متظاهرو هونج كونج نحو التصعيد

أعلن المتظاهرون المطالبون بالإصلاحات السياسية في هونج كونج، اليوم الأربعاء، عن عزمهم تصعيد تحركاتهم الاحتجاجية رغم تحذيرات حكومة الإقليم وبكين، متوعّدين بجعل احتفالات إقامة الصين الشيوعية مناسبة لعرض قدرتهم على تعبئة الناشطين والضغط على بكين لمنحهم الإصلاحات السياسية الموعودة.

وفي الوقت الذي يحتفل فيه مسؤولون كبار صينيون ومن هونج كونج بالذكرى الخامسة والستين لانتصار الشيوعيين على القوميين وإقامة جمهورية الصين الشعبية في 1949، بدأ المتظاهرون يحتشدون في شوارع وسط المدينة. ويحتج المتظاهرون خصوصاً على قرار الصين في أغسطس/آب السماح بانتخاب مباشر لرئيس الحكومة في هونج كونج في 2017 مع الاحتفاظ بالحق في مراقبة الترشيحات.

وأطلق المتظاهرون، صباح اليوم، في ساحة غولدن بوهينيا الرئيسية في حي وانشاي وسط المدينة، حيث يعتصمون منذ ثلاثة أيام، الأناشيد، فيما استهجن المحتجون تحليق مروحية ترفع علمي الصين وهونج كونج فوق الساحة.

وفي خطاب ألقاه بحفل إقامة الصين الشيوعية، دعا رئيس الحكومة المحلية ليونغ شون يينغ، الذي يطالب المتظاهرون باستقالته، الى التعاون مع الصين. وقال إنّ "تطوير هونج كونج وتطوير القارة مرتبطان بشكل وثيق. يجب أن نعمل يداً بيد لكي يصبح الحلم الصيني حقيقة". وأضاف "نتفهم ان أشخاصاً مختلفين لديهم مفهوم مختلف عن الاصلاحات المرجوة، لكن من الواضح أن من الأفضل تنظيم اقتراع عام مباشر على ألّا يُنظّم مطلقاً".

وأمل يينغ أن "تعمل كل شرائح المجتمع مع الحكومة بشكل سلمي ومشروع وعقلاني وبراغماتي" من أجل المضي قدماً "في تطورنا الدستوري" قبل أن يشرب نخب ممثل بكين في هونغ كونغ، زهانغ تشاومينغ، بعد ختام كلمته. غير أنّ الحفل تعكّر بعدما هتف النائب المطالب بالديمقراطية ليونغ كووك هانغ بأن هونج كونج تريد "انتخابات فعلية"، مطالباً باستقالة ليونغ شون يينغ، وهو ما دفع الشرطة إلى اقتياده لخارج الحفل.

تلك الدعوات لم تقنع متظاهري "ثورة المظلات" الذين أمضوا ليلتهم الثالثة في الساحة، رغم العواصف، وسط استعدادات لاقتحام الطوق الذي تفرضه الشرطة حول ساحة غولدن بوهينيا. وقال ديفيد زهانغ، خبير المعلوماتية البالغ من العمر 24 عاماً، والذي جاء من الصين القارية لدعم المتظاهرين، إن "حكومة بكين تخاف من التغيير" مضيفاً "أنها رسالة قوية مفادها أن الديمقراطية لا تأتي من العالم الغربي وانما من الداخل؛ من الطلبة والسكان".

ولن يتوجه العديد من سكان هونج كونج الى أعمالهم اليوم، بسبب العيد الوطني الصيني، وكذلك يوم غدٍ الخميس، الذي يعدّ أيضاً يوم عطلة في هذه المستعمرة البريطانية السابقة. ويأمل المنظمون في هذه المناسبة أن يحتشد المتظاهرون بأعداد أكبر.