"هدنة برزة": اتفاق واحد بروايتين

"هدنة برزة": اتفاق واحد بروايتين

11 فبراير 2014
مقاتل من "الجيش الحر" في حي برزة الدمشقي
+ الخط -

كثرت اتفاقيات الهدنة التي يوقّعها النظام السوري مع عدد من ممثلي بعض أحياء العاصمة وضواحيها التي تسيطر عليها قوّات المعارضة، من القابون إلى المعضميّة وببيلا ثم برزة.

ولحيّ برزة وضعيّة خاصّة، فهو أحد أبرز أحياء العاصمة التي ثارت ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقد تعرض لاجتياحات متكررة وتدمير عنيف. وفي اللحظة التي يعجز فيها أي من طرفي الصراع عن تحقيق نصر حاسم، حصل توقيع اتفاق الهدنة بين ممثلين عن الحي وبعض رجال النظام، في 15 يناير/كانون الثاني الماضي.

ويسعى النظام إلى تقديم صورة ورديّة عن اتفاق الهدنة، إذ يحضر مختار حي عش الورور الموالي، والمسؤول، عبر شبيحته، عن قمع تظاهرات الأهالي في حي برزة، ليقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء! ويقدم النظام الاتفاق في وسائل إعلامه (وكالة سانا والفضائية السورية) بالصورة التقليديّة التي تتضمن دوماً العناصر نفسها: "انسحاب التكفيريين تحت ضربات الجيش، وتسليم المسلحين أنفسهم عائدين لحضن الوطن، وعودة الأمان ودخول الأهالي فرحين بالجيش السوري". وفي المشهد نفسه، ثمّة صورة لمحافظ دمشق، بشر الصدّام، وأحد المسؤولين العسكريين عن المصالحة الوطنية، وهما يعيدان 20 من معتقلي حي برزة إلى ذويهم.

وتبدو الصورة الوردية التي يثابر النظام على استرجاعها أقل بريقاً من الماضي، إذ تقتحم الصورة الحاليّة مشاهد الدمار وصور المعتقلين وهم أحياء ـ أموات. فضلاً عن كون إطلاق المعتقلين لم يأت هذه المرة بعفو رئاسي، بل جاء تنفيذاً لبنود اتفاق وُقّع بين أهالي الحي، وقوات النظام، بعد أكثر من 8 أشهر من المعارك بين الجيشين الحر والنظامي.

الاتفاق الذي وقّعه الطرفان، سرعان ما اختلفا عليه إعلامياً، إذ أصر النظام على تسميته "المصالحة الوطنية في حي برزة"، على وقع تغطية إعلامية رسمية تمثلت بنشر وكالة "سانا"، خبراً عن "تسليم 200 مسلح من جبهة النصرة في حي برزة الدمشقي لأنفسهم وأسلحتهم". الأمر الذي ردّ عليه ناشطو الحي بنشر مقاطع فيديو أظهرت سيطرة مقاتلي "الحر" على أرجاء الحي، وهم يرفعون أعلام سوريا الاستقلال، فضلاً عن نشر بنود الاتفاق المسمى، بحسب تنسيقية الحي، "هدنة".

وكانت وسائل إعلام موالية ومعارضة قد بثت صوراً لحركة خجولة للمدنيين، وعودة الحركة المرورية بعد أكثر من تسعة أشهر من توقفها، إذ تمكن مقاتلو "الحر" من إغلاق طريقين رئيسيين، هما طريق دمشق القلمون، وطريق مشفى تشرين العسكري، وهما طريقان استراتيجيان للنظام. وكان أعضاء المجلس المحلي في حي برزة قد ناشدوا الأهالي بعدم العودة إلى الحي في ظل الظروف الراهنة، حتى يتم التأكد من نية النظام حسب وصفهم.

بنود اتفاق الهدنة في حي برزة

- وقف إطلاق النار بين الطرفين.

ـ انسحاب الجيش النظامي من كل أراضي برزة.

ـ تنظيف الطرقات تمهيداً لفتحها أمام المدنيين.

ـ إطلاق سراح معتقلي الحي من سجون النظام.

ـ جعل المراكز التي تم تحويلها الى ثكن عسكرية، مراكز مدنية لا وجود للجيش فيها.

ـ إعادة الخدمات الى الحي وإصلاح البنى التحتية تمهيداً لعودة المدنيين.

ـ فتح الطرقات الرئيسية في الحي مع وضع حواجز على الشارع العام.

ـ السماح بعودة الأهالي بعد إصلاح الخدمات.

ـ الجيش الحر يسيّر أمور المنطقة بشكل كامل ولن يسلّم أي عنصر أو أي سلاح في المنطقة.