انتصار لتونس وللتونسيين.

ألا تعتقدون أنّ الحملات الانتخابية لكلا المرشحين تجاوزت صلاحيات رئيس الجمهورية؟

بالنسبة إلى مرشحنا لا. المرزوقي لم يتجاوز صلاحياته، ولكننا نعتقد أن المنافس فعل ذلك.

ماذا عن شعارات الحملة الانتخابية لكلا المتنافسين؟

شعاراتنا لم تتجاوز المعقول، والادعاء أن شعار حملة المرزوقي "ننتصر أو ننتصر" تتضمن دعوة إلى الانقلاب غير صحيح. وهذا يدلّ أنه ليس لدى المنافس مختصون في اللّغة ليفهموا ويحللوا المعنى الحقيقي لهذه الكلمات. "ننتصر أو ننتصر" المقصود بها أولاً الانتصار ثم تونس، ولا تتضمن على الإطلاق أي معنى للانقلاب. وهو ما جعلنا نرفع شعار تونس تنتصر خلال حملتنا الانتخابية لمزيد من التوضيح. ولكن على رغم ذلك فإننا نعتبر أننا هزمنا منافسنا في هذه المعركة.

يرى بعض المحلّلين أن هناك زلات كلامية لمرشحكم؟

نعتبر أن الزلات الكلامية لم تصدر عن مرشحنا بل صدرت من قبل منافسنا.

لماذا تصرّون على إجراء المناظرة التلفزيونية؟

لأن المناظرة ستمكن التونسيين من التمييز بين المترشحين، بعيداً عن المزايدات الكلامية، وهي طريقة في اعتقادنا ستسهل على التونسيين الاختيار. والمناظرة أيضاً دعوة إلى الحوار. ونحن نعتبر أن زعيم "نداء تونس" الذي ينافسنا في الجولة الثانية من الانتخابات يرفض إجراء المناظرة لأنه يخشى المنافسة. وفي الحقيقة لا يمكن للسبسي مواجهة مرشحنا المرزوقي.

لماذا نشرتم تقريراً حول الملف الطبي لمرشحكم، وهل هو تحدّ لمنافسكم؟

لقد نشرنا التقرير الطبي الخاص بالمرزوقي لأنه يرفع عنا العديد من الشكوك، وهو كذلك تحد للمنافس. ونرى أنّ السبسي غير قادر على نشر ملفه الطبي، لأن وضعه الصحي لن يسمح بذلك.

يقال إن الاستراتيجية الانتخابية لحملتكم الرئاسية اعتمدت على خبراء أجانب في هذا المجال؟

لم ينصحنا أي أحد من الخبراء المحليين أو الأجانب خلال الحملة. لقد تمت الحملة بطريقة طبيعية، وتقريباً نحن الوحيدون الذين اعتمدنا على متطوعين، وفي الحقيقة ليس لنا شركة تقوم بالدعاية، وهو تماما ما قمنا به في الدور الأول والثاني، وبالتالي وعلى رغم قلة الإمكانات فقد حققنا ما لم يحققه المنافس.

المساهمون