"داعش": منطقة عازلة ومستشفى مقابل العسكريين اللبنانيين المخطوفين

"داعش": منطقة عازلة ومستشفى مقابل العسكريين اللبنانيين المخطوفين

30 ديسمبر 2014
نقل المصري رسالة "داعش" إلى الأهالي (حسين بيضون)
+ الخط -
عادت الحركة إلى ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة"، بمبادرة من الشيخ السلفي، وسام المصري. عاد المصري من جرود بلدة عرسال عند الحدود الشرقية مع سورية حاملاً مجموعة رسائل وطلبات من "داعش" نقلها إلى الرأي العام اللبناني بعد لقائه أهالي العسكريين، في ساحة رياض الصلح، في العاصمة بيروت، حيث يعتصمون.

قال المصري، إنّ "الدولة الإسلامية يتعهد بعدم قتل أو إيذاء أي عسكري طيلة فترة التفاوض"، ناقلاً "غضب الجهة المسؤولة عن ملف الأسرى في الدولة الإسلامية من أسلوب تعامل الأطياف السياسية اللبنانية مع حزب الله". وأفادت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن المصري، التقى مجدّداً "أمير داعش" في القلمون، أبو الوليد المقدسي، الذي أكّد له أنّ "معركة التنظيم ليست ضد الجيش اللبناني ولا الحكومة، إنّما ضد حزب الله الذي يتدخل في الشأن السوري قاتلاً النساء والأطفال".

وأعلن المصري عن ثلاثة مطالب لـ"داعش"، هي:
ــ إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تمتد من وادي حميد عند أطراف بلدة عرسال إلى جرد بلدة الطفيل، جنوبي عرسال (حوالي 40 كيلومتراً).
ــ تأمين معدات مستشفى طبي معاصر مع مستودع أدوية لعلاج المرضى والجرحى "جراء اعتداءات حزب الله"، ويكون موقع المستشفى في هذه المنطقة العازلة.
ــ إطلاق سراح كل النساء "المسلمات المعتقلات في لبنان بسبب الملف السوري".

تفاوتت ردّة فعل الأهالي تجاه ما نقله الشيخ المصري، لكن عضو لجنة أهالي العسكريين، الشيخ عمر حيدر، رحّب "بكل من يحاول المساعدة في ملف العسكريين، ولكن بعد تكليف رسمي من "داعش" وآخر من الدولة اللبنانية وجبهة النصرة". ويعتبر الأهالي أنّ حركة المصري وقبول "داعش" به واستقباله كوسيط يعنيان، حكماً، حصوله على تكليف من التنظيم، في وقت يتلاشى اسم "جبهة النصرة" في ملف العسكريين نتيجة تراجع قوتها في منطقة القلمون السورية لمصلحة "داعش". أمّا الدولة اللبنانية، فتبقى الغائب الأبرز عن الملف، وإن كان الشيخ المصري، قد أكّد في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، تواصله مع مدير عام جهاز الأمن العام اللواء، عباس إبراهيم.

وتشكل مطالبة "داعش" بإنشاء منطقة منزوعة السلاح عند الحدود اللبنانية السورية، عقدة إضافية لدى اللبنانيين. تتقدم مواقع "حزب الله" في تلك المنطقة على مواقع اللواء "الثامن" في الجيش اللبناني. وفي حين ينتشر عناصر اللواء على الحدود في بعض النقاط الجردية، تتداخل مواقع الحزب بين الحدودين. وسبق لـ"جبهة النصرة"، أن أعلنت عن قتل عدد من عناصر الحزب بعد هجوم على مواقع متقدمة له في جرود بلدة عسال الورد السورية. يومها اعتبر وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، قتلى الحزب "شهداء للبنان سقطوا دفاعاً عنه في وجه الإرهاب". يهدف "داعش" من الطلب تحريض الرأي العام اللبناني على الحزب من بوابة العسكريين المخطوفين، وهو ما سبقته إليه "النصرة" من خلال الضغط على الأهالي لقطع الطرقات وتعطيل الحركة في بيروت.


وساطة المصري تسقط وساطة الفليطي

بعد عودة الشيخ، وسام المصري، إلى صدارة خطوط التواصل مع "داعش" في منطقة القلمون، يشير مقربون من نائب رئيس بلدية عرسال، أحمد الفليطي، "عزوفه عن الوساطة ومتابعته أخبار المفاوضات من منزله". وكان الفليطي قد زار جرود عرسال، مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، بتكليف من وزير الشؤون الاجتماعية، وائل أبو فاعور، المُكلف بدوره من رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط، متابعة ملف العسكريين.

يذكر أنّ ملف العكسريين المخطوفين مستمر منذ أغسطس/آب الماضي، عقب المعركة بين الجيش اللبناني و"داعش" و"جبهة النصرة"، كما تستمرّ حالة تعثر المفاوضات بفعل عدم حسم الحكومة اللبنانية لمبدأ المقايضة مع الخاطفين. ويذكر بأنه سبق لـ"داعش" و"النصرة" أن قدّمت أكثر من اقتراح للتفاوض، من ضمنها طرح الإفراج عن عشرة معتقلين في السجون اللبنانية مقابل كل عسكري، ثم خمسة معتقلين مقابل كل عسكري، من دون أي رد من الدولة اللبنانية.