"الشاباك" حائر بالتعامل مع المقاومة الفردية: لنراقب مواقع التواصل

"الشاباك" حائر بالتعامل مع المقاومة الفردية: لنراقب مواقع التواصل

24 نوفمبر 2014
"الشاباك" متخوّف من عمليات المقاومة الفردية (حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -

تتجه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حالياً لتكثيف متابعتها ورصدها لمواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها الفلسطينيون، لا سيما الشباب الذين يقطنون في مدينة القدس المحتلة، في مسعى للتعرّف على أولئك الذين لديهم الاستعداد لتنفيذ عمليات مقاومة فردية.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن عملاء جهاز الاستخبارات الداخلية (الشاباك)، المكلّف بمواجهة المقاومة الفلسطينية، سيكثّفون من رصد ومتابعة الأنشطة التي ينفذها الشباب المقدسي على مواقع التواصل الاجتماعي ودراستها، لمعرفة ما إذا كانت تشي بتوجّهات نحو تنفيذ عمليات ما.

وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته الجمعة إلى أن "الشاباك" سيركّز أيضاً على رصد ومتابعة الذين يوظفون مواقع التواصل الاجتماعي في التحريض على تنفيذ العمليات. في الوقت ذاته، فإن "الشاباك" يتّجه لجلب مزيد من ضباطه للعمل داخل البلدات والقرى الفلسطينية المحيطة بالقدس المحتلة، في مسعى للتعرف إلى الشباب الفلسطينيين الذين تبدو عليهم مظاهر "عودة للدين"، على اعتبار أن هذا قد يكون مؤشراً أولياً على استعداد لتنفيذ عمليات.

ولفتت الصحيفة إلى أن إقدام "الشاباك" على هذه الوسائل في إحباط العمليات الفردية يأتي لأنه لا يمكن استخدام الوسائل المستخدمة في إحباط العمليات التي تخطط لها وتنفذها خلايا ومجموعات تتبع تنظيمات.

ويقر "الشاباك" بأن فرص إحباط عمليات المقاومة الفردية قبل وقوعها متدنية جداً، وذلك بخلاف عمليات المقاومة التي تخطط لها وتنفذها خلايا ومجموعات تتبع تنظيمات قائمة.

وتؤكد مصادر في "الشاباك" أن السهولة النسبية التي يمكن بها إحباط العمليات التي تخطط لها وتنفذها مجموعات وخلايا منظمة، تنبع أساساً من حقيقة أن إخراج مثل هذه العمليات إلى حيز التنفيذ يأتي نتاج مشاركة عدد كبير نسبياً من الأشخاص في التخطيط والإعداد والتنفيذ، مع كل ما يتطلبه الأمر من إجراء اتصالات بينهم.

وتشير الصحيفة إلى أن توظيف التقنيات المتقدمة التي قطع تطويرها شوطاً هائلاً يساعد على اعتراض الاتصالات بين أعضاء الخلايا والتعرّف عليهم واعتقالهم في الغالب حتى قبل أن ينفذوا العمليات.

من جهته، كشف رون بن يشاي، المعلّق العسكري لموقع "يديعوت أحرنوت" الإخباري، أن قلقاً بات يساور قيادة كل من الجيش والاستخبارات الإسرائيلية بسبب نتائج الضغوط التي يمارسها الرأي العام الفلسطيني على أجهزة السلطة الأمنية لوقف تعاونها مع إسرائيل في إحباط عمليات المقاومة.

ولفت بن يشاي في تقرير نشره الموقع أول من أمس، إلى أنه وفق تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن الرأي العام الفلسطيني يعتبر العمليات التي نُفذت في القدس المحتلة "رداً طبيعياً ومطلوباً" على محاولة قادة اليمين المتطرف في إسرائيل المس بمكانة المسجد الأقصى.

وأوضح أنه على الرغم من تواصل التعاون الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، ومع أن أمن السلطة ما زال يتعاون مع إسرائيل في إحباط عمليات المقاومة من خلال اعتقال المشتبه فيهم، إلا أن قادة الأمن الإسرائيلي باتوا يلحظون انخفاض وتيرة عمل أجهزة أمن السلطة في الآونة الأخيرة.

وأشار إلى أن الشارع الفلسطيني لا يمنح أي غطاء للأجهزة الأمنية في تعاونها مع إسرائيل، وينظر إليها كأجهزة "عميلة" للاحتلال، لأنها تحاول إعاقة عمل مشروع المقاومة ضد الاحتلال.

ووفق تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإن موقف الشارع الفلسطيني أثّر سلباً على اندفاع أجهزة السلطة الأمنية، وقلّص من حماسها للمساعدة في وقف تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية المحتلة.

وفي السياق نفسه، أكد اثنان من قادة جهاز "الشاباك" السابقين أن ممارسة القوة لن تفضي إلى وقف أعمال المقاومة، وأن الحل يكمن في إنجاز اتفاق سياسي ينهي الصراع.

وفي مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية اليمينية، قال عامي أيالون، الذي قاد "الشاباك" في الفترة بين 1996 و2000، إن الخطوة الأهم التي يتوجّب اتخاذها هي التوجه لمفاوضات جادة تقوم على أساس موافقة إسرائيلية مسبقة على إقامة دولة فلسطينية، محذراً من أنه في حال لم يكن لدى الفلسطينيين إنجاز، فإن هذا يعني دفعهم لمواصلة تنفيذ العمليات.

ودعا أيالون إلى اتخاذ إجراءات ميدانية لرفع مستوى الشعور بالأمن الشخصي لدى المستوطنين في القدس المحتلة، عبر جلب الآلاف من عناصر الجيش والشرطة والاستخبارات ونشر حراس في كل المرافق في المدينة لتقليص قدرة الفلسطينيين على مهاجمتها.

من جهته، رأى يوفال ديسكين، الذي قاد "الشاباك" في الفترة بين 2005 و2012، أن الائتلاف اليمني الحاكم يضلّل الجمهور الإسرائيلي عبر الزعم بأنه بالإمكان وقف انتفاضة القدس عبر تكثيف استخدام القوة.

وفي مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، قال ديسكين: "بصفتي الشخص الذي وقف في مواجهة الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى، وقاد عمليات وشارك في حروب، أقول إن منطق اليمين القائل إن المزيد من القوة في مواجهة المقاومة الفلسطينية ليس له أساس من الصحة".

المساهمون