غزة: بيان "ركيك" لمجلس الأمن وأردوغان ينتقد الإعلام العالمي

غزة: بيان "ركيك" لمجلس الأمن وأردوغان ينتقد الإعلام العالمي

01 اغسطس 2014
اتّهمت الأونروا إسرائيل بقصف المدرسة بغزّة (ستان هوندا/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
حاول مجلس الأمن الدولي الظهور بمظهر "العادل"، في بيانه الرئاسي، الذي دعا فيه الى "وقف فوري لإطلاق النار". بينما كان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، يشنّ هجوماً قاسياً على وسائل الاعلام العالمية، واتهمها بـ"تجاهل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل على مدار 25 يوماً بحقّ قطاع غزة".

ودعا مجلس الأمن، في بيان رئاسي، الخميس، الى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار" في قطاع غزة. كما طالب أيضاً بـ"هدنات إنسانية" من أجل إغاثة السكان. وصدر البيان الرئاسي المقتضب، بعد أربع ساعات من المشاورات المُغلقة، من دون أن يتضمّن أي إشارة الى تعرّض مدرسة للأمم المتحدة في غزة للقصف، يوم الأربعاء، بعدما لجأ إليها مدنيون فلسطينيون.
وتلا البيان مساعد المندوب الدائم الرواندي، أوليفييه ندوهونغيريهي، الذي أشار الى أن "الدول الـ15 الأعضاء، تدعو الى وقف إنساني فوري وغير مشروط لإطلاق النار، يُمكن أن يؤدي الى وقف دائم لإطلاق النار على أساس الاقتراح المصري (ما يُسمّى بالمبادرة المصرية)".
وأضاف البيان: "في انتظار ذلك، تدعو الدول الأعضاء للّجوء الى هدنات إنسانية"، مع دعوتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الى الاستجابة لـ"نداء التمويل"، الذي وجّهته وكالة الأمم المتحدة لـ"غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)".
ودعا مدير "الأونروا"، بيار كراينبول، الموجود في غزة، المجتمع الدولي الى "اتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة هذا الوضع البالغ القسوة"، وذلك في اتصال عبر الفيديو مع مجلس الأمن. وأضاف: "أظنّ أن السكان في غزة باتوا على حافة الهاوية".

من جهتها، طالبت مسؤولة "العمليات الانسانية في الأمم المتحدة"، فاليري آموس، بـ"التوصل الى مزيد من فترات الهدنة الانسانية، اليومية والطويلة الأمد، من أجل إغاثة المدنيين، في انتظار التوصل الى وقف لإطلاق النار". ونددت، مع كراينبول، مجدداً، بالقصف الذي استهدف مدرسة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء، في غزة وأسفر عن استشهاد 16 فلسطينياً.
وكانت "الأونروا" حمّلت الجيش الاسرائيلي مسؤولية الحادث المأسوي، كما أعلن البيت الأبيض أنه "شبه متأكد من أن قصف المدرسة مصدره الجيش الاسرائيلي"، مجدداً دعوته الدولة العبرية الى "بذل جهد أكبر" لحماية المدنيين.​


وفي سياق الجهود الدبلوماسية لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الخميس، في العاصمة الهندية نيودلهي، أنه "كلما حدث وقف لإطلاق النار بشكل أسرع كان أفضل". وأضاف: "لم نتوقف أبداً عن العمل نحو فكرة أن وقف إطلاق النار في نقطة ما، هو أمر مُلحّ". وأشار إلى أن "الولايات المتحدة لا تزال يحدوها الأمل أنه أمر يمكن إنجازه".

كما أجرى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اتصالات هاتفية شملت كلاً من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وكيري، لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة، بحسب بيان للخارجية المصرية.

وذكرت الوزارة، في بيانها، أن "الاتصالات تناولت تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، على ضوء استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، وسبل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يحقن دماء الفلسطينيين الأبرياء".

وانتقد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ما وصفه بـ"تجاهل الإعلام الدولي للجرائم التي ترتكبها إسرائيل على مدار 25 يوماً متواصلة في قطاع غزة الفلسطيني". ولفت الى أن "معظم وسائل الإعلام في العالم تنتهج سياسة الكيل بمكيالين".

وجاءت انتقادات أردوغان، في كلمته التي ألقاها في مدينة ماردين، جنوب شرق تركيا، في إطار حملته للانتخابات الرئاسية المقررة في 10 آب/ أغسطس.

وأضاف أردوغان: "صدّقوني لم يحصل الفلسطينيون على الاهتمام الإعلامي نفسه بالقدر الذي حظيت به أسماك الفقمة في معظم وسائل الإعلام الدولية، وليس للأطفال الذين يقتلون الآن بكل خسّة في غزة، أية قيمة في تلك الوسائل. لكن حينما قام المخربون بارتكاب أعمال عنف في ميدان تقسيم، في اسطنبول في وقت سابق، تسابقت تلك الوسائل على النقل المباشر من مكان الحدث. وبالفعل، نقلوا مباشرة تلك الأحداث لساعات على مدار أيام".

وأوضح أن "قطاع غزة يشهد مأساة إنسانية بكل ما تحوي الكلمة من معنى"، على حد تعبيره، "فالمنطقة تشهد انقطاعاً في المياه والكهرباء، كما دمّروا البنية التحتية، والطرق، وهدموا المساجد والمدارس، وشرعوا في قصف المستشفيات أيضاً".

ومضى قائلاً: "مدينة يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة، تُدمّر بالكامل على مرأى ومسمع من العالم أجمع، تُدمّر وسط تجاهل آثم من الجميع، ولا سيما وسائل الإعلام، التي باتت لا تهتم في الأساس بقتل الأطفال".

ودانت كوبا، الخميس، بـ"أشد العبارات، العدوان الاسرائيلي الجديد" على قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي الى "المطالبة بوضع حدّ فوري له". وذكرت الوزارة أن "كوبا تجدّد إدانتها للعدوان الاسرائيلي الجديد ضد سكان قطاع غزة بأشد العبارات، وتؤكد تضامنها الثابت مع الشعب الفلسطيني". ودعت هافانا المجتمع الدولي الى "المطالبة بوضع حد فوري للعدوان الاسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة، واعادة العمل للخدمات الطبية وامدادات المياه والكهرباء، بهدف المحافظة على حياة مئات آلاف السكان"، بحسب البيان الذي نشرته صحيفة "غرانما" الرسمية. 

ودعت كل من ساحل العاج وبوركينا فاسو، إلى وقف العنف في قطاع غزة، وطالبتا في الوقت نفسه المجتمع الدولي بإظهار "التزام أكثر صرامة" في أفريقيا الوسطى بغية إرساء السلام.

وجاءت دعوة البلدين على لسان كل من الرئيس العاجي، الحسن واتارا، ونظيره البوركيني، بليز كومبواري، في بيان مشترك على هامش المؤتمر الرابع لقمة "مؤتمر الصداقة والتعاون" بين البلدين التي جرت على مدار يومي الأربعاء والخميس، في العاصمة البوركينية، واغادوغو.